Сущность ежедневных и отдельных записей
خلاصة اليومية والشذور
Жанры
حب الظهور
الشغف باستلفات الأنظار عام بين جميع الناس، ولكن منهم قوما يظهر كأنهم يطلبونه بألسنتهم وقوما كأنهم يحرزونه بالرغم منهم ومن الناس.
التعصب الديني في المستقبل
طبيعة الدين ليست عدائية وإن ظهر لأول وهلة كأن في هذا القول شيئا من المخالفة للواقع.
حفظ الذات أقوى غرائز النفس الإنسانية، والعواطف المتفرعة عنه أقوى العواطف، تحرك الإنسان المؤثرات، أولا تحركه بقدر ما تمس هذه الغريزة، والإنسان بطبيعته في حالة سلم مع بقية الناس، فالنزاع عارض طرأ من اشتراك إنسانين فأكثر في الحاجة إلى العروض الخارجية، وإن مجرد وجود تلك العروض بحالة لا يظفر بها إلا من غلب، بين فريقين متساويين في الحاجة إليها وعدم الاستغناء عنها، يحسب في ذاته إعلانا من كل منهما صريحا بإشهار الحرب إلى أن يظفر أحدهما بحاجته.
فالدين باعتباره عقيدة مجردة لا يقتضي نزاعا بين الناس، إلا إذا تجاوز حيز العقائد إلى الأشياء الخارجية التي تدخل في معاملات الإنسان، كما يشاهد في الأمم المتأخرة التي تجهل العلاقة الحقيقية بين الأسباب والمسببات والعلل والمعلولات، وأكثر ما يشاهد ذلك في أمم القرون الوسطى وما تقدمها من عصور الكهانة والسحر.
فقد مر عهد - ليس بالبعيد - كانت الصلة بين العاطفة الدينية وغريزة حفظ الذات من أحكم الصلات، لا بالنظر إلى مستقبل الإنسان في العالم الآخر فقط، بل بالنظر إلى حياتنا في هذا العالم أيضا، فكان فرعون وشعبه يشربون دما أحمر من نيلنا العذب؛ لأنهم لم يشاءوا أن يدخلوا في دين بني إسرائيل.
كان كل شيء في ذلك العهد إنما يحدث بإشراف القوى الخفية مباشرة؛ فكان للسحاب عمال يسوقونه من بلد إلى بلد، وللرياح والبحار خزنة يصرفونها بتقدير ويمسكونها بتقدير، وكانت العوارض السماوية من كسوف وخسوف وهالات ومذنبات ورجوم ترصد من الأرض تارة كأنها إنذار السخط وتارة كأنها علامة الرضى، وكانت الطواعين والأوبئة والمجاعات والصواعق والزلازل والطوفانات وغيرها من الجوائح الطبيعية تفسر كأنها نقمة الله حاقت بالجنس البشري عقابا له على طغيانه وعصيانه، أما استنزال هذه البلايا - فمع كونه كان مترتبا على مخالفة الإرادة الإلهية - فإنه من حق طائفة اصطفاها الله من بين خلقه واختصها بعلم ما يرضيه وما يسخطه فلا ترد لها كلمة عنده، ففي ذلك العهد الحافل بكل هذه الجهالات ما كان الغريب أن يندفع الناس إلى الشقاق بسبب الدين، بل في الحقيقة بسبب كل شيء، ومن أجل كل شيء يمكن أن يكون باعثا على الشقاق؛ لأن هذا كان معنى الدين في تلك العصور.
الحروب الصليبية
ويظهر في مبدأ الأمر كأن العقل الإنساني استتر، وكأن الضمير العام تنحى عن عمله ردحا من الزمن ثارت في أثنائه الحروب الصليبية بكل غرائبها التي أغرب ما فيها أن يمر بها الإنسان قرنا ولا يدرك مقدار فظاعتها وشناعتها.
Неизвестная страница