127

============================================================

وقال: "بلال سابق الحبشة"(1).

اشتراه أبو بكر رضي الله عنه وهو يعذب على دخوله في الإسلام بخمس أواق فضة وأعتقه، فقال: إن كنت أعتقتني لله فدعني أعمل لله، أو لتتخذني خادما(2) فائخذني، فبكى، وقال: إنما أعتقتك لله فاذهب فاعمل لله .

وكان يؤذن للمصطفى سفرا وحضرا.

وهو أول من أذن في الإسلام.

وكان يقتصر من الذنيا على ما يسد الرمق.

وتشاجر هو وأبو ذر رضي الله عنه فعيره بالسواد، فشكاه إلى المصطفى فقال: "يا أبا ذر، ما علمث أنه بقي في قلبك من كبر الجاهلية" فألقى أبو ذر رضي الله عنه نفسه وحلف أن لا يرفعها حتى يطا بلال خده بقدمه.

وكان كثيرا ما يقول رضي الله عنه : كل أمره مصبع في أهله والموث أدنى من شراك نعله ولما حضرته الوفاة، قالت امرأته: واحزناه . فقال: لا بل واطرباه: دا نلق الأجبة محدا وحزب وفضائله جمة مات بدمشق سنة عشرين على الأشهر، عن ثلاث وستين، وقيل سبعين سنة، ودفن بباب الصغير(2)، وقيل بباب كيسان(4)، وقيل مات ودفن بحلب، وجزم الحافظ ابن حجر رضي الله عنه بالأؤل.

(1) اخرجه ابن سند في الطبقات 232/3، وأبو نعيم في الحلية 149/1 .

(2) في الأصل "عازنا" والمثبت في الحلية 150/1.

(3) باب الصغير: باب دمشق الجنوبي، وسمي بذلك لأنه أصغر أبوابها، وهو باق إلى الآن، وقد نزل عليه يزيد بن آبي سفيان في حصار دمشق.

4) باب كيسان: أحد أبواب دمشق ينسب الى كيسان مولى معاوية، سده نور الدين وفتح باب الفرج، ثم جدد فتحه زمن المماليك، وقد أقيمت كنيسة سنة 1939 عند مدخله بمساعدة الفرنسيين، واتخذوا من الباب نفسه - وهو آثر تاريخي لا يجوز تحويره - مدخلا لبعض الكنيسة، فاختفى عن الأنظار.

دمشق القديمة للدكتور صلاح الدين المنجد صفحة 11.

127

Страница 127