(١ ب) بسم الله الرحمن الرحيم
سبحانَ مَنْ تنزّه جلالُ ذاتِهِ عن شوائبِ النسيانِ والغَلَطِ، وتقدّسَ كامِلُ صفاتِه عن سِماتِ المَيْنِ والشَطَطِ، ونُصَلِّي على فَخْرِ الرُّسُلِ وهادي السُّبُلِ مُحَمّدٍ الذي ما تعسّفَ في طريقِ الحقِّ وأساءَ قَطُّ.
وبَعْدُ فهذِهِ أوراقٌ سوَّدْتُها، وكلماتٌ أَوْرَدْتُها، من كُتِبِ اللغات، ورسائلِ الأئمةِ الثِقاتِ، التي صُنِّفَتْ في الردِّ على مَن ارتكبَ في كلامِهِ الغَلَطَ، وركبَ في صحاصِحِ الأوْهامِ مَطِيَةَ الشَطَطِ، وفتَح بالخرافاتِ فاه، واغترَّ بتُرهاتِهِ وتاه، إظهارًا للحقِّ والصوابِ، وإفصاحًا عمّا نَطَقَ به أولو الألبابِ، وسَمّيْتُها ب (خَيْرُ الكلامِ في التقصي عن أَغْلاطِ العَوامِ)، ثم شَرَّفْتُها بالإتحافِ إلى المخدومِ السامي، المستغني عن الألقابِ والأسامي، زانَهُ اللهُ تعالى بالعلومِ الفاخرةِ، وزادَهُ شَرَفًا في الأولى والآخرةِ.
وها أنا أشرعُ في المقصود بعوِنِ الملكِ المعبودِ، معترفًا بقِصَرِ الباعِ وقِلّةِ الاطلاعِ، وسائلًا اللهَ السّدادَ، إنّهُ وليُّ التوفيقِ والرشادِ.
حرف الألف
قال الحريري في (درة الغواص (١»: إنّهم يحذفون الألف من (ابن) في كل موضع يقع بعد اسم أو لَقَب أو كُنْية، وليس ذلك بمطّرد، بل يجب إثباتها في خمسة مواطن: أحدها إذا أُضيف (ابن) إلى مضمر، كقولك: هذا زيدٌ ابنك. والثاني إذا أُضيف إلى غير أبيه، كقولك: المعتضد بالله ابن أخي المعتمد على الله. والثالث إذا أُضيف إلى الأب الأعلى، كقولك: الحسن ابن المهتدي بالله.
_________
(١) ص ٢٠٠، والحريري هو القاسم بن علي، صاحب المقامات، ت ٥١٦ هـ. (الأنساب ٤ / ١٣٨، نزهة الألباء ٣٧٩، إنباه الرواة ٣ / ٢٣) .
1 / 15
والرابع إذا عُدِلَ به عن الصفة إلى الاستفهام، كقولك: هل تميمٌ ابنُ مرٍّ. الخامس إذا عُدِل به عن الصفة إلى الخبر، كقولك: إنّ كعبًا ابنُ لؤيّ.
وألحق إليه الصفديّ (٢) موضعين آخرين: أحدهما أن يقع (ابن) أوّل السطر. والثاني أن يقع بين وصفين دون علمين، كقولك: الفاضل ابن الفاضل.
أقول: وقد شاع في ديارنا لحن قبيح لا يسلم عند العامة وأكثر الخاصة، وهو أنّهم يسكنون ما قبل لفظ الابن من العَلَم، ويكسرون باءه (٣)، ويسكنون آخره.
قال الإمام أبو بكر الزُّبيديّ (٤) في كتابه (ما تلحن فيه العامة) (٥):
يقولون: اللهم صلٍّ على محمدٍ وعلى آلِهِ. وقد ردّ [أبو] جعفر بن النحاس (٦) إضافة (آل) إلى المضمر.
_________
(٢) تصحيح التصحيف ٤٨. والصفدي هو صلاح الدين خليل بن أيبك، ت ٧٦٤ هـ. أشهر كتبه: الغيث المسجم، نكت الهميان، الوافي بالوفيات (ينظر: طبقات الشافعية ١٠ / ٥ - ٣٢، الدرر الكامنة ٢ / ١٧٦، النجوم الزاهرة ١١ / ١٩) . وكتاب (تصحيح التصحيف وتحرير التحريف) اعتمد فيه الصفدي على تسعة كتب رمز لكل واحد منها برمز معين، على النحو التالي: (١) درة الغواص للحريري (ح) .
(٢) التكملة للجواليقي (ق) .
(٣) ثقيف اللسان للصقلي (ص) .
(٤) ما تلحن فيه العامة للزبيدي (ز) .
(٥) تقويم اللسان لابن الجوزي (و) .
(٦) ما صحف فيه الكوفيون للصولي (ك) .
(٧) حدوث التصحيف لحمزة الأصفهاني (ث) .
(٨) التصحيف للعسكري (س) .
(٩) الأوراق للضياء موسى الناسخ. (م) . وقد وصلت إلينا هذه الكتب عدا السادس والتاسع منها.
(٣) في الأصل: بائه.
(٤) هو محمد بن الحسن الأندلسي، صاحب (طبقات النحويين واللغويين)، ت ٣٧٩ هـ. (معجم الأدباء ١٨ / ١١٩، المحمدون من الشعراء ٢٨٦، وفيات الأعيان ٤ / ٣٧٢) .
(٥) ص ١٤. وينظر: الرد على الزبيدي ٣٠، تصحيح التصحيف ٤٥.
(٦) هو أحمد بن محمد النحوي المصري، له مؤلفات كثيرة منها: إعراب القرآن، شرح القصائد التسع، القطع والائتناف. ت ٣٣٨ هـ. (طبقات النحويين واللغويين ٢٢٠، نزهة الألباء ٢٩١، معجم الأدباء ٤ / ٢٢٤
1 / 16
قال الحريري (٧): يقولون: ابْدَأ به أَوَّلًا. والصواب: ابدأ به أَوَّلُ.
وقال أيضًا (٨): ومن جملة أوهامهم أنْ يُسكنوا لامَ التعريف في مثل الأثْنَينِ (٢ أ) ويقطعوا ألفَ الوصل. والصواب في ذلك أنْ تُسْقَطَ همزةُ الوصلِ وتُكْسَرَ لامُ التعريف.
