============================================================
فقال صلع له : وأى محق يكون أحق من مال ربا إن تاب منه صاحبه رده وأخرجه من يده فتمحق، وإن لم يتب منه أدله النار فأعحقه . فكذلك وعيد الله عز وجل للباغى بالنصر عليه إن عجل الله ذلك له غلب لأن الله عز وجل يقول "إن ينصركم الله فلا غالب لكم، ، وقد وعد بالنصر من بغى عليه، وان أخر النصر والانتقام إلى الآخرة فعذاب الآخرة أشد كما ذكر، والمتصور فيها من نصر ونصر الله عز وجل قديكون عا جلا أو آجلا لانه لم يأت الوعد به مؤقةا، وهو جل ثناؤه لا يخاف فوت من أراده، ولا يعجزه من قصده . فالحذر الحذر من البغى وأعظم البغى ذتبا، وأشده عتوبة ما كان على الائمة صلع فن بنى عليهم وشاقهم فقد شاق الله ورسوله لأن البغى عصيان، وقدقرن الله طاعهم بطاعته وطاسة رسوله، ومن عصيهم فقد عصى الله ورسوله ، ثم أشد البغى بعد ذلك على أوليائهم المؤمثين .
53] وان كات البغى كله منهيأ عليه لخوف وعيد الله فيه (وقد قال رسول الله صلع ولو بغى جبل على جبل لجعل الله الباغى منهما دكا، . فهذا من قول الله تعالى : دومن يشى عليه لينصرنه الله . وقد أمر الله عز وجل بجهاد من بغى على الأئمة وعلى المؤمنين فى كتابه إذا تصبوا لهم ، والبغى يكون بالمناصبة والمحاربة والسعى والاذى ، وانما يلزم اسم البغى من ظلم والسعى بالباطل والكنب ؛ وأما المحق وقائل الصدق ومن كان من أهل العدل فليس ينسبون إلى البغى ولا يدخلون فى جملة أهله . ومن عظيم البغى وكبيره ما بغى به البراءة عند الائمة وقذفوا به مما لم يفعلوه، ونسب إليهم من المكروه ما لم يأتوه ، ووصفوا بما ليس هم عليه، إن فى ذلك ذنب البغى وذنب الجرأة على الائمة بقول الباطل عندهم وزفع الشبهات إليهم . وكذلك الحسد أعظمه وزرا وأغلظه ذنبا ما حسد به الاثمة صلوات الله عليهم . قال الله تعالى: و أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ، فقد آتينا ابراهيم الكتاب والحكمة وأتيناهم ملكا عظيما، وقال جعفر بن محمد صلوات الله عليه
Страница 96