255

============================================================

وكان أشبة الناس سريرة بعلانية، وقولا بفعل، إن أمر بأمر كان أول عامل به، أو نهى عن شيء كان أترك الناس له، وكان إذا قعد بين الناس يقعد ذليلا، واذا تكلم تكلم بكلام رجل أمر به إلى الثار، كانها لم تخلق إلأ له: وكان كثير البكاء والحزن، ما رآه أحد إلآ ظن أنه حديث عهد بمصيبة.

قال الغزالي رضي الله عنه : كان الحسن أشبه الناس بكلام الانبياء، وأقربهم هذيا من الضحابة، اتفق العلماء في حقه على ذلك .

وقال ابن عربي رضي الله عنه : الحسن عندنا من أئمة أهل طريق الله جل جلاله، ومن أهل الأسرار والإشارات.

وقال الجاحظ (1): كان يستثنى من كل غاية، فيقال : فلان أزهد الناس إلا الحسن، وأفقه الناس إلا الحسن، وأفصحهم إلا الحسن (2).

ونظر إليه راهبان فقال أحدهما لصاحبه: مل بنا إلى هذا الذي سمته سمة المسيح. فعدلا إليه، فألفياه مفترشا لذقنه ظاهر كفه، وهو يقول: يا عجبا لقوم، أمروا بالزاد وأذنوا بالوحيل، ما الذي ينتظرون ؟

ومن كلامه: يحق لمن علم أن الموت مورده، والساعة موعده، والقيامة مشهده أن يطول حزنه.

وقال: لا يؤمن عبد بهذا القرآن إلأ حزن وذيل.

وقال: أدركث سبعين بدرئا لباسهم الضوف، لو رأيتموهم قلتم: مجانين، ولو رأوا خياركم قالوا: ما لهؤلاء من خلاق، ولو رأوا شراركم قالوا: ما يؤمن هؤلاء بيوم الحساب.

وقال: التفكر يدعو إلى الخير، والعمل به، والندم على الشر يدعو إلى تركه، وليس ما يفنى وإن كثر يعدل ما يبقى، فاحذز هذه الدار الضارعة الخادعة التي قد تزئنتث بخدعها، وغرت بغرورها.

وقال: عقوبة العلماء موت القلوب، وموتها طلب الدنيا بعمل الآخرة .

(1) في (1): الحافظ : (2) ثمار القلوب 177/1 (زهد الحسن).

255

Страница 255