وقال أيضًا (٩): يقولون للقائم: اجْلِسْ، والأختيارُ أن يقال له: اقْعُدْ وللمضطجع وأمثاله: اجْلِسْ. فإنّ القعودَ هو الانتقال من علوٍ إلى سُفْلٍ، والجلوس بالعكس.
وقال أيضًا (١٠): يقولون: جاء القومُ بأَجْمَعِهِمْ، بفتح الميم، ظنًّا منهم أَنّهُ أَجْمَعُ الذي يُؤَكّدُ به. وليس كذلك لأنّه لا يدخل عليه الجار، وإنّما هو بضم الميم، جمع كعَبْد وأَعْبُد.
قال الزَمَخْشَريّ في (الأساس) (١١): قولهم: كانَ في الأَزَلِ قادرًا عالمًا، وعِلمُهُ أَزَليٌّ وله الأَزَليّةُ، مصنوعٌ ليسَ من كلام العرب. ولَحّنَهُ أيضًا الإمام جمال الدين [عبد الرحمن بن] علي الجوزي (١٢) وأبو بكر الزبيدي (١٣) .
قال الشيخ عمر بن خلف الصقلي في (تثقيف اللسان) (١٤): يقولون: إطريفَل. والصواب: إطريفُل، بضم الفاء.
_________
(٧) درة الغواص ١٢٦. وينظر: شرح درة الغواص ١٦٧.
(٨) درة الغواص ١٨٨ - ١٨٩.
(٩) درة الغواص ١٤٣.
(١٠) درة الغواص ١٦٧.
(١١) أساس البلاغة ٥ (أزل) . والزمخشري هو محمود بن عمر المعتزلي صاحب تفسير الكشاف، ت ٥٣٨ هـ. (إنباه الرواة ٣ / ٢٦٥، بغية الوعاة ٢ / ٢٧٩، طبقات المفسرين ٢ / ٣١٤) .
(١٢) تقويم اللسان ٩٧. وابن الجوزي صاحب المؤلفات الكثيرة، ت ٥٩٧ هـ. (وفيات الأعيان ٣ / ١٤٠، غاية النهاية ١ / ٣٧٥، طبقات المفسرين ١ / ٢٧٠) .
(١٣) لحن العوام ١١.
(١٤) ص ٢٧١. والصقلي ت ٥٠١ هـ. (إنباه الرواة ٢ / ٣٢٩، البلغة في تاريخ أئمة اللغة ١٧١، بغية الوعاة ٢ / ٢١٨) .
1 / 17
وقال (١٥): [يقولون: كتاب إقليدِس. هو] أُقليدُس، بضم الهمزة والدال.
وفي القاموس (١٦): أُوْقلِيدِس، بالضم وزيادة واو: اسم رجلٍ وضع كتابًا في هذا العلم المعروف.
قال الحريري (١٧): يقولون: قرأتُ الحواميمَ والطواسِينَ. والصواب: قرأت آل حم وآلَ طس. وعليه كلام صاحب القاموس (١٨) .
قال الإمام عبد الرحمن جمال الدين [بن] علي الجوزي في (تقويم اللسان) (١٩): العامة تقول: ملحٌ أَندَرانيٌّ. والصواب: ذَرَآنيٌّ (٢٠)، بفتح الراء، والهمزة.
قال ابن السّاعاتي (٢١) في أماليه: ما كان من بلاد الروم وفي آخره ياءٌ مكسوعة بهاءٍ (٢٢) فهي مخففة كانطاكِيَة ومَلَطْيَة وقُونية وقَيْسَارِيةَ، والعامة تشدِّد الياء.
وقال الحريري (٢٣) والجوزي (٢٤): يقولون في جمع أرض أراضٍ فيُخطِئون لأنّ الأرض ثلاثي لا يجمع على أفاعل. والصواب: أَرَضون، بفتح الراء.
_________
(١٥) تثقيف السان ١٤١. وما بين القوسين المربعين منه.
(١٦) القاموس المحيط ٢ / ٢٤٢.
(١٧) درة الغواص ١٥.
(١٨) القاموس المحيط ٤ / ١٠١ و٢٤٤.
(١٩) ص ١٢٨. وينظر: إصلاح المنطق ١٧٢، أدب الكاتب ٢٩٨، الزاهر ٢ / ٣٤٥.
(٢٠) في الأصل: أندرابي وذر آبي، بالباء في كليهما. وهو تصحيف.
(٢١) في الأصل: ابن الساغاني. وهو تصحيف. والصواب ما ذكره الصفدي في تصحيح التصحيف ٨٢ أما ابن الساعاتي فهو أحمد بن علي المتوفي سنة ٦٩٤ هـ على الأرجح، كان مدرسًا في المستنصرية: (ينظر: مرآة الجنان ٤ / ٢٢٧، الجواهر المضية ١ / ٨٠، هدية العارفين ١٠٠) .
(٢٢) في الأصل: معكوسة بها. وما أثبتناه من تصحيح التصحيف.
(٢٣) درة الغواص ٥٠.
(٢٤) تقويم اللسان ٩١. وينظر: بحر العوام ١٧٠.
1 / 18
وقال الجوهري (٢٥): والأراضي على غير القياس كأنّهم جمعوا آرُضًا.
قال الحريري (٢٦): يقولون: هبّتِ الأرياحُ. والصواب: الأرواح، لأنّ أصل ريحٍ رِوْح، وإنّما أُبدِلَت الواو ياءً لكسرة ما قبلها، فإذا جمعت على الأرواح زالت تلك العلة. وتبعه الزُّبيدي (٢٧) إلاّ أنّ صاحب القاموس (٢٧ أ) ذكره أيضًا.
قال الحريري (٢٨): يقولون: فلانٌ أنصفُ من فُلانٍ، يريدون فَضْلَهُ في النّصَفَةِ فيُحيلون المعنى (٢٩)، لأنَّ الفعل من الإنصاف أَنْصَفَ ولا يُبنى أَفْعَلُ من رُباعي.
وأقول: قال الرضيّ (٣٠): وعند سيبويه (٣١) هو قياس من باب أفعل مع كونه ذا زيادة، وهو عند غيره سماعي. ونَقَلَ عن الأخفش (٣٢) والمبرد (٣٣) جواز بناء أَفعل التفضيل من جميع الثلاثي المزيد فيه قياسًا.
_________
(٢٥) الصحاح (أرض) . والجوهري هو إسماعيل بن حماد، ت ٣٩٣ هـ. (نزهة الألباء ٣٣٤، معجم الأدباء ٦ / ١٥١، إنباه الرواة ١ / ١٩٤) .
