أَبُو الْفَتْح المحسن بن إِبْرَاهِيم: كتب فِي وصف يَوْم بَارِد: هَذَا يَوْم يخمد جمره ويجمد خمره، ويخف فِيهِ الثقيل إِذا هجر، ويثقل الْخَفِيف إِذا هجم. أَبُو بكر الْخَوَارِزْمِيّ: لم أَقرَأ فِي كتاب فصلا أحسن أَو أظرف من قَوْله: قد أراحني الشَّيْخ ببره، بل أتعبني بشكره، وخفف ظَهْري من ثقل المحن، لَا بل أثقله بأعباء المنن، وأحياني بتحقيق الرَّجَاء، بل أماتني بفرط الْحيَاء فَإِنِّي لَهُ رَقِيق بل عَتيق. وأسير بل طليق. وَمن غرر كَلَامه: الْكَرِيم من أكْرم الْأَحْرَار، وَالْكَبِير من صغر الدِّينَار، وَوصف شريفا فِي أَصله وضيعًا بِنَفسِهِ فَقَالَ: قد حكى من الْأسد بخره وَمن الدِّينَار قصره، وَمن اللجين خبثه، وَمن المَاء زبده، وَمن الطاؤس رجله، وَمن الْورْد شوكه، وَمن النَّار دخانها، وَمن الْخمر خمارها. وَقَالَ فِي التَّفْضِيل والتخصيص: فلَان بَيت القصيد، وَأول الْعدَد، وواسطة القلادة، ودرة التَّاج، وَمن الْخَاتم الفص. أَبُو الْفضل البديع الهمذاني: كتب إِلَى بعض الرؤساء، فَأحْسن وأظرف: أَرَانِي أذكر الشَّيْخ كلما طلعت الشَّمْس أَو هبت الرّيح أَو نجم النَّجْم أَو لمع الْبَرْق، أَو عرض الْغَيْث أَو ذكر اللَّيْث، أَو ضحك الرَّوْض، إِن للشمس محياه، وللريح رياه، وللنجم علاهُ، وللبرق سناه، ولليث حماه، الرَّوْض سجاياه، فَفِي كل صَالِحَة ذكرَاهُ، وَفِي كل حَال أرَاهُ، فَمَتَى أنساه، وأشدة شوقاه، عَسى الله أَن يجمعني وإياه. وَكتب إِلَى مستميح عاوده مرَارًا: مثل الْإِنْسَان فِي الْإِحْسَان كَمثل الْأَشْجَار فِي الثِّمَار، فَيجب إِذا أَتَى بِالْحَسَنَة أَن يرفه إِلَى السّنة. وَله فِي جَوَاب رقْعَة إِلَى من كتب إِلَيْهِ يعاتبه على ترك عطاياه: الْجُود بِالذَّهَب لَيْسَ كالجود بالأدب، وَهَذَا الْخلق النفيس لَيْسَ يساعده الْكيس، وَهَذَا الطَّبْع الْكَرِيم لَيْسَ يَأْخُذهُ الْغَرِيم، وَالْأَدب لَا يُمكن ثرده فِي قَصْعَة، وَلَا صرفه فِي ثمن سلْعَة وَلَقَد جهدت بالطباخ أَن يطْبخ من زائية معقل بن ضرار الشماخ لونا فَلم يفعل، وبالقصاب أَن يسمع أدب الْكتاب فَلم
1 / 13