Речь и социальные изменения
الخطاب والتغير الاجتماعي
Жанры
الأبنية النوعية في النص، ففي الفقرة الأولى من القسم الذي يحمل عنوان «الفحص»، نجد أن الجمل الثلاث الأولى تبدأ بالحرف «سوف»، وهو الذي يعني التنبؤ القاطع - «هذا ما سوف يحدث» - ويوحي بأن منتج النص يكتب من موقع العارف ببواطن الأمور. وينطبق على استعمال «يمكن» (مثل «هذه المواد يمكن أحيانا أن ...») وكلمة «قد» («أي تغيير مبكر يؤدي إلى الإصابة بالسرطان، مما قد يوجد في حالات نادرة») إذ يقدم منتج النص هنا مقولات قائمة على الخبرة بشأن الاحتمالات الطبية. لاحظ أن تواتر استخدام صيغة الحال (بالإنجليزية) (مثل «أحيانا» و«نادرا») يزيد، على عكس ما يبدو، من سلطة هذه المقولات. ولاحظ أيضا عبارة «من المهم أن» (في الجملة الافتتاحية بالفقرة الثانية) وعبارة «من المحتوم أن» (الجملة الثانية بالفقرة الأولى) واستعمال تعبير «يؤدي إلى السرطان» وغيره من المصطلحات التقنية التي تدعم الإحساس بخبرة الكاتب.
وإذا شئنا التلخيص قلنا: إن تحليل التماسك النصي في هذه العينة يطلعنا على نوعية من التحاج (أي بناء الحجة) ونوعية من العقلانية، ومن ثم يسمعنا الصوت الطبي العلمي والجو الخلقي فيها. فإذا استندنا إلى هذا المثال في إصدار حكم عام قلنا: إن أنماط النصوص تتفاوت في أنواع العلاقات التي تنشئها بين عباراتها، وأنواع التماسك النصي التي تفضلها، وإن أمثال هذا التفاوت قد تكون لها دلالة ثقافية أو أيديولوجية. وتجتمع هذه الاختلافات في التماسك النصي مع غيرها، فتؤدي إلى اختلافات شاملة في «النسيج» (هاليداي، 1985م، 313-318) الخاص بأنماط النصوص، أي بالنوعية الشاملة لبناء العبارات لتكوين نص من النصوص. ومن الأبعاد الأخرى للتفاوت بعد «الثيمة»، التي تناقش في القسم التالي، والطرائق التي تتميز بها «المعلومات المفترضة» (أي التي يقدمها منتج النص باعتبارها معروفة أو ثابتة سلفا) عن «المعلومات الجديدة» (هاليداي، 1985م، 271-286؛ كويرك وآخرون 1972م، 237-243)، والطرائق التي تكتسب بها الصدارة بعض أجزاء النص، وتبقى أجزاء أخرى منه في خلفيته (هووي، 1983م). ومن جوانب التغير الخطابي التي ربما كانت أقل وضوحا من سواها ولكنها قد تكون جديرة بالبحث فيها، جانب التغييرات في النسيج والتماسك النصي، فهل من الصحيح، على سبيل المثال، أن بعض أنماط الإعلام الجماهيري التي استعمرتها أساليب الإعلان (مثل الدعاية الحكومية حول بعض القضايا مثل مرض الإيدز) تتجلى فيها تغييرات في هذه الجوانب، وإن صح هذا فكيف ترتبط أمثال هذه التغييرات بضروب التغيير في نوعيات العقلانية والجو الخلقي؟
ويشير فوكوه في فقرة سبق اقتطافها إلى وجود «نظم بلاغية منوعة للجمع بين مجموعات من الأقوال (أي كيفية الترابط بين الأوصاف، وضروب النتائج المستنبطة، والتعريفات التي يميز تتابعها البناء المعماري لنص من النصوص)» (1972م، 57)، أي إن تحليل التماسك النصي على مستوى معين يركز على العلاقات الوظيفية بين العبارات، ويمكن استخدامه في البحث في أمثال تلك «النظم البلاغية» في شتى أنماط النصوص، إذ نجد على سبيل المثال أن أحد الأنساق المهيمنة في المقتطف من