(٢٦) درة الغواص ٤٠ - ٤١. وينظر: رسالة الريح ٢٢٢.
(٢٧) أخل به كتابه. وهو في تصحيح التصحيف ٦١ نقلا عن الزبيدي والحريري. وقد ألحقه محقق لحن العوام بالكتاب نقلا عن تصحيح التصحيف. (ينظر: لحن العوام ٢٥٣) . (٢٧ أ) هو الفيروز آبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب، ت ٨١٧ هـ. (الضوء اللامع ١٠ / ٧٩، بغية الوعاة ١ / ٢٧٣، البدر الطالع ٢ / ٢٨٠) . وقوله في الريح يقع في القاموس ١ / ٢٢٤.
(٢٨) درة الغواص ١١٩.
(٢٩) في الأصل: فيميلون إلى المعنى. وما أثبتناه من الدرة.
(٣٠) شرح الكافية ٢ / ٢١٣ - ٢١٤. والرضي هو محمد بن الحسن الأستراباذي النحوي، ت ٦٨٦ هـ (بغية الوعاة ١ / ٥٦٧، مفتاح السعادة ١ / ١٨٣، خزانة الأدب ١ / ١٢) .
(٣١) هو عمرو بن عثمان، لزم الخليل ونقل آراءه في (الكتاب)، ت ١٨٠ هـ. (مراتب النحويين ٦٥، طبقات النحويين واللغويين ٦٦، إنباه الرواة ٢ / ٣٤٦) .
(٣٢) هو أبو الحسن سعيد بن مسعدة، أخذ النحو عن سيبويه، ت ٢١٥ هـ. (مراتب النحويين ٦٨، نزهة الألباء ١٣٣، إنباه الرواة ٢ / ٣٦) .
(٣٣) هو أبو العباس محمد بن يزيد إمام أهل البصرة في النحو واللغة، ت ٢٨٥ هـ. (أخبار النحويين البصريين ٧٢، تهذيب اللغة ١ / ٢٧، نور القبس ٣٢٤) .
1 / 19
قال الحريري (٣٤): يقولون: انضافَ الشيءُ [إليه] وانْفَسَدَ الأمرُ عليه. ووجه القول: أَضِيفَ إليه وفَسَدَ الأمرُ عليه (٢ ب) لأنّ انْفَعَلَ مُطاوع الثلاثية المتعدية كجَذَبْتُهُ فانْجَذَبَ، وضافَ وفَسَدَ إذا عُدِّيا بهمزةِ النّقْلِ [فقيل: أَضافَ وَأفْسَدَ] صارا رباعِيّيْنِ [فلهذا امتَنَعَ بناءُ انفعلَ منهما]، فإنْ قيلَ: قد نُقِلَ عن العربِ أَلفاظٌ من أفعال المطاوعة بنوها من أَفْعَلَ فقالوا: انْزَعَجَ وانْطَلَقَ [وانْقَحَمَ] وانْجَحَرَ، وأُصولُها: أَزْعَجَ وأَطْلَقَ [وأَقْحَمَ] وأَجْحَرَ، [فالجوابُ عنه أَنَّ] هذه شَذَّتْ عن القياس [المُطّرِد والأصل المنعقد، كما شَذَّ قولهم: انْسَرَبَ الشيءُ، من سَرَبَ، وهو لازمٌ]، والشّواذُّ تُقْصَرُ على السّماعِ، [ولا يُقاسُ عليها بالإجماع] .
قال الجوزي (٣٥): العامة تقول: هذه النعمة الأَوَّلَةُ. والصواب الأُولى.
وفي الدرة (٣٦): لم يُسْمع في لغات العرب إدخال الهاء على (أفعل)، لا على الذي هو صفةٌ، مثل أبيض وأحمر، ولا على الذي هو للتفضيل نحو أَفْضَل وأَوَّل.
أقول: رأيت كثيرًا من أبناء الزمان ينشدون قول أبي النجم (٣٧): (شعر)
(أَنا أبو النّجْمِ وشِعْرِي شِعْرِي ...)
بدون إظهار الألف من أنا. والصواب إظهارها.
قال ابن جني (٣٨) في شرح تصريف المازني (٣٩): الأصل في أنا أنْ يوقف
_________
(٣٤) درة الغواص ٣٨ - ٣٩. وما بين القوسين المربعين منها.
(٣٥) تقويم اللسان ٨٦ وفيه: هذه النعجة. وكذا في تصحيح التصحيف ٨٤.
(٣٦) ص ١٢٧ وقد كتبها توربكه في الهامش. وهي في متن الكتاب في طبعة الجوائب ٧٧.
(٣٧) هو الفضل بن قدامة، راجز أموي، ت ١٣٠ هـ. (طبقات فحول الشعراء ٧٤٥، الشعر والشعراء ٦٠٣، الأغاني ١٠ / ١٥٠) . والبيت في شرح المفصل ١ / ٩٨ والمغني ٣٦٦.
(٣٨) هو أبو الفتح عثمان بن جني النحوي اللغوي، أشهر مؤلفاته: الخصائص، سر صناعة الإعراب، المحتسب، المنصف في شرح تصريف المازني الخ ...، ت ٣٩٢ هـ. (تاريخ بغداد ١١ / ٣١١، نزهة الألباء ٣٣٢، إنباه الرواة ٢ / ٣٣٥) .
(٣٩) المنصف ١ / ٩ - ١٠. والمازني هو أبو عثمان بكر بن محمد، من علماء النحو واللغة، ت ٢٤٨ هـ (أخبار النحويين البصريين ٥٧، نزهة الألباء ١٨٢، معجم الأدباء ٧ / ١٠٧)
1 / 20
عليه بالألف، ولا يكون الألف ملفوظًا في الوصل، وقد أجري في الوصل مجراه في الوقف في قوله:
(أنا سيفُ العشيرةِ فاعرفوني ...) (٤٠)
وقوله:
(أَنا أبو النّجْمِ وشِعري شِعري ...)
ومن أوهامهم لفظ (الإباقة) زعمًا منهم أنّه من باب الأفعال كالإفاقة (٤١)، وهو ثلاثي. في القاموس (٤٢): أَبَقَ العبدُ، كسمعَ وضربَ ومنعَ، أَبْقًا، ويُحَرَّكُ، وإباقًا.
ومن اختراعاتهم الفاسدة لفظ (الأنانيّة) فإنّه لا أصل له في كلام العرب (٤٣) ومن أغلاطهم الفاضحة لفظ (الإيباء) والصحيح: الإباء، وهو مصدر أَبَى يأَبَى (٤٤) .
