طامتري وحبسه في بيت البعبعة مدق وكانوا يبعبعونه كل يوم مرتين فكبر العجب من صلابة نفسه وقوة جنانه وحسن صبره حثي سلم من ذلك كله. وكان ينيوشاذ لا يري عبادة الاصنام ولا عبادة النيرين الشمس والقمر وتعصب لنوح على طامتري وصوب اراه وازري على طامتري ولما قص ينيوشاذ في كتاب الفالحة بعض قصة نوح مع اهل بلده قال كالفرج بما جري عليهم من الهالك ان نوحا لما وحبسوه ارسل الههم عليهم السيل العظيم الذي غرق بالدهم مع اكثر بالد اليونانيين, وبالد الكلدانيين فهلكت تلك الامم الكثيرة عددهم بذلك السيل. ونجا نوح وحده من بينهم الي ارض مصر ولما طرده اهل مصر وقعت المجاعة العظيمة فيهم حتي هلكوا قال ينيوشاذ فما راينا احدا اسا الي ذلك العبد الصالح الكريم الا هلك واضمحل والعبد الصالح ينجو من ذلك كله قال ابن وحشية وفي هذا داللهة على ان ينيوشاذ لم يكن يري ما يراه الكلدانيون ولا يعتقد ما يعتقدون لكنه لم يمكنه اظهار شي من ذلك كما اظهره نوح في عصره بل كتم ذلك خوفا على نفسه لأنه كان ضعيف القلب والبدن فلم يجسر على ما جسر عليه نوح وراي ان بقاه اصلح ليضع تلك الكتب العظام التي الفها فانه لو اظهر خلاف الجماعة والجمهور لقتلته العامة فضال عن الملك. وقيل ان يصل الي الملك.

قال. واول امر ينيوشاذ ان مات في برية وحيدا وحمل السيل جثته الي البحر قلم يفلح اهل اقليم بابل بعد هالكه وارسل الله عليهم الطاعون المهلك عقب السيل العظيم والقحط الشديد قال. وما زال في القديم على حسب ما وجدت في كتب البط ان لم يزل الرجل بعد الرجل يقوم فيهم بالدعاء الي التوحيد القديم, وخلع عبادة ما سوي ذلك.

وفيهم من لم يمكنه الافصاح فاوما اليه قال وقد عابوا ايضا ينيوشاذ وثلبوه من اجل قوله ان النيرين والكواكب على الافعال ولا تفعل هي شيئا البتة وهذا القول لم يخترعه ينيوشاذ ولا ابتدعه بل تقدمه في سالف الدهر عدة من قدما اجيال النبط خلعوا عبادة النيرين والكواكب. وهذا نوح وبعده ابراهيم قد صرحا بهذا واعلنا به وكشفا وجهها في خلاف النبط فيه.

ويقال ان نوحا مات ابوه وقد بلغ من العمر سبعمائة وسبعا وسبعين سنة وانه ولد لنوح اربعة أولاد هم سام وحام ويافث ويام امهم . عمزرة بنت فلان زل عن ابن اسحق اسمه ابن راكيل بن مخويل بن خنوخ بن قابيل بن ادم وتزوجها نوح وهي ابنة خمسمائة سنة.

Страница 316