Размышления осла: философские и этические мемуары на языке ослика

графиня де Сегюр d. 1375 AH
46

Размышления осла: философские и этические мемуары на языке ослика

خواطر حمار: مذكرات فلسفية وأخلاقية على لسان حمار

Жанры

وفي ذات ليلة رأيته عائدا إلي حزينا مكتئبا، وقال لي: يا عزيزي، إنني أخشى ألا أستطيع في المستقبل أن أحضر إليك ما تعودت من الخبز، لأن سادتي قرروا أنني كبرت ولم يعد من اللازم أن أكون مطلق السراح طول النهار، ولذا فلا يحل رباطي إلا في الليل لأجل الحراسة. وفوق ذلك فإن سيدتي عنفت الأطفال على ما كانوا يعطونه إياي من الخبز الكثير، ومنعتهم من أن يعطوني شيئا في المستقبل لأنها تريد أن تطعمني بنفسها طعاما قليلا، وذلك في زعمها يجعلني كلب حراسة مقتدر.

فقلت له: يا حبيبي ميدور، إذا كان الخبز الذي كنت تحضره إلي هو الذي يكدرك فتأكد أنني الآن لست في حاجة إليه.

وذلك لأنني اكتشفت في هذا اليوم فتحة صغيرة في مخزن الدريس (البرسيم الناشف)، وقد سحبت قليلا منه، وأظن أن في إمكاني أن أتناول منه كل يوم كفايتي.

فأجاب ميدور: إنني مسرور بما تقول، ولكني أسر كثيرا إذا قاسمتك ما يصل إلي من الخبز، ويحزنني كثيرا أن أكون مربوطا طول النهار فلا أستطيع أن أراك.

ثم تحادثنا أيضا مدة من الزمن وتركني متأخرا.

وكان فيما قاله لي: إنني عندي الوقت الطويل لأنام نهارا، وأما أنت فليس عندك ما تصنعه في هذا الفصل.

ومضى نهار اليوم التالي دون أن أرى وجه هذا الصديق، فلما جاء الليل انتظرت بصبر نافد، ثم سمعت صوته فركضت نحو الزريبة فرأيت الفلاحة الخبيثة تقبض عليه من جلد رقبته، وكان جول وهي تمسكه يضربه بكرباج طويل.

فوثبت داخل الزريبة من شرم لم يكن مقفولا، وألقيت نفسي على جول وعضضته في ذراعه بحالة اضطرته إلى إلقاء الكرباج من يده، وأفلتت الفلاحة الكلب ميدور من يدها فنجا، وهذا هو الذي أردته، ولذلك تركت ذراع جول بعد تركها رقبة ميدور. وبينما أنا عائد إلى مكاني، شعرت بمن يقبض على أذني، وكانت هي الفلاحة، قبضت علي بيديها وصرخت في وجه جول وهي تقول: أعطني الكرباج الكبير وأنا أؤدب هذا الحيوان الشرس الذي لم أر أرذل منه في الدنيا، هات الكرباج أو اضربه أنت بنفسك.

فأجابها جول: أنا لا أستطيع تحريك ذراعي، فإن العضة خدرتها وهي تؤلمني ألما شديدا.

فقبضت الفلاحة بيديها على الكرباج الساقط على الأرض وسعت نحوي لكي تنتقم مني لابنها المجرم، ولم أكن أحمق لأنتظر أذاها كما يمكن أن تفتكروا ذلك، فقفزت قفزة شديدة حين همت أن تقبض علي، فاستمرت تتبعني واستمررت في الجري تخلصا منها، مجتهدا في أن أكون بعيدا عن مدى الكرباج الذي في يدها، وراق لي هذا الجري كثيرا، ورأيت غضب الفلاحة يتزايد حتى تعبت، وذلك لأنني أتعبتها في الجري حتى سال منها العرق، فلم تقدر أن تصل إلي بشر، ولم تستطع أن تضربني ولا بطرف الكرباج لشدة ما نالها من التعب.

Неизвестная страница