كتاب الطفل
نسق الوصف (لما سوف يحدث للمرأة الحامل) متبوعا بنسق الشرح (للأسباب الطبية لذلك). وأما البناء في المقتطف التالي، وهو افتتاحية إعلان نشر في إحدى المجلات، فيختلف اختلافا كاملا:
انظر لحظة واحدة في السبب الذي يدعو الدبلوماسيين ومديري الشركات في شتى أرجاء العالم إلى اختيار الانتقال بسيارات مرسيدس من طراز
S ، ربما يكون السبب أن هذا الطراز القيادي من سيارات مرسيدس-بنز يوحي بعلو المكانة من دون المظهرية الجوفاء، فإن تصميمها يستكمل سلوك الذين اغتنوا بوجودهم عن إثبات سمو منزلتهم. (مجلة
صنداي تايمز ، 21 يناير 1990م)
إن الإعلان يبدأ بسؤال، تتلوه إجابات متتابعة، أو بتعبير أدق، بسؤال غير مباشر للقارئ (أي طلب موجه إلى القارئ للنظر في سؤال ما) يعقبه إجابة مقترحة ممكنة (تتكون من جملتين)، وهذا نظام بلاغي يستخدم على نطاق واسع في الإعلانات. ومن المحتمل أن تتميز به النوعيات البلاغية المختلفة، مثل أنماط السرد، في النظم التي تستعملها.
ويقدم هاليداي (1985م، 202-227) إطارا تفصيليا لتحليل بعض الأنماط الرئيسية للعلاقة الوظيفية بين العبارات (انظر أيضا هوي، 1983)، ولكن إطاره لا يتضمن علاقة السؤال والجواب القائمة في المقتطف الأخير. ويمكن استعمال صورة أخرى من الإطار نفسه في تحليل العلاقات الوظيفية بين جمل كاملة (ص303-309). والخطوط العامة العريضة التي يضعها هاليداي للتمييز بين الأنماط الرئيسية الثلاثة للعلاقات بين العبارات تفيد التمييز بين «التفصيل»، وبين «التوسع»، وبين «التدعيم». أما التفصيل فيعني أن إحدى العبارات (أو الجمل) «تمثل تفصيلا لمعنى عبارة أخرى بزيادة تحديدها أو وصفها» إما بإعادة صوغها، أو تقديم أمثلة لها، أو إيضاحها وحسب. ومن الأمثلة على الوظيفة الأخيرة آخر جملة في الفقرة الثانية من نص الرعاية السابقة للوضع التي تبدأ بعبارة «ومن الأهم بصفة خاصة». وأما التوسع فيعني أن إحدى العبارات (أي الجمل) «تتوسع في معنى عبارة أخرى بإضافة شيء جديد إليها». وقد يكون هذا في صورة الإضافة المباشرة (التي يدل عليها حرف العطف، الواو، أو كلمات مثل «أضف إلى ذلك» ... إلخ)، وأما التدعيم فيعني أن إحدى العبارات (أو الجمل) «تدعم معنى غيرها بتخصيص دلالتها بعدد من الطرائق الممكنة، إما بالإحالة إلى الوقت أو المكان أو الطريقة أو السبب أو الشرط»، أي إن العلاقات الرئيسية هنا بين العبارات والجمل علاقات زمنية (أ ثم ب، أ بعد ب، أ عندما توجد ب، أ أثناء حدوث ب ... إلخ، على افتراض أن «أ» و«ب» عبارات أو جمل)؛ وأما العلاقات العلية (السببية) فنماذجها علاقات السبب والغرض (التي مرت بنا في تحليل
Неизвестная страница