Речь и социальные изменения
الخطاب والتغير الاجتماعي
Жанры
العينة الأولى: مقابلة شخصية طبية «معيارية»
العينة الأولى مقتطفة من مقابلة شخصية بين طبيب ومريضة، وأستعيرها من دراسة للمقابلات الشخصية الطبية التي سجلها ميشلار (1984م) في الولايات المتحدة. فترات الصمت ترمز لها النقط. وكل نقطة تمثل عشر ثانية، والنقطتان الرأسيتان (:) تدلان على مط المقطع المنطوق، وضروب المقاطعة والتداخل تدل عليها الأقواس المربعة، وأما الأقواس المستديرة فتدل على كلام غير واضح. والأرقام الرومانية تقسم المقتطف إلى «دورات»، تتفق عموما مع «المبادلات» في النظام الذي وضعه سنكلير وكولتارد (ط: طبيب، م: مريضة).
سوف أبدأ بالتركيز على مجموعة منوعة سوف أطلق عليها «معالم التحكم في التفاعل»، وهي تتعلق عموما بضمان سلاسة التفاعل على مستوى التنظيم، بمعنى سلاسة تناوب أدوار الحديث، واختيار الموضوعات وتغييرها، وإجابة الأسئلة، وهلم جرا.
وأمامنا نقطة انطلاق واضحة، ألا وهي أن تنظيم التفاعل يستند إلى الأسئلة التي يوجهها الطبيب وتجيب عليها المريضة. وتسجيل المحادثة يتضمن التحليل الذي قام به ميشلار بتقسيم البيانات إلى تسع حلقات، تبدأ كل منها بسؤال من الطبيب. وتقسيم الحلقات
V ، و
VII ، و
IX (وقد اختصرت هذه الأخيرة) إلى حلقات فرعية يبين أنها تتضمن أيضا أسئلة «متابعة» من الطبيب تتطلب تفاصيل معينة في إجابات المريضة. وفي بعض الحالات (في السطور 10، و13، و27) يسبق سؤال الطبيب عنصر يتضمن إقرارا سافرا أو قبولا لإجابة المريضة السابقة. وسوف أسمي هذا «قبولا». وحتى حين يغيب ذلك فإن قيام الطبيب بطرح سؤال آخر، بدلا من سؤال متابعة، يمكن تفسيره باعتباره قبولا ضمنيا لإجابة المريضة السابقة. وهذا سبب اعتبار أسئلة الطبيب واقعة بين حلقات، إذ إنها تختتم إحدى الحلقات بالقبول الضمني لإجابة المريضة، وبالبدء في الحلقة التالية. ولنا أن نقول إذن، وفق تحليل ميشلار: إن هذه الحلقات تتسم ببناء أساسي ثلاثي يتكون من سؤال من الطبيب، ورد من المريضة، وقبول مضمر أو سافر للرد من الطبيب.
وإذن، فإن الطبيب يتحكم تحكما صارما في التنظيم الأساسي للتفاعل من خلال ابتداء كل حلقة واختتامها بقبول ردود المريضة أو إقرارها. ومن النتائج المترتبة على هذا أن الطبيب يتحكم في نظام تناوب الأدوار، أي توزيع أدوار الحديث بين المشاركين في التفاعل (فيما يتعلق بالتناوب انظر كتاب ساكس وشيجلوف وجيفرسون، 1973م، وشينكاين، 1978م). والمريضة لا تشارك في أدوار الحديث إلا عندما يقدمها الطبيب لها، أي عندما يوجه سؤالا إليها، ولكن الطبيب لا ينتظر تقديم أدوار إليه بل يأخذها عندما تنتهي المريضة من ردها عليه، أو عندما يقرر أن المريضة أجابت الإجابة الكافية في نظره (انظر أدناه).
وتترتب نتيجة أخرى على هذا التنظيم الأساسي، وهي تتعلق ب «التحكم في الموضوع». إذ إن الطبيب هو الذي يقدم، أساسا، موضوعات جديدة من خلال أسئلته، مثلما يفعل عندما يتحول في السطور 1-13 من معنى «حموضة المعدة» إلى موضع «الحرقان» ثم إلى السؤال عما إذا كان الألم يتحول إلى الظهر، وعن موعد الإحساس بالألم. ومع ذلك فالملاحظ أن المريضة تقدم موضوعا جديدا في السطرين 21-22، وهو شرب الكحول، وهو ما يتناوله الطبيب في السطر 24، وسوف أعود إلى هذا الاستثناء أدناه.
ومن الجوانب الأخرى للتحكم في الموضوعات ممارسة الطبيب لخياراته الخاصة في الاستجابة لردود المريضة من الأسئلة السابقة، ففي السطور 21-24 التي أشرت إليها لتوي، على سبيل المثال، تقر المريضة بأنها أخطأت باعتيادها شرب الخمر، ولكن الطبيب لا يتابع هذا الإقرار، إذ يبدو أنه غير مهتم إلا بتأثير الكحول في صحة المريضة. وعلى غرار ذلك نجد أن ردود المريضة في السطور 29-30 و42 تشير إلى بعض المشكلات لدى المريضة التي يتجاهلها الطبيب مفضلا النظر في التفاصيل الطبية الدقيقة. ويخالج المرء الإحساس بأن الطبيب يغير الموضوع ويحصره وفقا لنهج موضوع سلفا، وبأنه لا يسمح للمريضة بتغييره.
Неизвестная страница