Суеверие: Очень короткое введение
الخرافة: مقدمة قصيرة جدا
Жанры
يفسر هنود أمريكا الشمالية ذلك من خلال القول بأن الموت إن كان غير موجود، فإن الأرض ستعتمر بسكان كثيرين للغاية، ولن يوجد مكان لأحد. (ليفي-ستروس، نقلا عن أندريه أكون وآخرين، «مقابلة مع كلود ليفي-ستروس»، ص74)
نظرا لأن الأسطورة تتعلق بالخبرة الإنسانية بالعالم، فضلا عن التعبير عن أعمق المخاوف التي يشعر بها الإنسان في العالم، فإنها تمتلك فيما يبدو معنى وجوديا، كما هي الحال في بولتمان، ويوناس، وكامو. في المقابل، يتعامل ليفي-ستروس مع الأسطورة، مثل تايلور، باعتبارها ظاهرة فكرية باردة؛ إذ تشكل المتعارضات المعبر عنها في الأسطورة ألغازا منطقية أكثر منها مأزقا وجوديا. وتتضمن الأسطورة التفكير، وليس المشاعر. في الوقت نفسه، تنطوي الأسطورة على عملية التفكير أكثر من محتواها. وبذلك يستبق ليفي-ستروس هنا مجال بحث علماء النفس الإدراكيين المعاصرين.
في تسمية أسلوبه في تناول الأسطورة «بنيوي»، يهدف ليفي-ستروس إلى تمييزها عن التفسيرات «السردية»، أو تلك التي تلتزم بحبكة الأسطورة، وهو ما تلتزم به جميع النظريات الأخرى التي طرحناها هنا. وأيا كان معنى هذه النظريات سواء حرفي أو رمزي، فإنها تعتبر الأسطورة قصة، تتطور من بداية إلى نهاية. ومما لا شك فيه، لا تهتم جميع هذه النظريات بحبكة الأسطورة بالمثل. على سبيل المثال، بينما يهتم ليفي-بريل برؤية العالم الكامنة في الأسطورة، لا يزال يعزي حبكة ما إليها. في رأي تايلور، في المقابل، تعتبر الحبكة مركزية: إذ تقدم الأسطورة العملية التي جرى من خلالها خلق العالم أو الطريقة التي تسير بها الأمور فيه.
لا يوجد سوى ليفي-ستروس الذي يتخلى عن حبكة الأسطورة، أو «بعد التطور الزمني» لها ويحدد معنى الأسطورة في البنية، أو «البعد التزامني». وبينما تتمثل حبكة الأسطورة في أن الحدث (أ) يؤدي إلى الحدث (ب)، الذي يؤدي إلى الحدث (ج)، الذي يؤدي إلى الحدث (د)؛ تتمثل البنية، التي تعتبر متماثلة مع التعبير عن المتعارضات والتوفيق بينها، في أن الحدثين (أ) و(ب) يشكلان معا تعارضا يتوسطه الحدث (ج)، أو أن الحدثين (أ) و(ب)، اللذين يشكلان معا التعارض نفسه، يمثلان بعضهما لبعض ما يمثله الحدثان (ج) و(د) بعضهما لبعض؛ أي تعارض مشابه.
تشتمل كل أسطورة على سلسلة من المجموعات المتعارضة، تتألف كل مجموعة من زوج من المتعارضات التي يجري التوفيق بينها بصورة أو بأخرى. وتتوافق العلاقة فيما بين المجموعات مع العلاقة فيما بين العناصر في داخل كل مجموعة. وبدلا من أن تفضي المجموعة الأولى إلى المجموعة الثانية، التي تفضي إلى المجموعة الثالثة، التي تؤدي بدورها إلى المجموعة الرابعة؛ تتوسط المجموعة الثالثة التعارض بين المجموعة الأولى والمجموعة الثانية، أو تمثل المجموعة الأولى للمجموعة الثانية ما تمثله المجموعة الثالثة للمجموعة الرابعة.