ومنها لفظ (الإتمان) بالتاء فإنّه بالدال المهملة. في القاموس (٤٥): أَدْمَنَ الشيءَ أَدامَهُ.
ومنها قولهم: (مُغَيْلان) للشجرة التي تنبت في بوادي الحجاز. والصواب: أُمُّ غَيْلان (٤٦) . في القاموس (٤٧): وأُمُّ غَيْلان: شجر السّمُر.
_________
(٤٠) صدر بيت لحميد بن بحدل وعجزه:
(حميدًا قد تذريت السناما ...) (خزانة الأدب ٢ / ٣٩٠، شرح شواهد الشافية ٣٢٣) .
(٤١) التنبيه على غلط الجاهل والنبيه ١١. وسأكتفي باسم (التنبيه) في الحواشي الأخرى.
(٤٢) القاموس المحيط ٣ / ٢٠٨.
(٤٣) التنبيه ١٢.
(٤٤) التنبيه ١١.
(٤٥) القاموس المحيط ٤ / ٢٢٣.
(٤٦) التنبيه ١٢.
(٤٧) القاموس المحيط ٤ / ٢٧.
1 / 21
ومنها قولهم: رمّان ملِّيسي. والصواب: إمْلِيسيّ (٤٨) . في القاموس (٤٩): الإقْليِسي، وبهاءٍ: الفلاة ليس بها نبات، والرمان الإمليسي كأنّه منسوب إليه.
ومما يُوْهَمُونَ في لفظ (الإذعان) حيث يستعملونه بمعنى الإدراك، فيقولون: أذعنته بمعنى فهمته، والصحيح أَنَّ معناه الخضوع والإنقياد. كذا ذكره بعض الأفاضل (٥٠) .
وتراهم يقولون للصحابي المعروف: كَعْبُ الأَخبارِ (٥١)، بالخاء المعجمة. وفي القاموس (٥٢): وكَعْبُ الحَبْرِ معروفٌ، ولا تقل الأخبار.
ويقولون: فتاوى الأستروشني، بتاء ثالثة الحروف بين السين والراء. وفي (الجواهر المضية) (٥٣): الأُسْرُوشَني (٥٤) بضم الألف وسكون السين المهملة وضم الراء وسكون الواو وفتح الشين المعجمة وفي آخرها نون، نسبة إلى أسروشنة، بلدة كبيرة وراء سمرقند وسيحون (٥٥) .
_________
(٤٨) فصيح ثعلب ٥٢، تثقيف اللسان ١٧٢، تقويم اللسان ٨٧، شفاء الغليل ٢٣٦. ورسمت في الأصل: أملسي، بلا ياء. وهو خطأ.
(٤٩) القاموس المحيط ٢ / ٢٥٢.
(٥٠) هو ابن كمال باشا في كتابه التنبيه على غلط الجاهل والنية ٢٢.
(٥١) هو كعب بن ماتع الحميري، تابعي مخضرم، أدرك النبي وما رآه، ت ٣٢ هـ. (حلية الأولياء ٥ / ٣٦٤، الإصابة ٥ / ٦٤٧، تاج العروس: حبر) .
(٥٢) القاموس المحيط ٢ / ٣ وفيه ... ولا تقل: الأحبار. بالحاء المهملة وليس بالمعجمة كما ذكر المؤلف. وكان الفراء يقول: هو كعب الحبر، بكسر الحاء، لأنه أضيف إلى الحبر الذي يكتب به، إذ كان صاحب كتب وعلوم (غريب الحديث ١ / ٨٧) .
(٥٣) الجواهر المضية في طبقات الحنفية ٢ / ٢٨٢. وفي الأصل: المضيئة. وكذا أوردها في المواضع الأخرى. والصواب ما أثبتنا، ولم نشر إليها في المواضع الأخرى. (٥٤، ٥٥) في الجواهر المضية: الأستروشني، أستروشنة. أقول: وفي معجم البلدان ١ / ١٩٧ والروض المعطار ٦٠: أشروسنة. ووردت أستروشنة. في معجم البلدان ١ / ٧٧. وجاء في الأنساب ١ / ٢٢٠: (وقد يزاد فيها التاء، فنسب إليها بالأسروشنتي، غير أن الصحيح هو الأول) . أي: الأسروشني.
1 / 22
حرف الباء
قال الزبيدي (٥٦): (٣ أ) [البُهار بالضم حمل المتاع] خاصّةً، وهو للوزن أيضًا، وعليه كلام الجوهري.
قال الإمام عبد الرحمن الجوزي (٥٧): العامة تقول: بُخور، بضم الباء، والصواب فتحها.
قلتُ: وكذلك السُحور، بضم السين، فإنّه بفتحها اسمُ ما يُتَسحّرُ به (٥٨) .
قال الصقلي (٥٩): ويقولون: بِضْعة لحم، بكسر الباء. والصواب فتحها. وفي القاموس (٦٠): وقد تكْسَرُ.
قال الجوزي (٦١): العامة تقول: بَطِّيخ، بفتح الباء. والصواب كسرها.
قال الصقلي (٦٢): يقولون: البُحْتَري (٦٣)، للشاعر المشهور، بفتح التاء والصواب ضمها.
وقال (٦٤): يقولون: بُزْرُجُمْهُر. والصواب: بُزْرُجُمِهْر، بضم الباء (٦٥) وسكون الزاء (٦٦) وضم الراء والجيم وكسر الميم وسكون الهاء.
_________
(٥٦) أخل به كتابه. وما بين القوسين المربعين يقتضيه السياق، وهو بياض بالأصل. وينظر: الصحاح (بهر)، المعرب ١١٠ - ١١١، تقويم اللسان ٩٩، اللسان (بهر)، شفاء الغليل ٦٦. ويلاحظ أن العامة تفتحها كما في تقويم اللسان.
(٥٧) تقويم اللسان ٩٨. وينظر: تكملة إصلاح ما تغلط فيه العامة ٥٠.
(٥٨) التنبيه ٢٥. وينظر: الجمانة في إزالة الرطانة ٣.
(٥٩) تثقيف اللسان ١٣٠ و١٣٤.
(٦٠) القاموس المحيط ٣ / ٥. وفي الأصل: وقد يكسر.
(٦١) تقويم اللسان ٩٨.
(٦٢) تثقيف اللسان ١٣٨.
