============================================================
117 ذلك على الوجوه والاسباب كلها موإن كان ممن رسمه المشى بين يديه على [171] القرب منهفيلبغى له كذلك أن يلزم رتبته ويتحفظ على ما قدمنا ذكره ويلزم الوقار والسكينة وترك الحديث والكلام إلا فيما سأله عنه الامام أو أمره به ، ويكون أهل هذه الطبقة من التحفظ والاصغاء إلى الامام والنظر اليه بحال من ذكرناه أنه يقوم بين يديه ، فإن دعا أحدا مهم سارع إليه، وأقبل بوجهه عليه مطرقا ببصره إلى الارض حتى يسمع ما يأمره وينفذه بحسبه ثم يعود إلى مكانه، ومن خصه الامام بمسايراته راكبا فى موكبه والدنو من ركابه فيلبغى له أن يعرف قدر هذه الرتبة ومكان هذه المنزلة ولايرى نفسه أهلا لنظره إليه فضلا عن الدنو منه ومسايراته ، ثم يكون سيره خلف الإمام فان استدعاه دنا قليلا يحاذبه (1) غير مساويه فى السير ولا مقارب له ومال بوجهه وشقه إلى الإمام ، وأقبل بفهمه وسمعه عليه وأطرق بصره إعظاما له ، وفعل فى مخاطبته ما قدمثا ذكره فى المخاطبة فى المجلس ولا يسايره من حيث تأخذ الريح عليه فتثير دابته الغبار إليه وتسقط الريح لعابها عليه ، ولكن يجعل الإمام مما يلى الريح ويكون هو أسفل من ذلك ولايدخل تحت ظله ولا يتقدمه ولا يساويه ويكون دونه شييا ، ويلزم [71ب] فى حديثه واستماعه ما ذكرناه فى مثل ذلك فى المجلس ثم لايرى أن هذه الرتبة تكون له ما عاش ، ولكن ينظر فإن كان الإمام قد تقدم إليه وأمره أن يسايره كلما ركب من دون أن يدعى إلى ذلك امثل أمره ، غير جاعل ذلك لنفسه حقا واجبا ولا أمرا لازما ، بل يعتقد أن ذلك من فضل الإمام عليه، فإن أخره عن ذلك لم يتكر ما تقدم من فضله، ولم يرتأخيره نقصا عليه ولاسوء من الامام أتاه اليه بل يذكر فضله أولا وآخرا ويعلم أن حال الامام فى ذلك حال يقرب منه من أراده لارادته ويؤخر من شاه كرأيه ومشيثته لعلة فى ذلك أو لغير علة ليس عليه فى ذلك تعقيب لمن فعل ذلك فى انتقاد مذهب ، وإن كان ممن دعاه الإمام إلى ذلك مرة أو مرارا أو مدة طويلة أو لم يأمره بمساير تهمتى (1) هكذا فى الآصل ولعطها يحاذيه
Страница 119