خائنة الأعين
خائنة الأعين
خائنة الأعين
خائنة الأعين
تأليف
ثروت أباظة
خائنة الأعين
1
لقد سافرت إلى الإسكندرية خصيصا مبكرة في موعد السفر حتى لا ترى هذا الذي يحدث بالقاهرة. وأرغمت زوجها على موعد السفر، وأن يترك القضايا التي يدعي أنها كثيرة في المكتب، ولم يكن زوجها ليستطيع أن يرد لها مطلبا، فحياة البيت جميعها قائمة على يديها، ومهما يكن مكتبه يتيح له أن يقول عن القضايا ما شاء له القول إلا أن الحقيقة آخر الأمر هي أن المكتب يشكل عبئا من الأعباء التي تنفق عليها زوجته، ولولا شركتان تعطيان له مرتبا شهريا لكان ثمن السجائر وبنزين السيارة عبئا آخر يضاف إلى أعباء زوجته. فهيهات له أن يتحدث عن قضاياه أمام أوامر زوجته إلا بالإشارة العابرة التي لا تعني شيئا إلا إبقاء على أطلال رجولة.
وسهام تحب أن تنفق على البيت، وعلى المكتب، وعلى إصلاح السيارة، وعلى كل شيء؛ فهذا الإنفاق يهيئ لها أن تكون صاحبة الكلمة العليا، وطالما أحست بالراحة والسعادة كلما فكرت أنها تزوجت هذا الزوج؛ فلو كان غيره ما استقامت بها الحياة، ولكن حمدي خلق خصيصا ليكون زوجها، ولا يكون شيئا آخر غير هذا الزوج، وسهام تحب الناجحين من الرجال على أن يكون هؤلاء الناجحون ناسا آخرين غير زوجها؛ فهي تعلم عن ثقة أن الرجل الناجح يجب أن يشعر بكيانه في بيته، ويجب أن يقول رأيا وأن تسمع زوجته لهذا الرأي، بل والأدهى من ذلك يجب أن تطيع زوجته رأيه هذا، فلو أنها تزوجت دري بدلا من حمدي لما دام الزواج أكثر من أيام لا تكتمل شهرا على أي حال.
Неизвестная страница