Мысли и чувства воображения
خواطر الخيال وإملاء الوجدان
Жанры
يا ما أحيلى ليلا ينقذني من نصب الأعمال وقيظ النهار الموهن للقوى والمشتت للخيال ... ما أشهى ليلا سعيدا يسلمني إلى الراحة وينعشني بنسيم عليل يحمل شميم الأزهار، ويقربني من طيف الشعر، ويسكرني بنشوة الأماني والآمال، وينسيني آلاما تتجدد، وشقاء ينتاب ويتردد.
أهرع في الليل إلى طنف اكتنفته الصبا، وامتدت أمامه الرياض والحقول، وسكن إليه القمر فما برح يمر فوقه وينيره.
لاحظت بين النجوم كوكبا دريا ما انفك يطلع فوق رأسي وهو أكبر مما حوله وأشد لمعانا، فصبت نفسي إليه وحسبته نجمها المسير، وطالعها الذي يكتم في صدره أسرارا يتطلع إليها روحي ولا يدري إن كانت خيرا أم شرا.
أقضي هزيعا من الليل وأنا شاخص إلى نجمي المحبوب وهو يبسم لي في تلألئه، وينظر إلي نظرات فاترات ملؤها العطف والحنان، ويرسل إلي من السماء تحية مباركة تكاد تنسيني الوجود وتغرقني في بحار الآمال، وتقتادني إلى لذيذ الأحلام.
قرأت في بسماته الفتانة أنه يناجيني: إنني أكلؤك بعين عنايتي وأبشرك بمستقبل باسم ينيلك آمالك، ويسكن آلامك، وينسيك مصائبك التي لولاها لم تعرف لذة العيش ولا هناءة النعيم.
استمر كوكبي العزيز يؤرجحني بنجائه الفتان، والنسيم يسكرني بعبيره الأريج، حتى تخدرت أعصابي فأغفيت.
فارقت هذه النشوة وهذا النعيم الذي أعده فخما ويراه غيري حقيرا وانتقلت إلى عالم الأحلام، فتمثلت لي مسارح شقائي وصنوف أتراحي وعنائي؛ فتبدل فرحي كربا ونعيمي بؤسا، وبلغت الروح التراقي، فقيض الله لي بعوضة لسعتني؛ فاستيقظت وأنا خافق القلب زائد الحرارة أتصبب عرقا.
وجهت طرفي إلى نجمي وقد خالجني الشك وساورني الارتياب قائلا: أيها النجم الزاهر! يا من هو مثال الحسن الساحر! حاشاك أن تغر منكودا أضناه زمانه وخذله قومه وإخوانه فلم يجد راحما في الغبراء، أو مسليا في الضراء!
أجلك وأنت في عالمك العلوي الطاهر أن تخدع ذلك الكائن الواهي فيسترسل في أمانيه، ويغتر بأضغاث أحلامه وسخيف أوهامه.
أنبئني بمصيري أيها النجم الخالد، فلست ممن يضيع عندهم السر، أو يأسفون على حياة تعسة محوطة بضروب البلاء.
Неизвестная страница