(٦٣) هو الوليد بن عبيد الطائي، ت ٢٨٤ هـ. (طبقات الشعراء لابن المعتز ٣٩٤، تاريخ بغداد ١٣ / ٤٧٦، معجم الأدباء ١٩ / ٢٤٨) .
(٦٤) تثقيف اللسان ١٤١. وينظر: تصحيح التصحيف ٩٥.
(٦٥) في الأصل: الراء. وهو خطأ.
(٦٦) الزاء لغة في الزاي، وقد استعمل المؤلف اللغتين.
1 / 23
قال الزبيدي (٦٧): يقولون للعود الذي يُصْبَغُ به: (بَقَمٌ) بتخفيف القاف. والصواب تشديدها.
قلتُ: ومثله: (السُمّاقُ) فإنّهم يخففون الميم، وهي مشدَّدة. ذكره صاحب القاموس (٦٨) .
قال الصقلي (٦٩): يقولون: بَلْقيس، بفتح الباء. والصواب كسرها.
أقول: يقولون للحجر المعروف بِلُّور، بكسر الباء وضم اللام (٧٠) . وفي القاموس (٧١): البَلُّور كتَنُّور وسِنّوْر.
ويقولون للحكيم المعروف: بطلميوس، بتقديم الميم على الياء. ورأيته في نسخ القاموس (٧٢) بالعكس.
ويقولون للشخص الذي خرَّبَ بيت المقدس: بخت النصر (٧٣) . وفي القاموس (٧٤): بُخْتُ نَصَّرَ. أصله بخت ومعناه ابن، ونَصَّر كبَقّم: صَنَمٌ، وكان وُجِدَ عند الصنم ولم يُعْرَف له أَبٌ.
ويستعملون البَشارة، بفتح الباء، في غير موضعه، وإنما هو بالكسر (٧٥) . ذكره في مختار الصحاح (٧٦) .
_________
(٦٧) لحن العوام ١٠٧. وينظر: المعرب ١٠٧.
(٦٨) القاموس المحيط ٣ / ٢٤٧.
(٦٩) تثقيف اللسان ١٤١.
(٧٠) التنبيه ١٣.
(٧١) القاموس المحيط ١ / ٣٧٧.
(٧٢) القاموس المحيط ٢ / ٢٠١.
(٧٣) في مروج الذهب ١ / ٢٥١: والعامة تسميه: البخت ناصر.
(٧٤) القاموس المحيط ١ / ١٤٣.
(٧٥) التنبيه ١٣.
(٧٦) مختار الصحاح (بشر) وفيه: البشارة بكسر الباء وضمها.
1 / 24
ويقولون: دخلنا في البَرِية، بتخفيف الراء. والصواب تشديدها لأنّها نسبة إلى البرِّ ضد البحر (٧٧) .
والعامة تقول لأخي يوسف ﵇: ابن يامين. وهو خطأٌ (٧٨) . في القاموس (٧٩) . وبِنيامين كإسرافيل أخو يوسف ﵇، ولا تَقُلْ: ابن يامين.
ويقولون: للكتاب المعروف بداية، بياء آخر الحروف بعد الألف (٨٠) . ولم يذكره الجوهري (٨١) وصاحب القاموس في مصادر بدأ، وإنما هو بالهمزة، [في القاموس]: ولك البَدْءُ والبَدْأَةُ والبَداءَةُ ويُضَمّانِ (٨٢) .
حرف التاء
قال الحريري (٨٣): يقولون: التّوَضّي والتّباطِي والتّبَرِّي [والتّهَزِّي] . والصواب: التّوَضُّؤُ والتّباطُؤُ (٨٤) والتّبَرُّؤُ [والتّهَزُّؤُ]، لأنّ مصدر تَفَعّلَ [أو تفاعَلَ مما آخِرُهُ مهموزٌ] على التَفَعُّل [والتفاعُل] .
أقول: ويشبه ذلك قولهم: تسلّى وتقاضَى وتجلّى، بفتح ما قبل الياء فيها. والصواب كسرها (٨٥) .
_________
(٧٧) التنبيه ١٣.
(٧٨) التنبيه ١٤.
(٧٩) القاموس المحيط ٤ / ٢٧٩.
(٨٠) في العباب ١ / ٥ (بدأ): وقول العامة: البداية، لحن. وينظر: شفاء الغليل ٧٥.
(٨١) الصحاح (بدأ) .
(٨٢) القاموس المحيط ١ / ٨. وما بين القوسين المربعين يقتضيه السياق.
(٨٣) درة الغواص ٩٧. وما بين القوسين المربعين من الدرة.
(٨٤) في الأصل: التوطؤ. وهو تحريف.
(٨٥) التنبيه ٢٦.
1 / 25
وعلى عكس ذلك لفظ (الأفعى) فإنّهم يكسرون العين، وهي مفتوحةٌ (٨٦) . وكذلك يُخطئون في ضم الجيم من لفظ (التّرْجَمة) فإنّها مفتوحةٌ (٨٧) .
وأمّا لفظ (الترجمان) (٨٨) فقد قال صاحب القاموس (٨٩) (٣ ب) الترجمان كعُنْفُوان وزَعْفَران ورَيْهُقان.
أقول: [العامة تقول] (٩٠): تبشر. والصواب: طَباشِير. ذكره صاحب القاموس (٩١) .
[ويذهبون إلى أنّ التلخيص لا يفيد] (٩٢) إلاّ معنى الاختصار. وفي القاموس (٩٣): التلخيص: التّبيين والشرح والتلخيص. ولم يزد على ذلك. وكذلك الجوهري (٩٤) لم يزد عليه. نَعَم ذكر ذلك المعنى الذي يفهمه الناس صاحب الراموز (٩٥) بعد ذكر معنى الشرح، وفيه ما فيه.
_________
(٨٦) التنبيه ٣٢.
(٨٧) التنبيه ١٥.
(٨٨) التنبيه ١٥.
(٨٩) القاموس المحيط ٤ / ٨٣. وريهقان بمعنى الزعفران (اللسان: رهق) (وفي الأصل: زيهقان، بالزاي) .
(٩٠) يقتضيه السياق، وهو بياض بالأصل.
(٩١) القاموس المحيط ٢ / ٧٧. والطباشير: دواء. وفي التاج أنه معرب. وقد أهمله اللسان.
(٩٢) يقتضيه السياق، وهو بياض بالأصل.
(٩٣) القاموس المحيط ٢ / ٣١٧.
(٩٤) الصحاح (الخص) .
