Размышления осла: философские и этические мемуары на языке ослика
خواطر حمار: مذكرات فلسفية وأخلاقية على لسان حمار
Жанры
فصاحت الأم ترانشيه: بل هو لي.
فقال العمدة: يجب أن تدفعي رسم المسابقة في الكيس.
فأجابت: لقد دفعت يا سيدي العمدة.
فقال العمدة: حسنا، والتفت إلى الكاتب ليسجل اسمها.
فأجاب الكاتب: لقد تم ذلك من قبل يا سيدي العمدة.
فقال العمدة: هل أنتم مستعدون؟ ثم صاح: واحد، اثنان، ثلاثة، سيروا! فأرخى كل الغلمان لجم الحمير، وضرب كل واحد حماره سوطا شديدا فجرت الحمير كلها. وكان هذا إذنا منه بالسباق.
ومع أنه لم يقدني أحد للجري، فإنني انتظرت دوري للبدء في المسير بشرف، واقتضى ذلك أن كل الحمير تقدمتني قليلا في ابتداء السير، ولكنها لم تكد تبلغ نحو مائة خطوة حتى أدركتها، وها أنا سبقت وأصبحت في مقدمة هذا القطيع.
فصاح الغلمان وأعملوا سياطهم في ظهور الحمير يستحثونها على الجري السريع لأجل اللحاق بي وسبقي، وكنت في أثناء ذلك أدير رأسي نحوهم لأرى امتعاض وجوههم من التأخر، ولكي أتلذذ بسبقي لهم وأضحك من جهودهم الضائعة في إدراكي. ولكنهم تحمسوا كثيرا إذ رأوني بعيدا عنهم وأنا أضعفهم جسما وهم أحسن مني منظرا، فضاعفوا جهدهم لإدراكي وسبقي، وسمعت ورائي صيحات وحشية مزعجة، وقرب مني حمار جانو. وكان يمكنني أن أستعمل لأجل السبق ما استعملوه من الطرق، ولكنني احتقرت تلك المناورات السخيفة، ورأيت أنه يلزمني ألا أهمل شيئا لكيلا أكون مقهورا، فسبقت منافسي بمسافة بعيدة ، وفي تلك اللحظة التي أسرعت في سبقه فيها قبض بأسنانه على ذيلي وعضني، واضطرني الألم إلى السقوط على الأرض، ولكن شرف الفوز بالسبق شجعني على التخلص من أسنانه، ولو أنني تركت فيها قطعة من لحمي وشعري. والرغبة في الانتقام منه أعارتني خفة الأجنحة فجريت بسرعة فائقة، فوصلت إلى نهاية خط المسابقة، ولم أكن الأول فقط بل تركت ورائي بمسافة طويلة جميع من ينافسني في السباق.
كديشون في سباق الحمير وهو سابق والناس يتفرجون. (وفي اللحظة التي سبقته فيها قبض على ذيلي بأسنانه وعضني.)
فكنت مجهودا متعبا، ألهث من شدة التعب، ولكني كنت سعيدا بالفوز، وكنت أسمع بلذة وابتهاج تصفيق ألوف من المشاهدين الذين كانوا يحيطون بالمرج الذي جرت فيه المسابقة.
Неизвестная страница