Размышления осла: философские и этические мемуары на языке ослика
خواطر حمار: مذكرات فلسفية وأخلاقية على لسان حمار
Жанры
فأسرعت ركضا نحو القنطرة على ارتياح تام من أرنست وصياح مستمر من رفاقه، فلما وصلت إلى القنطرة وقفت فجأة وقفة الخائف المضطرب.
فدهش أرنست وحثني على الاستمرار، فتراجعت بحالة اضطراب زادت في دهشة أرنست، ولكن هذا الغبي لم يدرك شيئا مع أن اللوح الخشب المتآكل من القنطرة كان ظاهرا جدا. واستغرب الآخرون وهم يضحكون من مجهود أرنست في حملي على المسير ومجهودي في التوقف عنه، وانتهوا بالنزول عن حميرهم وكان كل واحد منهم يدفعني ويضربني بدون شفقة ولكني لم أتحرك.
فصاح شارل: اسحبوه من ذيله، فإن الحمير أهل عناد تتراجع إذا أراد الواحد أن تتقدم.
وهموا بأن يسحبوا ذيلي فدافعت عن نفسي بالتحول عنهم فضربوني كلهم، ولكني لم أتحرك ثانيا.
فقال شارل: انتظر يا أرنست، سأذهب وأجتاز القنطرة أنا أولا، وسيتبعني بعد ذلك حمارك بغير شك.
وأراد أن يتقدم فاعترضته، وجعلت نفسي بينه وبين القنطرة، فأرجعوني بقوة الضرب المستمر.
فقلت في نفسي: إذا كان هذا الغبي يريد أن يغرق فإنني قد فعلت كل ما في وسعي لنجاته، وما دام يريد أن يشرب من ماء النهر بسقوطه فيه فلينزل ما دام يريده على كل حال.
ووصلوا بعد الجهد إلى إنقاذ المسكين شارل من الغرق.
ولم يكد حمار شارل يضع قوائمه على اللوح المتآكل من القنطرة حتى تكسر اللوح وسقط الحمار وشارل في الماء، ولم يحدث أدنى خطر لرفيقي الحمار لأنه كان يعرف العوم مثل كل الحمير. أما شارل فكان يحاول التخلص ويصرخ بأعلى صوته دون وصول إلى ما يتمنى من الإنقاذ، ثم صاح قائلا: أحضروا مدرة ، أحضروا مدرة، فصرخ الأطفال وجروا إليه من كل ناحية، وأبصرت كارولين مدرة طويلة فالتقطتها ومدتها إلى شارل فقبض عليها، ولكن ثقله في الماء كاد يجر إليه كارولين، فصاحت قائلة: ساعدوني! فأسرع إليها أرنست وأنطوان وألبير ووصلوا بعد جهد إلى إنقاذ ذلك المسكين شارل، الذي شرب من الماء أكثر مما يدعو إليه الظمأ، وغطاه الماء من القدم إلى الرأس. فلما نجا ضحكت الأطفال من هيئته التي تغيرت فغضب شارل، وركب الأطفال حميرهم ونصحوه بأن يعود إلى المنزل لتغيير ملابسه، فركب حماره والماء يقطر منه. وضحكت أنا على حدة من شكله المتغير ووجهه المكتئب، وكان تيار المياه قد جرده من قبعته وحذائه، فكان والماء يقطر منه على الأرض وشعره نازل على وجهه وملتصق به، ذا شكل يدعو إلى الضحك. ضحك الأطفال وجاراهم رفقائي الحمير، فكانوا يشاركونهم في الاستهزاء والسخرية من ذلك المنظر.
ويجب أن أزيد هنا أن حمار شارل الذي سقط في الماء كان بغيضا إلينا نحن الحمير جميعا، لأنه كان مشاغبا وكان نهما وبليدا، وهذه صفات نادرة في الحمير.
Неизвестная страница