Мысли и чувства воображения
خواطر الخيال وإملاء الوجدان
Жанры
والدليل القاطع أنني إذا أصغيت إلى أجنبي يتحدث بلغة أجهلها فإني لا أفهم شيئا من كلامه، ولكنني أستطيع أن أعرف على الأقل إن كان المتكلم مسرورا أو غضبان مهددا أو حسن المقابلة جامدا أو متحمسا ... وقد تكون العواطف والفكر متضادة؛ إذ يخالف أحيانا مدلول نغمة الكلام المعنى الحرفي للقول. (2) «حينما يتسنى للعواطف أن تبين بطريقة واضحة فذلك راجع إلى الأشياء التي تنطبق عليها وتسببها، فالأمل مرتبط تمام الارتباط بصورة الشيء المحبوب الذي يرجى حصوله والذي هو مخالف للحالي: فلولا «مرجريت» و«ديسديمون» ما حدث الحب، فالموسيقى إذن لا تستطيع أن تعرفنا «ديسديمون» ولا «مرجريت»، فإذا حذفت هذه الصورة المحسوسة التي هي سبب الحب لم تبق إلا حركة غير محدودة وبالأكثر العاطفة العامة للهناءة والمرض، ثم نقول: إن الموسيقى تعبر عن عواطف غير محدودة فهذا لا يفيد شيئا، إذن ما هي العواطف التي لا مضمون ولا محتوى لها؟ هذا شيء لا معنى له ولا يمكن أن يكون موضوعا لعمل فني.»
أرتنا التجارب أن معرفة الشعور لا تحتاج دائما إلى معرفة موضوعه، وإذا سمعت صياحا شديدا فلا حاجة لي بمعرفة سببه لأعلم منه تعبير الألم لكي أشعر بالعطف على الصائح، أما تمتلئ قلوبنا بالرحمة والشفقة على «فيدر» وهي في المسرح قبل أن تذكر «أونون» اسم «إيبوليت»؟ هلا نقول: إن «ألفريد دوموسيه» يحتاج إلى سرد أسماء حبيباته ليحدث في نفوسنا تأثيره المعروف؟ هل الحفار الذي عمل «نيوبيه» والمصور الذي صور «مينيون» في حاجة لإخبارنا بحديثهما لنشعر بآلام الأولى وحزن الثانية؟
ليست جميع العواطف واضحة أو متساوية في درجة الوضوح، مثل ذلك أنه توجد فوق رغبة الحصول على نمرة رابحة بمائة ألف فرانك رغبة الغنى غير المحدودة وفوق حب المال المحدود الطمع والسعي وراء العظمة بشكل ما، ويوجد ميل آخر يفوق جميع هذه الرغائب بل يشملها وهو حب السعادة، يمكننا إذن أن نميز نوعين من العواطف مرتبطين ببعض فروق خفيفة متوسطة بينها؛ إحداهما مصحوبة بفكرة واضحة محدودة، والثانية لا ترتبط بحكم ما من أحكام العقل وهي التي تمثل العواطف البحتة، فالأولى لا تستطيع الموسيقى ولا الكلام أن يعبرا عنها تعبيرا تاما، وأما الأخرى فالموسيقى يتسنى لها أن تمثلها تمثيلا تاما، بل تتخذ منها كالشعر موضوعاتها الشائقة المفضلة. (1-3) الصور في اللغة الموسيقية
إننا في حاجة لاستعارة صور من عالم المرئيات لنستعين بها على التعبير عن الخفي.
أرسطو
العلامات المعبرة التي سبق التنويه عنها هي علامات طبيعية؛ إذ تنبعث من تلقاء نفسها عقب العواطف والإدراك، وتوجد خلافها تعرف بالصور تحدث هي أيضا الإلهام والملاحظات، ولكن إلهامها مثقف وملاحظاتها دقيقة معززة بالمقارنات، فليست إذن بتقليد رأسي أو وقتي للطبيعة؛ إذ يهيمن عليها فن تتحكم فيه غالبا الأهواء، وقد تكون أحيانا من نتائج التصور المحض ولا يرجع سبب وجودها إلا لاستعمال اصطلاحي.
وبدراستها نهجر منطقة الفيزيولوجيا مع ظواهرها ونواميسها لندقق النظر في قوة نفسانية يصعب إظهار طريقة عملها لتغير نتائجها؛ ألا وهي ارتباط الفكر، وسيعيننا في هذا المقام الكلام البليغ على فهم اللغة الموسيقية.
إننا لا نعرف الشعور والفكرة إلا بطريقتين: دراسة تعبيرهما الفيزيولوجي ومعرفة الوجدان، ولكن التعبير الفيزيولوجي ما هو إلا نتيجة الانفعال وليس بالانفعال نفسه، والوجدان عمل بسيط وحيد لا يستطاع تمثيله أو تقليده.
إذن ما هي الفكرة والشعور باعتبارهما الذاتي؟ إننا لا نستطيع أن نعبر عن حقيقتهما وكل بيان لهما نراه مناقضا للآخر؛ لأنها أشياء غير مادية.
يأتي التصور لإغاثتنا في حالة عجزنا هذه بأن يجعلنا نسند إلى العواطف والفكر أشكال الأشياء المادية، وهذا الإسناد الإلهامي يحدث في الكلام الاعتيادي عدة صيغ تضطر في الازدياد والتكاثر لدرجة لا نهاية لها في الكلام الفني - الموسيقى.
Неизвестная страница