============================================================
فيه وإلا فانه بمنزلة طبيب انتصب لعلاج الناس من داه هو ظاهر به فمن ذا تراه يثق بعلاجه أو يطيب نفسا به ويرجو البراءة على يديه . وهو يرى آنه لم يبرىء نفسه التى هى أحب الانفس اليه وأعزها عليد، وهو بها آعنى وعلى عافيتها وصحتها أحرص ، وأخلق بمثل هذا الطبيب ان يتحاشاد الناس فلا يأمته أحد لعلاج . فإن كان هذا يجرى هذا المجرى فى علاج هذه الابدان القليلة البقاء القريبة الفناء، فكيف يلبغى أن يكون النظر للأنفس التى يرجى لها الثواب الدائم، ويخاف عليها العذاب اللازم ، فاذا أحكم الداعى هذا من نفسد فلينظر فيما استرعاه وليؤد الامانة لله ولأوليائه فيه فإنه إذا أصلح أمر نفسه أصلح الله له كل أمر يريد صلاحه . وقد جاء عن رسول الله صلع أنه قال : [185] من أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله له مابينه ويين عباده .) وفيما ذكرته من هذا بلاغ وكفاية عما سواه من الوصايا، لأن صلاح الحالات يأتى على جميع الخيرات، والصالح بالحقيقة لا يأتى سوها ولا يرتكب خطيئة ، فاذا كان كذلك صلحت أعماله كلها، ونجا من تبعتها وإنمها، ولكن فى الزيادة فى الشرح خير وتنبيه، فيجب عليه بعد ذلك أن يقتدى، فى كل ما يأتيه ويذره ويعطيه ويآخذه ، بكتاب الله تعالى وسنة رسوله وقول مواليه الائمة من أهل بيته ووصية إمام عصره ومن أقامه لوصاياه ، فى هذا أيضا جماع كل شيء وقال تعالى : "ما فرطنا فى الكتاب من شىء* . وقال تعالى : " فيه تبيان كل شيء" . وقال تصالى : "وما آتاكم الرسول فذوه ومانهاكم عنه فاتتهوا، .
وقال تعالى : " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم، . ثم تزيد بالشرح والبيان ونقول إنه يجب على المؤمن أن لا يعمل عملا يستحى من امامه فمن دونه أن يعمل ذلك بحضرته إلا ماكان من الحلال الذى لا شبهة فيه ، مثل اتيان أهله ومنزله ومطعمه ومشربه الذى لا شك ز فيه عنده أته [85 ب] حل له ، ولكنه لا ينيغى له أن يحاهر بكثير منه ، فأما ماكان حواما لا شك فه أو شبهة لا يقين معها ، فيتبغى اجتنابه فى السر والعلانية والمشهد
Страница 135