Сокращение истории Греции и Рима
خلاصة تاريخ اليونان والرومان
Жанры
ووافق هذين القاتلين ستون من المشائخ، واجتهد كل منهم أن تكون فعلتهم هذه ليلا، ولكنها لم تتم إلا في رابعة النهار وفي قاعة المشيخة نفسها.
مقتل يوليوس قيصر
خرج قيصر في صباح يوم من منزله وحوله جماعة من المملقين والأصدقاء الكذبة، وفيما هو نازل على السلم تقدم إليه فيلسوف ذو لحية بيضاء مخترقا الجمع، ووضع في يد قيصر ورقة وفيها تفصيل الحيلة التي نصبت له، فلو قرأها لقضت بقتل كل المواطئين على قتله وإنقاذ حياته، لكنه أعطاها إلى أحد كتبة أسراره واستمر في طريقه، وفيما هو مار في شوارع رومية كان يلتفت، فإذا حوله رجال حاشيته يعظمونه ويحتفلون به، ثم يسمع أصوات الشعب بالتهليل والنداء، فيشعر بأنه أرفع البشر وأرقى بني الإنسان، إلا أن قلبه لم يكن مسرورا لعلمه أنه استعبد بلاده.
وما زال في الموكب سائرا حتى وصل دار المشيخة، فصعد السلالم ودخل القاعة، وكان في تلك القاعة عدة من تماثيل أعاظم الرومانيين، وفي جملتهم تمثال بومبيوس الذي جيء برأسه إلى قيصر كما تقدم، فلما وصل قيصر أمام تمثال بومبيوس تقدم إليه أحد المواطئين واسمه متلس سمبر وجثا أمامه ولمس ثوبه، وكان ذلك علامة للهجوم عليه وكان وراء قيصر كاسكا أحد المواطئين، فاستل خنجرا وطعنه به في كتفه، فصاح قيصر: «ويلك ماذا تفعل؟!» وتناول النصل من يده فهجم عليه المواطئون كلهم دفعة واحدة، فدافع بشجاعة معهودة به وطالما ظهر بها في مئات من الوقائع.
وأخيرا هجم صديقه بروتوس وطعنه بخنجره، فلما رأى قيصر أن يد أعز أصدقائه مدت إليه كف عن المقاومة، والتفت إلى بروتوس التفات التوبيخ قائلا: «وأنت أيضا يا بروتوس.»
فغطوا رأسه بوشاحه لكي لا يرى أعداؤه غمرة الموت على وجهه، فسقط عند تمثال بومبيوس وكأن التمثال ينظر إلى قيصر شامتا به.
فغمس المواطئون أسلحتهم في دم قيصر وكان سائلا في أرض القاعة، ثم وقف بروتوس ورفع الخنجر بيده ونادى شيشرون خطيب رومية المشهور وقال له مشيرا إلى جثة القيصر: «افرح يا والد هذه الأمة إن رومية قد تحررت.»
وقد فاتهم أن الشعب إذا استسلم إلى الذل لا يحرره دم رجل واحد، فقد ذهب دم ذلك القائد العظيم هدرا وحاول أعداؤه نيل الحرية عبثا.
عواقب موت قيصر
وكانت وفاة قيصر سنة 43 قبل الميلاد، وعقب موته اختلال أعمال رومية؛ لأن أصحاب قيصر أقنعوا الشعب أنه قتل ظلما، فاضطر بروتوس وكاسيوس وأصحابهما إلى الفرار من المدينة، فتولى الأحكام ثلاثة آخرون وهم ماركوس أنطونيوس وليبدس وأوكتافيوس ابن أخ قيصر، وكان يوليوس قد تبناه، ودعوا هذه الحكومة ثلاثية إشارة إلى أنها مؤلفة من ثلاثة حكام.
Неизвестная страница