(٩٥) هو السيد محمد بن السيد حسن بن علي المتوفي سنة ٨٦٠ هـ. وكتابه: الراموز في اللغة، يشتمل على جميع لغات الجوهري والمغرب والفائق والنهاية. (كشف الظنون ٨٣١) .
1 / 26
حرف الثاء
قال الزبيدي (٩٦): يظنون أنّ لفظ (الثّيِّب) يختص بالمرأة التي يطلِّقها زوجها، وهو يقع على الذكر أيضًا.
حرف الجيم
قال الجوزي (٩٧): العامة تقول: الجبين، لما يسجد عليه الإنسان. والصواب أنّه الجَبْهة، والجبينان (٩٨) ما يكتنفانها. وعليه كلام الجوهري (٩٩) وصاحب القاموس (١٠٠) .
قال الصقلي (١٠١): يقولون للذي تُلاطُ به البيوت: جير. والصواب: جَيّار.
أقول: يقولون لأبي الفتح عثمان النحوي المشهور: ابن جَنِّي، بفتح (١٠٢) الجيم، وهو خطأٌ. قال ابن خلكان (١٠٣) في ترجمته: وجنّي: بكسر (١٠٤) الجيم وتشديد النون وبعدها ياء. وقال الدَّماميني (١٠٥) في شرح مغني اللبيب (١٠٦) إنّه بإسكان الياء، وليس منسوبًا، وإنما هو مُعَرَّبُ كِنِّي.
_________
(٩٦) أخل به كتابه، وهو في تصحيح التصحيف ١٢٠ نقلا عن الزبيدي، ولم يشر إليه محقق لحن العوام. وينظر: تثقيف اللسان ٢١٢.
(٩٧) تقويم اللسان ١١٠.
(٩٨) في الأصل: الجنبان. وهو تحريف.
(٩٩) الصحاح (جبن) .
(١٠٠) القاموس المحيط ٤ / ٢٠٨.
(١٠١) تثقيف اللسان ١١٢.
(١٠٢) في الأصل: بكسر.
(١٠٣) وفيات الأعيان ٣ / ٢٤٨. وابن خلكان هو القاضي شمس الدين أحمد بن محمد، ت ٦٨١ هـ. (فوات الوفيات ١ / ١١٠، النجوم الزاهرة ٥٣١٧، شذرات الذهب ٥ / ٣٧١) .
(١٠٤) في الأصل: بفتح.
(١٠٥) هو بدر الدين محمد بن أبي بكر النحوي الأديب، ت ٨٢٧ هـ (الضوء اللامع ٧ / ١٧١ بغية الوعاة ١ / ٦٦، شذرات الذهب ٧ / ١٨١) .
(١٠٦) الموسوم ب (تحفة الغريب) ١ / ٢٧٢. ونقله الشمني في المنصف من الكلام ١ / ١٤١.
1 / 27
ويقولون لرئيس المعتزلة أبي علي الجُبَائي (١٠٧) بتخفيف الباء وبالهمزة بعد الألف. وقال ابن خلكان (١٠٨) في ترجمة ابنه أبي هاشم عبد السلام الجُبّائي، بضم الجيم وتشديد الباء الموحدة (١٠٩) نسبة إلى قرية من قرى البصرة.
حرف الحاء المهملة
قال الصقلي (١١٠): يقولون: حُمًّى شديدةٌ، بالتنوين. والصواب بدونها.
قال الحريري (١١١): يكتبون الحيوة والزكوة والصلوة بالواو في كل موضع، وليس على عمومه، لجواز أنْ تثبت الألف عند الإضافة ومع التثنية، كقولك: حياتُكَ [وزكاتُكَ وصلاتُكَ وصلاتانِ وزكاتانِ] .
قال الحريري (١١٢) والجوزي (١١٣): يقولون في جمع حاجة: حوائج. والصواب أنْ يُجمعَ في أقلّ العدد على حاجات، وفي أكثر [العدد على] حاج.
وأقول: في الصحاح (١١٤): وحوائجُ أيضًا على غير قياس، كأنّهم جمعوا حائجةً. وكان الأصمعيّ (١١٥) يُنْكِرُهُ ويقول: إنّه مُوَلّدٌ. وإنّما أَنكره لخروجه عن القياس، وإلا فهو كثيرٌ في كلام العرب. وينشد: (بيت)
_________
(١٠٧) هو محمد بن عبد الوهاب، ت ٣٠٣ هـ. (الأنساب ٣ / ١٨٦، وفيات الأعيان ٤ / ٢٦٧، طبقات المعتزلة ٨٠) .
(١٠٨) وفيات الأعيان ٣ / ١٨٣. وفي الأصل: علي الجبائي، وهو خطأ. وقد توفي عبد السلام ٣٢١ هـ. (تاريخ بغداد ١١ / ٥، ميزان الاعتدال ٢ / ٦١٨، طبقات المعتزلة ٩٤) .
(١٠٩) بعدها عبارة مقحمة هي: وبعد الألف نون. نقلت سهوًا من السطر الذي يلي نسبه.
(١١٠) ينظر: تثقيف اللسان ١٠٤.
(١١١) درة الغواص ٢٠٢. وما يبن القوسين منها. وفي الأصل: حياتك وحياتنا.
(١١٢) درة الغواص ٥٤. وينظر: تهذيب الخواص من درة الغواص ٣٦.
(١١٣) تقويم اللسان ١١٧. وينظر: الأضداد ٢٠، المزهر ١ / ٣٠٧.
(١١٤) الصحاح (حوج) . وينظر: بحر العوام ١٧١.
(١١٥) هو عبد الملك بن قريب اللغوي، روى عن نافع والكسائي، ت ٢١٦ هـ. (مراتب النحويين ٤٦، الجرح والتعديل ٢ / ٢ / ٣٦٣، غاية النهاية ١ / ٤٧٠) .
1 / 28
(نهارُ المرءِ أَمْثَلُ حينَ تُقْضَى ... حوائجُهُ من الليلِ الطويلِ (١١٦»
أقول: يقولون للحِرْفَةِ المعروفة: الحَجامة، بفتح الحاء، وهو بكسرها.
في القاموس (١١٧): وحِرْفَتُهُ الحِجامة ككِتابة. وفي المختار (١١٨): الأسم الحِجامة، بالكسر.
وكذلك لا يتحقّقون معناه فإنّهُ المصُّ، وإنّما سُمي بها لأنّه يمصُّ الدم بعد القطع. كذا في القاموس (١١٩) .
