Мысли и чувства воображения
خواطر الخيال وإملاء الوجدان
Жанры
تلك أمثلة عرفنا بها أدواء بياننا القتالة، ولا أرى سبيلا لاستئصال شأفتها إلا إذا راعينا الأمور الآتية:
إتقان اللغة العربية وإحراز جميع ما يحتاجه الكاتب من الألفاظ التي تفي في التعبير عن كل معنى يريده، مع تجنب المتنافر منها ونبذ المبتذل المتداول عند العامة؛ بشرط معرفة مدلول كل لفظ بالضبط والفروق بين المترادفات، وبذلك تضع كل كلمة في الموضع اللائق بها.
وإني أرى رأي الدكتور طه حسين في التوسط بين القديم والحديث حتى تحيا لغتنا، وبذلك نلم بطرفيها ولا نبتعد عن أحدهما، ويسهل علينا فهم أسرارهما.
والاعتناء بصوغ التراكيب صوغا عربيا متينا، وخير الأساليب القرآن والحديث والشعر في الجاهلية وصدر الإسلام.
ومراعاة الدقة في الموضوع فلا يكون الكلام إلا بمقدار؛ لأن الثرثرة واللغط والحشو الذي لا معنى له، كل ذلك من الأمور التي تهوش على القارئ وتبعده عن فهم الموضوع، وتكون كضباب كثيف أمام النواظر يحول بينها وبين حقيقة المرئيات.
وتجنب المحسنات البديعة؛ إذ هي تزويق للألفاظ، وتشويه للمعاني، وتقيد للفكر والخيال.
والابتعاد عن السجع إلا ما جاء عفوا دون تكلف في بعض الأحيان، ومراعاة انسجام الجمل ووزنها الموسيقي ليلذ وقعها للآذان.
وإن أحرز الكاتب جميع ما سردناه ولم يوهب ذوقا سليما وحسا مرهفا وعقلا كيسا يراقب شعوره ويراجعه ويرشده إلى السداد والصدق؛ لا يوفق إلى إجادة البيان.
والذوق الوهبي وحده لا يبلغ أوج الرفعة إلا إذا ضم إليه الذوق الكسبي، وهذا الأخير يكتسب بإحراز نصيب يفي بالحاجة من كل علم، وكذلك فهم أسرار الفنون الجميلة من كثرة الاطلاع على منشآتها، وقراءة ما كتب فيها من التحاليل والنقد، ولا ننسى أن علم النفس هو من ألزم العلوم للكاتب.
إن طيف الشعر ينفر من الجلبة والجماعات والهموم والتعب وانحراف الصحة وامتلاء البطن، فإن أردت مناجاته فلتكن في البكور قبل استيقاظ من حولك وأنت منتعش ناس كل شيء من أعمالك، ولتتفرغ عن كل حائل يحول بينك وبين نفسك، وعندها امتشق يراعك وتجرد من محفوظاتك ومعلوماتك واستمل خيالك وناج وجدانك، ودون ما يوحيانه إليك دون أن تفكر في إتقان إنشائك حتى تنتهي من موضوعك، ثم راجع ما كتبته لتنقح كلمة أو تقدم أو تؤخر غيرها، وتيقن أن ما أوحي إليك في المرة الأولى خير مما تتكلفه في الثانية.
Неизвестная страница