============================================================
أو قول أو فعل ينوى به وجه الله لايشوبه بغيره ؛ ولقد أفادنى بعض من لا اعتقد مذهبه ولا أرضى قوله وحكمه، وأنا حديث السن يومئذ وهو شيخ ونظر إلى أجمع الكتب واكتبها واشتغل بها فقال لى : يابنى انى أفيدك فائدة . قلت هات . قال : إن الإشتغال بهذه الكتب يحول دون كثير من أعمال البروهى شهوة لا يقدر من علق بها على تركها لغيرها، فاجعل نيتك ان عملك فيها واشتغالك بها لله وطلب ثوابه يكون ذلك لك عمل بر. ففتح لى من هذا وجها إن لم يكن على الجملة كما قال فإنه يوجب أن يكون كما قال فيما وافق الحق لانه ليس من كتب ونظر واشتغل بعلم باطل ينوى به ما عند الله، وأن الله يقبل ذلك ويثيبه عليه بل يعذبه على الباطل ويؤثمه فى اشتغاله به ، 58 ب] ولسكن من فعل برا وخيرأ فنوى به ثواب الله وقصد به وجه الله أثابه الله عليه، وإن عمل ذلك رياء وسمعة لم يقبل منه ، وكان لما عمله له كما قال رسول الله صلع : إنما الاعمال بالنيات إنما لكل امرىء مانوى . فمن هاجر إلى الله وإلى رسوله فهجرته إلى الله ورسوله فمن هاجر لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه فإنما أراد صلع بالاعمال ههنا أعمال البر اذا كانت صحبتها النية الصالحة فأما من عمل سوء وأراد به الخير لم يقبل منه بل يعاقب عليه . وقد قال رسول الله صلع و نية المؤمن خير من عمله" . وتفسير ذلك والله ورسوله أعلم أن العمل بلا نية غير مقبول، ولو أن رجلا أمسك عن الطعام يوما كله ولم ينو بذلك الإمساك الصوم لم يكن صائما، ولو خرج إلى مكه وقت الحج وشهد المناسك كلها ولم ينو الحج لم يكن حاجا، ولوقام وركع وسجد ولم ينوالصلاة لم يكن مصليا، وكذلك كل عمل ، فالعمل بغيرنية لا ينفع ولا يقبل واتما يكون عملا إذا كانت معه النية، والنية وحدها تنفع بلا عمل .قال رسول الله صلع * من نوى أن يعمل حسنة كتبت له فإن عملها كتبت له عشر حسنات ، فلذلك والله أعلم كانت نية المؤمن أفضل من عمله لانها تنفع دون العمل ، والعمل لا ينفع بغير نية ، ولذلك قال قائل لبعض
Страница 104