8
حد التماس مأخوذا على أعم معناه ينطبق على الأجسام التي لها وضع بما أن أحد الجسمين في التماس يمكن أن يحرك وبما أن الآخر يمكن أن يتحرك، وبما أن المحرك والمتحرك ليس بينهما نسبة إلا نسبة الفعل والانفعال.
9
في الأحوال الأكثر عادية الشيء الذي لمس يلمس الشيء الذي لمسه؛ لأن كل الأشياء تقريبا التي يمكننا مشاهدتها هي واقعة في الحركة قبل أن تحرك أيضا في دروها. وفي كل الأحوال يظهر أن هناك ضرورة إلى أن الشيء الذي لمس يلمس الشيء الذي يلمسه. ولكنا نقول أنه قد يجوز أحيانا أيضا أن المحرك وحده يلمس الشيء الذي يعطيه الحركة، وأن الشيء الملموس لا يلمس الآخر الذي يلمسه. ولما أن الأجسام المتجانسة لا تحرك إلا متى حركت هي أنفسها فيلزم فيما يظهر أن جسما ملموسا يلمس هو أيضا. وبالنتيجة إذا كان محرك ما - مع كونه هو نفسه غير متحرك - يؤتي الحركة، فيلزم أن يمس الشيء الذي يحركه دون أن يمسه هو نفسه شيء. وعلى ذلك في الواقع نقول أحيانا على الشخص الذي يؤذينا إنه يمسنا من غير أن نمسه نحن أنفسنا.
10
ذلك ما كنا نبغي أن نقول على التماس معتبرا في الأشياء الطبيعية.
11
هوامش
الباب السابع
تعقيبا لما تقدم نوضح ماذا ينبغي أن يعني بفعل وانفعل. ولقد تلقينا من الفلاسفة السابقين لنا نظريات متخالفات بينها في هذا الموضوع، ومع ذلك فإنهم متفقون بإجماع على أن الشبيه لا يمكن أن يقبل شيئا من الشبيه ؛ لأن الواحد منهما ليس أشد فاعلية ولا انفعالية من الآخر، وإن الأشباه لها كيفياتها متماثلة مطلقا، ثم يزاد أن الأجسام غير المتشابهة والأجسام المختلفة إنما هي التي لها فعل وانفعال على طريق التكافؤ بعضها في بعض، مثال ذلك حينما تطفأ نار بنار أكبر منها يزعم فلاسفتنا أن النار التي هي أقل انفعلت في الواقع بمقتضى مقابلة الأضداد بما أن كثيرا هو ضد لقليل.
Неизвестная страница