Краткая история Ирака: от возникновения до наших дней
خلاصة تاريخ العراق: منذ نشوئه إلى يومنا هذا
Жанры
المكتفي: هو ابن المعتضد، ولد في غرة شهر ربيع الآخر سنة 264 (11 ك1 سنة 877م) أمه أم ولد تركية اسمها جيجك. بويع له بالخلافة بعد موت أبيه المعتضد في شهر ربيع الآخر سنة 289 (902م)، وأخذ له أبوه البيعة في مرض موته، ولما سار إلى منزله أمر بهدم المطامير التي كان قد اتخذها أبوه لأهل الجرائم، وكان يميل إلى حب علي بن أبي طالب، بارا بأولاده. مات المكتفي شابا في ليلة الأحد 12 ذي القعدة سنة 295 (14 آب 908م). (4-17) المقتدر
المقتدر بالله: هو ابن المعتضد، ولد في رمضان سنة 282 (ت1 سنة 895م)، وأمه رومية، وقيل تركية، أم ولد، اسمها شغب، وقيل غريب، أدركت خلافته. بويع بالخلافة يوم مات أخوه المكتفي وهو ابن 13 سنة، ولم يل الخلافة من قبله أصغر سنا منه. وعمل الصولي كتابا في جواز ولايته، واستدل بأن الله تعالى بعث يحيى بن زكرياء ولم يكن بالغا، وخلع مرتين وأعيد، وفي إحدى المرتين بويع عبد الله بن المعتز، وكان ابن المعتز أكثر العباسيين فضلا وأدبا ومعرفة موسيقى، وأشعر الشعراء مطلقا في التشبيهات المبتكرة الغريبة المرقصة التي لا يشق غباره فيها أحد، ولما بايعوه بالخلافة سموه الغالب بالله. ثم أرسل المقتدر وقبض على ابن المعتز، وقتله في حبسه، واستقام له الأمر. وفي المرة الثانية اجتمع القواد والجند والأكابر والأعيان والأصاغر مع يونس ونازوك، وتشاوروا على خلع المقتدر، فألزموه بأن كتب رقعة بخطه بخلع نفسه، ففعل، وأشهد عليه بذلك، ومضى ابن حمدان إلى دار ابن طاهر، فأحضر أخاه محمد بن المعتضد، ولقب بالقاهر بالله بعد أن بايعوه، وذلك في منتصف المحرم من سنة 319 (العشر الأول من شباط سنة 931)، ثم بعد يومين تغير الجند واختلفوا وقتلوا نازوك، وأقاموا القاهر من مجلس الخلافة، وأعيد المقتدر وجددت له البيعة، وذلك بعد يومين. وفي أيامه أمر اليهود والنصارى ألا يركبوا إلا بالأكف، وألا يستخدموا في وظيفة. وفي عهده قتل الحسين الحلاج، وفي زمنه فتح مارستان أم المقتدر، وكان مبلغ النفقة فيه في العام الواحد سبعة آلاف دينار. وفي سنة 306 صار الأمر والنهي لحرم الخليفة ولنسائه لركاكته، وآل الأمر إلى أن أمرت أم المقتدر بمثل القهرمانة أن تجلس للمظالم وتنظر في رقاع الناس كل جمعة، فكانت تجلس وتحضر القضاه والأعيان، وتبرز التواقيع وعليها خطها. وكان المقتدر جيد العقل، صحيح الرأي، لكنه كان مؤثرا للشهوات والشراب مبذرا، وكانت النساء غلبن عليه، فأخرج عليهن جميع جواهر الخلافة ونفائسها، وأعطى بعض حظاياه الدرة اليتيمة، ووزنها ثلاثة مثاقيل، وأعطى زيدان القهرمانة سبحة جوهر لم ير مثلها، وأتلف أموالا كثيرة، وكان في داره أحد عشر ألف غلام خصي، غير الصقالبة والروم والسود. قتل يوم الأربعاء 27 شوال سنة 320 (1 ت2 سنة 932م) بالشماسية، وقد خرج لقتل مؤنس، فلما التقى الجمعان رمى بربري المقتدر بحربة، فسقط إلى الأرض، ثم ذبحه بالسيف ورفع رأسه على رمح وسلب ما عليه، وبقي مكشوف العورة حتى ستر بالحشيش، ثم حفر له بالموضع ودفن وأخفي قبره. وكانت خلافته منذ بويع إلى أن قتل أربعا وعشرين سنة و15 يوما، وكان عمره 38 سنة. (4-18) القاهر
