وسألته: عن فأوجس في نفسه خيفة موسى فلم يوجس صلى الله عليه أن يغلب أو يقهر ولكنه أوجس ألا يبصر من حضره والسحرة من الناس حقيقة الحق ما أبصر فيظنون أن ما جاء به من الحق كسحر السحرة وأن موسى صلى الله عليه من الكفرة، وقد كان خاف قولا منهم واعتسافا فقالوا: إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما، وقالوا فيه: ماذا تأمرون. وقال موسى صلى الله عليه فيما قالوا به من ذلك أتقولون للحق لما جاءكم أسحر هذا ولا يفلح الساحرون.
وسألته: عن قوله وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى القاء الشيطان في أمنيته، فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم، فتأويل تمنا هو قرأ وإلقاء الشيطان في أمنيته تأويله ألقا الشيطان في قراءته وقراءته عليه السلام فهو ما ألقا من القرآن إلى أمته وإلقاء الشيطان فيما كانوا يقرؤن من القرآن وآياته هو القا من الشيطان في أمنيته وقراءته والإلقاء في القراءة من الشيطان ليس القاء في قلب الرسول، ولا فيما جعل الله من اللسان، ولكنه إلقاء من الشيطان في القراءة بزيادة منه في القراءة أو نقصان وقد رأينا في دهرنا هذا بين من يقرأ آيات القرآن اختلافا كبيرا في الزيادة والنقصان فما كان من ذلك صدقا وحقا فمن القرآن وما كان منه كذبا وباطلا فهو من الشيطان في أيدي الروافض من ذلك والغلاة ما قد سمعت وسمعنا والله المستعان من القرأة.
فأما تلك الغرانيق العلا، وأن شفاعتهن ترتجا، فقد فهمنا منه ما ذكرت وسمعنا منه بعض ما سمعت وهو كلام معور فاسد لا يتكلم بمثله حكيم، ولا ماجد كريم لا يشتبه بفساده في تأليفه وقبحه في نفسه وضعفه أن يكون من بليغ من بلغا العرب فكيف من الرسول أو الرب الذي لا تدركه بتحديد العقول، ولا يشبه قوله في الحكمة قول.
Страница 35