ويقولون: الحَيْوان، بسكون الياء (١٢٠) . والصواب تحريكها، فإنّ الأصل في كلِّ مصدر يتضمن معنى الاضطراب (٤ أ) تحريك وسطه ليدلّ على معنى الاضطراب والحركة كالدوران.
ويقولون للنُفّاخات التي تعلو الماء: حُباب، بضم الحاء، وهو بفتحها (١٢١) نَصَّ عليه في مختار الصحاح (١٢٢) .
حرف الخاء المعجمة
قال الجوزي (١٢٣): العامة تقول: الخَطمي (١٢٤)، بفتح الخاء. والصواب كسرها.
_________
(١١٦) بلا عزو في اللسان (حوج) وبحر العوام ١٧٢.
(١١٧) القاموس المحيط ٤ / ٩٣.
(١١٨) مختار الصحاح (حجم) .
(١١٩) لم أجد هذا القول في القاموس بهذا اللفظ.
(١٢٠) التنبيه ٢٠.
(١٢١) التنبيه ١٩.
(١٢٢) مختار الصحاح (حبب) .
(١٢٣) تقويم اللسان ١٢١ وفيه: وهو الخطمي، بكسر الخاء وتشديد الياء والعامة تفتح الخاء ولا تشدد الياء. وينظر: التكملة ٥٣.
(١٢٤) في الأصل: الختمي، بالتاء. وهو تحريف.
1 / 29
قال الزبيدي (١٢٥): يقولون للقَصَب (١٢٦) المعروف: (خَيْزَرَان) بفتح الزاء. والصواب ضمها. وكلُّ قضيبٍ لَدْن وناعم خَيْزُران.
أقول: وأكثر الناس في ديارنا يقولون: هزاران (١٢٧) .
أقول: [ويقولون] (١٢٨) أُعطي لفلان خِطابة الجامع الفلاني، بكسر الخاء. وليس ذلك من كلام العرب. قال الجوهري (١٢٩): وخَطُبَ، بالضم، خَطابةً، بالفتح، أي صار خطيبًا. وفي القاموس (١٣٠): خَطَبَ على المنبر خَطابةً، بالفتح.
ومن أغلاطهم الفاضحة: الخجيل والخشين، فإنّ الصواب ترك الياء (١٣١) .
حرف الدال
قال الحريري (١٣٢): الاختيار أنْ يُكْتَبَ مثل داودُ وطاوُس [وناوُس] بواو واحدة للتخفيف، ويُكتب (ذوو) بواوين لئلا يَشْتَبه بواحده [وهو ذو] .
قال الجوزي (١٣٣): العامة تقول (١٣٤): دِمِشق، بكسر الميم. والصواب فتحها. وفي القاموس (١٣٥): وقد تُكْسَرُ ميمُهُ.
_________
(١٢٥) لحن العوام ٥٤.
(١٢٦) في الأصل: للقضيب. وما أثبتناه من لحن العوام.
(١٢٧) التنبيه ٢١.
(١٢٨) يقتضيه السياق.
(١٢٩) الصحاح (خطب) .
(١٣٠) القاموس المحيط ١ / ٦٣.
(١٣١) التنبيه ٢٠ - ٢١.
(١٣٢) درة الغواص ٢٠٥. وما بين القوسين المربعين منها.
(١٣٣) تقويم اللسان ١٢٣؟ (١٣٤) في الأصل: يقول.
(١٣٥) القاموس المحيط ٣ / ٢٣٢. وفي الأصل: يكسر. وأثبت عبارة القاموس.
1 / 30
أقول: يكسرون الواو من الدعاوِي، والصواب فتحها كفَتاوَى (١٣٦) .
حرف الذال المعجمة
خطّأ ابن بَرهان (١٣٧) من يطلق لفظ الذات على الله تعالى لكونه تأنيث (ذو)، وعدم صحة إطلاق ما فيه علامة التأنيث عليه تعالى.
وكذلك خَطّأ مَنْ يقول: الصفات الذاتية، لأنَّ النسبة إلى ذات: ذوويّ (١٣٨) .
أقول: جوابه أنّهم جعلوا لفظ الذات اسمًا للحقيقة من كلِّ شيء، واصطلحوا عليه فزال عنه التأنيث، ثم أَطلقوه (١٣٩) عليه تعالى. ولذلك الذي أشرنا إليه لم يُغَيِّروه في النسبة.
حرف الراء
قال الحريري (١٤٠): يكتبون (الرحمن) بحذف الألف في كلِّ موطن، وإنّما الحذف عند دخول لام التعريف، وأمّا عند الإضافة كقولك: يا رحمان الدنيا والآخرة، فيُثبت الألف.
وقال أيضًا (١٤١): الاختيار أنْ يُكتبَ (الحارث) بحذف الألف مع لام التعريف وبإثباتها عند التنكير لئلا يلتبس بحَرْث.
وقال في موضع آخر (١٤٢): من قبيل ما تُثْبَتُ فيه الألف في موطن،
_________
(١٣٦) التنبيه ٢١. أقول: ويجوز الكسر أيضًا. (ينظر تحقيق ذلك في المصباح المنير ١ / ٢٠٩) .
(١٣٧) هو أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن برهان (بفتح الباء) العكبري النحوي، ت ٤٥٦ هـ. (الإكمال لابن ماكولا ١ / ٢٤٦، أنباه الرواة ٢ / ٢١٣، بغية الوعاة ٢ / ١٢٠) . وقوله في التكملة ١٢ وشفاء الغليل ١٣١.
(١٣٨) التكملة ١٢، شفاء الغليل ١٣١.
(١٣٩) في الأصل: أطلقوا.
(١٤٠) درة الغواص ٢٠١.
(١٤١) درة الغواص ٢٠١.
(١٤٢) درة الغواص ٢٠١. والكلام متصل بالكلام السابق وليس في موضع آخر.
1 / 31
تُحْذَفُ في موطن: صالحٌ ومالكٌ [وخالدٌ] فتُثْبَتُ إذا وقعت صفاتٍ كقولك: زيدٌ صالحٌ، وهذا مالكُ الدارِ، والمؤمنُ خالدٌ في الجَنّةِ. وتُحْذَفُ ذا وقعت أسماءً مَحْضَةً.
أقول: ومن أغلاطهم لفظ (الرقِّيّة) فإنّ الرِقَّ مصدرٌ لا يحتاج إلى إدخال لياء المصدرية (١٤٣) . في القاموس (١٤٤): والرقيق: المملوكُ بَيِّنُ الرِّقِّ، بالكسر.