هو ابن المعتضد، مولده في 5 جمادى الأولى من سنة 287 (9 أيار 900م)، أمه أم ولد، اسمها قبول، ويقال فتنة. لما قتل المقتدر أحضر هو ومحمد بن المكتفي ، فسألوا ابن المكتفي أن يتولى، فقال: لا حاجة لي في ذلك، وعمي هذا أحق به. فكلم القاهر فأجاب فبويع، ولقب القاهر بالله، كما لقب في سنة 317ه، وأول ما فعل أن صادر آل المقتدر وعذبهم، وضرب أم المقتدر حتى ماتت في العذاب، ونسي هذا الخليفة ما يفعل الله بالقتلة وما يخبئه له الزمان في مطاوي ثوبه الضافي، وكأنه لم يتذكر ما مر به من العبر في تاريخ أجداده. وممن قتلهم أيضا جماعة من أكابر الدولة، وذلك أنه في سنة 321 شغب عليه الجند، واتفق مؤنس وابن مقلة وآخرون على خلعه بابن المكتفي، فتحيل القاهر عليهم إلى أن أمسكهم وذبحهم، وطين على ابن المكتفي بين حائطين، وأما ابن مقلة فاختفى فأحرقت داره، ونهبت دور المخالفين، فزيد في ألقابه: المنتقم من أعداء دين الله ، ونقش ذلك على السكة. وأمر بتحريم القيان والخمر، وقبض على المغنين، ونفى المخانيث، وكسر آلات اللهو، وأمر ببيع المغنيات من الجواري على أنهن سوادج، وكان مع ذلك لا يصحو من السكر، ولا يفتر من سماع الغناء. وفي سنة 322 قتل القاهر إسحاق بن إسماعيل النوبختي الذي كان قد أشار بخلافته، ألقاه على رأسه في بئر وطمت، وذنبه أنه زايد القاهر قبل الخلافة في جارية واشتراها، فحقد عليه. وفي السنة المذكورة تحرك الجند عليه؛ لأن ابن مقلة في اختفائه كان يوحشهم منه ويقول لهم: إنه بنى لكم المطامير ليحبسكم؛ وغير ذلك، فأجمعوا على الفتك به، فدخلوا عليه بالسوق فهرب، فأدركوه وقبضوا عليه في 6 جمادى الآخرة (25 أيار 934م)، وبايعوا أبا العباس أحمد بن المقتدر، ولقبوه الراضي بالله.
قال محمود الأصبهاني: «كان سبب خلع القاهر سوء سيرته وسفكه الدماء، فامتنع من الخلع، فسملوا عينيه، أن كحلوه بمسمار محمي فسالتا على خديه.» وقال الصولي: «كان أهوج، سفاكا للدماء، قبيح السيرة، كثير التلون والاستحالة، مدمن الخمر، ولولا جودة حاجبه سلامة لأهلك الحرث والنسل، وكان قد صنع حربة يحملها فلا يطرحها حتى يقتل بها إنسانا.» وقال المسعودي: «أخذ القاهر من مؤنس وأصحابه مالا عظيما، فلما خلع وسمل طولب بها فأنكر، فعذب بأنواع العذاب، فلم يقر بشيء، فأخذه الراضي بالله فقربه وأدناه، وقال له: قد ترى مطالبة الجند بالمال، وليس عندي شيء، والذي عندك فليس بنافع لك، فاعترف به. فقال: أما إذا فعلت هذا فالمال مدفون في البستان. وكان قد أنشأ بستانا فيه أصناف الشجر حملت إليه من البلاد، وزخرفه وعمل فيه قصرا، وكان الراضي مغرما بالبستان والقصر، فقال: وفي أي مكان المال منه؟ فقال: أنا مكفوف لا أهتدي إلى مكان، فاحفر البستان تجده. فحفر الراضي البستان وأساسات القصر، وقلع الشجر فلم يجد شيئا. فقال له: وأين المال؟ فقال: وهل عندي مال؟ وإنما كانت حسرتي في جلوسك في البستان وتنعمك، فأردت أن أفجعك فيه. فندم الراضي وحبسه، فقام إلى سنة ثلاث وثلاثين، ثم أطلقوه وأهملوه، فوقف يوما في جامع المنصور في بغداد بين صفوف الخلق وعليه مبطنة (جبة) عنابية وقد ذهب وجهها وبقي بعض قطن بطانتها وهو يقول: «تصدقوا علي، بالأمس كنت أمير المؤمنين، وأنا اليوم من فقراء المسلمين.» وكان ذلك في أيام المستكفي ليشنع عليه، فمنع من الخروج إلى أن مات في منزله بدار ابن طاهر بالحريم، سنة 339 في 3 جمادى الأولى عن 53 عاما.» وكانت خلافته 6 سنين و6 أشهر و7 أيام، ودفن إلى جانب أبيه المعتضد. (4-19) الراضي
هو ابن المقتدر، بويع له بالخلافة يوم خلع عمه القاهر. وكان مولده في رجب سنة 297 (آذار 910م) بالدار بالبدرية. أمه أم ولد رومية اسمها ظلوم، أدركت خلافته. انتدب الأمير محمد بن رائق، وجعله أمير الأمراء، وفوض إليه تدبير المملكة، وخلع عليه وأعطاه اللواء، ومنذ ذلك اليوم بطل أمر الوزارة ببغداد ولم يبق إلا اسمها، والحكم للأمراء والملوك المتغلبين، وكل من حصل بيده بلد ملكه ومانع عنه، فتمزقت أعضاء الخلافة كل ممزق. فالبصرة وواسط الأهواز في يد عبد الله البريدي وأخويه. وفارس بيد عماد الدولة بن بويه. والموصل وديار بكر وديار ربيعة وديار مضر في يد بني حمدان. ومصر والشام في يد الإخشيد بن طغج. والمغرب وإفريقية في يد المهدي. والأندلس في يد بني أمية. وخراسان وما والاها في يد نصر بن أحمد الساماني. واليمامة وهجر والبحرين في يد أبي طاهر القرمطي. وطبرستان وجرجان في يد الديلم. ولم يبق في يد الراضي وابن رائق سوى بغداد وما والاها، فبطلت دواوين المملكة ونقص قدر الخلافة وضعف ملكها وعم الخراب لذلك، وأصبح المسمون بأمير المؤمنين في الدنيا ثلاثة: العباسي في بغداد، والأموي في الأندلس، والمهدي صاحب المغرب في القيروان.
وفي سنة 326 خرج «بجكم» على «ابن رائق» فظهر عليه، واختفى ابن رائق، فدخل «بجكم» بغداد، فأكرمه الراضي ورفع منزلته ولقبه بأمير الأمراء، وقلده إمارة بغداد وخراسان. وفي سنة 327 أطلق القرمطي طريق الحاج على أن يؤدى له عن كل حمل خمسة دنانير، فحج الناس، وهي أول سنة أخذ فيها المكس من الحجاج. وفي سنة 329 اعتل الراضي لكثرة غشيانه للنساء، وكانت علته الاستسقاء والتنحنح، فتوفي ليلة السبت 15 ربيع الأول بعد أن قاء دما كثيرا (19 ك1 سنة 940) وهو ابن 32 سنة وأشهر. وكانت خلافته 6 سنين وعشرة أشهر. قال الخطيب: «كان للراضي فضائل، منها أنه آخر خليفة له شعر مدون، وآخر خليفة خطب يوم الجمعة، وآخر خليفة جالس الندماء، وكانت جوائزه وأموره على ترتيب المتقدمين، وآخر خليفة سافر بزي القدماء.» (4-20) المتقي
ثم قام بالأمر بعده أخوه أبو العباس إبراهيم المتقي بالله بن المقتدر، بويع له بالخلافة بعد موت أخيه الراضي وهو ابن أربع وثلاثين سنة. وكانت ولادته في شعبان سنة 297 (نيسان سنة 910م). أمه أم ولد، اسمها خلوب، وقيل زهرة، أدركت خلافته. وكان فيه صلاح وكثرة صيام، كثير العدل بين الملوك، وله صدقات جمة، وكان فيه دين وعبادة وحفظ عهد، وغير مكترث لجمع المال ولا حفظه كما فعل من تقدمه. ومن وفائه وحفظ عهده أنه كانت له جارية قبل خلافته، فلم يتغير