إذا قيل إنه يوصل بالقسمة إلى ألا يحصل منها إلا كنشارة الجسم فحتى على هذا الفرض لا بد من أن الجسم يأتي من عظم أيا كان، وتبقى المسألة كما كانت، وهي كيف أن هذا الجسم الأخير قابل للقسمة في دوره، فإذا قيل إن ما انفصل ليس جسما بل هو صورة ما قابلة للانفصال أو خاصة ما، فينتج من ذلك أن العظم يتحول إلى نقط وإلى تماسات محولة بهذه الطريقة. وإذن يكون من غير المعقول الاعتقاد بأن العظم يمكن أبدا أن يأتي من أشياء ليست عظاما.
13
ولكن فوق ذلك في أي مكان تكون هذه النقط سواء افترضت عديمة الحركة أم افترضت متحركة؟ إنه لا يوجد أبدا إلا تماس واحد بين شيئين، فلا بد أيضا من افتراض أنه يوجد شيء ليس هو التماس ولا القسمة ولا النقطة.
14
لو قبل إذن أن كل جسم أيا كان مهما كان امتداده يمكن دائما أن يقبل القسمة مطلقا ، لكانت تلك هي النتائج التي يوصل إليها.
من جهة أخرى إذا أمكنني بعد القسمة أن أركب الخشب الذي نشرته أو أية مادة أخرى بأن أعيد إليها وحدتها الأولى، وأن أجعلها مثلما كانت تماما، فمن الواضح أني أستطيع أن أفعل ذلك في أية نقطة بلغتها في كسري الخشب. إذن فبالقوة الجسم قابل دائما للقسمة مطلقا وبدون حد. ماذا يوجد إذن ها هنا خارجا عن القسمة وبمعزل عنها إذا قيل إنها خاصة للجسم؟ يمكن دائما أن يسأل كيف أن الجسم يتحلل إلى خواص من هذا القبيل؟ وكيف يمكن أن يتألف منها؟ وكيف أن هذه الخواص يمكن أن تنفصل عن الجسم.
15
إذا كان إذن محالا أن الأعظام تتكون من مجرد تماسات أو فقط؛ فإنه يلزم ضرورة أن يوجد أجسام وأعظام لا تتجزأ. ولكن هذا الافتراض عينه للذرات يخلق مجالا لا يمكن تخطيه، ولو أن هذه المسألة قد فحصت في غير هذا الموضع إلا أنه يلزم أن يحاول حلها هنا أيضا. وللوصول إلى ذلك يلزم أخذها من جديد بتمامها من البداية.
16
نقول إذن بادئ بدء إنه ليس من غير المعقول في شيء تقرير أن كل جسم محسوس هو معا قابل للقسمة وغير قابل للقسمة في نقطة ما، ما دام أنه يمكن أن يكون قابلا للقسمة بالقوة المجردة وغير قابل للقسمة بالفعل. ولكن الذي يظهر أنه محال تماما هو أن جسما يكون قابلا للقسمة وغير قابل لها معا بالقوة؛ لأنه إذا كان ذلك ممكنا فلا يكون أبدا بهذا الوجه أن الجسم يجمع بين الخاصتين بأن يكون غير قابل للقسمة وقابلا لها معا بالفعل. بل إنه يكون فقط قابلا للقسمة بالفعل في نقطة ما؛ وإذن لا يبقى منه شيء مطلقا، ويتحول الجسم إلى شيء غير جسماني. ومع التسليم بأنه يمكنه أن يكون ثانية إما بأن يأتي من النقط أو أن لا يأتي من شيء أبدا على الإطلاق، فكيف يصير كون الجسم من جديد ممكنا؟
Неизвестная страница