وللأستاذ أحمد جمعة طريقة لتعليم الأطفال القراءة بالألعاب، عرضها على وزارة المعارف التي درستها ونصحت باتخاذها، ولكن الموضوع عاد فركد.
يجب أن نخدم صغارنا ونعودهم الحب للثقافة، والاستطلاع للدنيا والناس والطبيعة؛ وذلك منذ بلوغهم الرابعة والخامسة من العمر، بالتأليف المغري لهم، وكذلك بتيسير التعلم للهجاء والقراءة للكتب، وهذا حقهم، وهذا واجبنا.
وأقول أخيرا إن الصبي هو أبو الشاب، وإنه على قدر العادات الحسنة التي تعودها الشاب وتربى عليها في صباه تكون شخصيته وتربيته الناضجة. •••
من غريب المصادفات أنه بعد أن تم جمع هذا الفصل، وصل إلى الملحق الأدبي لجريدة التيمس المؤرخ في 27 نوفمبر الماضي فوجدت عشرين صفحة (أي عشر صفحات من حجم أخبار اليوم) عنوانها: «قسم الكتب الخاصة بالأطفال».
وقد وجدت أنه ذكر نحو ثلاث مئة كتاب مصور، بعضها يليق للصبيان فيما بين السادسة والعاشرة، وبعضها للصبيان فيما بين العاشرة والخامسة عشرة، وبعضها لمن فوق هذه السن إلى العشرين أو أكثر.
وهذه الكتب تتناول جميع الموضوعات التي يهتم بها البشر، ولكن في أسلوب سهل وبكلمات مألوفة، وهذا إلى مئات الصور الملونة التي تغري بالاقتناء والقراءة.
فهنا نجد القصص والأشعار، وعجائب البحار، والنجوم والكواكب، والطيور والوحوش، وحياة الفلاحين وحياة المخترعين، وقصص المغامرات في كشف البحار والجبال، والأحياء التي تحيا على الشواطئ، والأحياء التي تحيا في الأعماق، والتاريخ القديم، والسياحات العظيمة.
عوالم تستفز الصغار إلى التفكير والتساؤل والاستطلاع، فيحيون بعد ذلك وهم يحبون الكتب ويتعصبون للعلم والإنسانية.
وتقول جريدة التيمس إنه يصدر من هذه الكتب من بريطانيا إلى الأقطار الأجنبية ما تبلغ قيمته كل عام مليونين من الجنيهات.
هذه هي صناعة الثقافة الصبيانية، وهذا قيمة ما يصدر منها، فما هي قيمة ما يستهلك منها داخل بريطانيا؟
Неизвестная страница