عليها، ولا ابتاع غيرها، وكان قد امتنع عن قبول الخلافة إلا برضى القاهر، وقال له: «يا عم، أنت تعلم أنني مخير، فإن خلعت نفسك وسلمتها جلست، وكان الاسم لي فيها والمشورة إليك.» فسره قوله وضمه إلى صدره وقال له: «يا ابن أخي، ظلمني أخوك الراضي، وقد طبت نفسا بقولك.» ثم خلع نفسه وأنفذ إليه مائة ألف دينار من دفائن كانت عنده. وفي أيامه عمر جامع براثا (هو اليوم مسجد المنطقة على طريق الكاظمية)، وصليت فيه الجمعة في جمادى الأولى من سنة 329 (شباط 941م)، وفي سنة ولايته سقطت القبة الخضراء في بغداد، وكانت تاج المدينة ومأثرة بني العباس، وهي من بناء المنصور، ارتفاعها ثمانون ذراعا، وتحتها إيوان طوله عشرون ذراعا في عشرين ذراعا، وقد مر وصف ما عليها من تمثال الفارس، فسقط رأس هذه القبة في ليلة ذات مطر ورعد. وفي سنة 331 وصلت الروم أرزن وميا فارقين ونصيبين، فقتلوا وسبوا، ثم طلبوا منديلا في كنيسة الرها (وهو المنديل الذي مسح به المسيح وجهه فارتسمت صورته فيه) على أنهم يطلقون جميع من سبوا، فأرسل إليهم وأطلقوا الأسرى .
وفي هذه السنة سار توزون التركي (طوسون) فقصد بغداد، فدخلها في رمضان، فخلع عليه المتقي وولاه أمير الأمراء، ثم وقعت الوحشة بين المتقي وتوزون، فذهب الخليفة حتى صار في الرقة، فحضر هناك الإخشيد بعد أن بلغه مصالحة توزون، فقال للخليفة: أنا عبدك وابن عبدك، وقد عرفت الأتراك وفجورهم وغدرهم، فالله الله في نفسك، سر معي إلى مصر فهي لك وتأمن على نفسك. فلم يقبل. فرجع الإخشيد إلى بلاده، وخرج المتقي من الرقة إلى بغداد في 4 المحرم سنة 333، وخرج للقائه توزون، فالتقيا بين الأنبار وهيت، فترجل توزون وقبل الأرض، فأمره المتقي بالركوب فلم يفعل، ومشى بين يديه إلى المخيم كالذليل الحقير، فلما نزل فيه في السندية قبض عليه علي بن مقلة ومن معه، ثم كحل الخليفة بمسمار محمي، وأدخل بغداد مسمول العينين، وقد أخذ منه الخاتم والبردة والقضيب، وأحضر توزون عبد الله ابن المكتفي وبايعه بالخلافة، ولقب المستكفي بالله، ثم بايعه المتقي المسمول، وأشهد على نفسه بالخلع من ذلك لعشر بقين من المحرم، وقيل من صفر. ولم يحل الحول على توزون
2
حتى مات. وأما المتقي فإنه أخرج إلى جزيرة مقابلة للسندية، فسجن بها إلى أن مات، وكانت مدة سجنه 25 سنة، وكانت وفاته في شعبان سنة 357 (يساوي تموز 968م). وفي أيام المتقي كان ابن حمدي اللص ضمنه ابن شيرازاد لما تغلب على بغداد في سنة 332، اللصوصية بها بخمسة وعشرين ألف دينار في الشهر، فكان يكبس بيوت الناس علنا في النهار، وبالمشعل والشمع بالليل، ويأخذ الأموال، وإذا قاومه المسروق قتله قتلا لساعته، وكان هذا اللص رئيس جماعة حسنة التنظيم، كثيرة المفاسد، فكان الناس يتحارسون ليلا بالبوقات، وكان ابن شيرازاد يستوفي ضمانه الشهري من ابن حمدي بالروزات (أي قسطا يوميا، جمع روزة)، فعظم شره حينئذ، وهذا ما لم يسمع بمثله. ثم إن أبا العباس السكورج الديلمي صاحب الشرطة ببغداد ظفر بابن حمدي ووسطه (أي شقه نصفين من الوسط) في جمادى الآخرة من السنة المذكورة.
Неизвестная страница