المعنى البنيوي للأسطورة غير تراكمي ومتشابك؛ غير تراكمي نظرا لأن الأسطورة تشتمل على سلسلة من التوفيقات بين المتعارضات التي تعبر عنها أكثر من اشتمالها على توفيق واحد يتم بصورة تدريجية. وبينما تقدم كل ثلاث أو أربع مجموعات توفيقا للتعارض، فإنه وفق أي من الطريقتين المذكورتين، لا تقدم الأسطورة ككل توفيقا للتعارض؛ بناء عليه، يعتبر معنى الأسطورة دوريا أكثر منه خطيا، متكررا أكثر منه تصاعديا. ولا تمثل كل دورة من ثلاث أو أربع مجموعات - مثل كل دورة لثلاثة أو أربعة عناصر داخل كل مجموعة - النتيجة المترتبة بل «التحول»، أو تعبيرا مغايرا لسابقتها.
ويعتبر المعنى البنيوي للأسطورة متشابكا؛ نظرا لأن معنى أي عنصر داخل أية مجموعة لا يكمن فيه نفسه، بل في علاقته «الجدلية» مع العناصر الأخرى في المجموعة. بالمثل، لا يكمن معنى أية مجموعة فيها نفسها، بل في علاقتها «الجدلية» مع المجموعات الأخرى. ولا يمتلك أي عنصر أو مجموعة معنى في ذاته، حرفيا كان أو رمزيا.
تمتلك الأسطورة نفس العلاقة التشابكية وغير التراكمية مع الأساطير الأخرى مثلما تمتلك أجزاؤها العلاقات نفسها مع بعضها. ولا يكمن معنى الأسطورة فيها نفسها بل في علاقتها «الجدلية» مع الأساطير الأخرى، وتمثل المجموعة التي تتكون من هذه الأساطير «التحول» أكثر من كونها تمثل النتيجة المترتبة على الأسطورة السابقة عليها. أخيرا، تمتلك الأساطير في مجملها العلاقة نفسها مع الظواهر الإنسانية الأخرى، بما في ذلك الطقوس، مثلما تمتلك الأساطير الفردية العلاقة نفسها مع بعضها. في نسخة ليفي-ستروس الفريدة من النظرية الطقوسية للأسطورة، تعمل الأساطير والطقوس معا، كمتعارضات بنيوية أكثر منها متناظرات، مثلما يذهب علماء النظرية الطقوسية للأسطورة.
فلاديمير بروب وجورج دوميزيل ومدرسة جرنيه
لا يعتبر ليفي-ستروس هو المنظر الوحيد للأسطورة أو حتى الأقدم الذي يصف المنهج الذي يستخدمه بأنه بنيوي. فمن الجدير بالملاحظة أنه كان لكل من عالم التراث الشعبي الروسي فلاديمير بروب (1895-1970) وعالم الثقافة الهندية-الأوروبية الفرنسي جورج دوميزيل (1898-1986)؛ كتابات حول هذا الموضوع قبل ليفي-ستروس وبصورة مستقلة عنه. تتمثل الحبكة المشتركة، التي سبق تلخيصها في الفصل الذي تحدثنا فيه حول الأسطورة والأدب، والتي يفك بروب شفرتها في الحكايات الشعبية الروسية، في البنية التي يطرحها. وعلى عكس بنية ليفي-ستروس، الذي يزدري جهود بروب للسبب التالي، تظل بنية بروب في مستوى السرد ومن ثم لا تختلف عن نوع «البنية» الموجودة في أطروحات كل من أوتو رانك، وجوزيف كامبل، واللورد رجلان. في المقابل، بينما تكمن البنية التي يكشف عنها دوميزيل في مستوى يقع تحت المستوى السطحي كما هي الحال في بنية ليفي-ستروس، فإنها تعكس نظام المجتمع وليس نظام العقل، كما هي الحال في بنية ليفي-ستروس، كما تتألف من ثلاثة أجزاء وليس جزءين.
Неизвестная страница