وكذلك تشديدهم ياء (رفاهية) فإنّها (٤ ب) مُخَفَّفَةٌ (١٤٥) . ومثلها الصلاحِيَة والكراهِيَة.
وأمّا (العارِية) فقد جُوِّز فيه التخفيف والتشديد، وجُعِلَ التشديد أعلى (١٤٦) . ويقولون للجزيرة المعروفة: ردوس بتقديم الدال المهملة على الواو. وفي القاموس (١٤٧): رُودِس، بضم الراء وكسر الدال: جزيرة ببحر الروم حِيال الإسكندرية.
حرف الزين
قال الصقلي (١٤٨): يقولون: زَرْنيخ، بفتح الزاي. والصواب كسرها.
وقال (١٤٩): يقولون للنجم المعروف: الزُّهْرة، بإسكان الهاء. والصواب فتحها.
_________
(١٤٣) التنبيه ٢٤.
(١٤٤) القاموس المحيط ٣ / ٢٣٧.
(١٤٥) التنبيه ٢٤.
(١٤٦) تثقيف اللسان ١٧٢.
(١٤٧) القاموس المحيط ٢ / ٢١٩. وينظر: معجم ما استعجم ٦٨٣. وفي بحر العوام ٢٠١: وبعض الناس يضم دالها، وهو لحن فيما أعلم.
(١٤٨) تثقيف اللسان ٢٧١.
(١٤٩) تثقيف اللسان ١١٩.
1 / 32
قال الحريري (١٥٠): يقولون: زُمُرُّد، بالدال المهملة، وإنّما هو بالذال المعجمة.
وقال الصقلي (١٥١): إنّه بفتح الراء. وفي القاموس (١٥٢): الزُّمُرُّد، بالدال المهملة: الزُّمُرُّد. وفيه أيضًا (١٥٣): الزُّمُرُّدُ، بالضَّمّات وتشديد الراء: الزَّبَرْجَدُ، مُعَرَّبٌ.
أقول: لم أَرَ ممن تكلّمَ على الأحجار مَنْ يقول: زمرد وهو الزبرجد. قال ابن الوردي (١٥٤) في (جزيرة العجائب) (١٥٥): الزبرجد حجر أخضر شفّاف يشبه الياقوت. ثم قال: الزمرد حجر أخضر شفّاف يدخل في معالجة الأدوية.
وقال ابن ساعد الأنصاري (١٥٦) في (نخب الذخائر) (١٥٧)، بعدما تكلّم على الزمرد بكلام طويل: الزبرجد: وهو صِنْفٌ واحدٌ فستقيّ اللونِ شفّافٌ لكنّه سريع الانطفاء [لرخاوته]، وقيل: إنَّ مَعْدِنَه بالقرب من مَعْدِن الزمرد. ولا يَخْفَى أنَّ ذلكَ نَصٌّ في المغايرة.
_________
(١٥٠) درة الغواص ٣٥.
(١٥١) تثقيف ٦١ وفيه: الصواب: زمرذ، بالذال وفتح الراء، وقد تضم. وفي الأصل: بفتح الزاي. وهو تحريف.
(١٥٢) القاموس المحيط ١ / ٢٩٨.
(١٥٣) القاموس المحيط ١ / ٣٥٤.
(١٥٤) هو سراج الدين عمر بن الوردي الفقيه الشافعي، ت ٨٦١ هـ. (ينظر: دائرة المعارف الإسلامية ١ / ٣٠٢، الإعلام ٥ / ٢٢٩ (الهامش) و١٠ / ١٦٢) .
(١٥٥) كذا. واسم الكتاب المطبوع: (خريدة العجائب وفريدة الغرائب) .
(١٥٦) هو محمد بن إبراهيم بن ساعد الأنصاري المعروف بابن الأكفاني، ت ٧٤٩ هـ. (الدرر الكامنة ٣ / ٣٦٦، ذيل تذكرة الحفاظ للحسيني ٢٢، البدر الطالع ٢ / ٧٩) .
(١٥٧) نخب الذخائر في أحوال الجواهر ٥٣ - ٥٤. وفي الأصل: نجب. وهو تصحيف وما يبن القوسين المربعين من نخب الذخائر.
1 / 33
اتفق الحريري (١٥٨) والجوزي (١٥٩) والضياء موسى الأشرفيّ (١٦٠) على أَنّهُ إذا قيل للاثنين: عندي زَوْجٌ، فهو خَطَأٌ، لأنّ الزوج في كلام العرب هو الفَرْدُ المزاوج لصاحبه. فأمّا الأثنان المصطحبان فيقال لهما: الزوجان.
وفي مختار الصحاح (١٦١): الزوجُ البَعْلُ، والزوجُ أيضًا المرأةُ. ويُقال لها: زوجة. والزوج ضدّ الفَرْد، وكل واحد منهما يُسَمّى زَوْجًا أيضًا.
أقول: يقولون للصِبغ المعروف: زِنْجُفْر، بكسر الزاي. والصواب ضمها. كذا في القاموس (١٦٢) .
وكذلك قول بعضهم: الزِّعامة، بكسر الزاي، خَطَأٌ. وإنّما الصواب فتحها (١٦٣) . ومثل قولهم: الزِّمَخْشَرِيّ (١٦٤)، فإنَّ الصواب فتح الزاي.
حرف السين المهملة
ذكر الجوهري (١٦٥) لفظ (السائر) في (سير) بمعنى الجميع بعد ذكره في (سأر) (١٦٦) بمعنى الباقي.
_________
(١٥٨) درة الغواص ١٨٥.
(١٥٩) تقويم اللسان ١٣٦.
(١٦٠) لم أقف على ترجمة له. ونقل قوله الصفدي في تصحيح التصحيف ١٧٧.
(١٦١) مختار الصحاح (زوج) . وينظر: بحر العوام ١٨٥.
(١٦٢) القاموس المحيط ٢ / ٤١.
(١٦٣) التنبيه ٢٤.
(١٦٤) نسبة إلى زمخشر: قرية من قرى خوارزم، وإليها ينسب الزمخشري الذي سلفت ترجمته في هامش (١١) .
(١٦٥) ينظر الصحاح (سأر، سير) . وينظر: حاشية البغدادي على شرح ابن هشام على بانت سعاد ٢ / ٣٥ - ٣٩.
(١٦٦) في الأصل: سائر. وهو تحريف.
1 / 34