120

============================================================

الشرع والاحكام، وأؤل من حيا الوسول بتحية الإسلام (1)، لم تأخذه في الحق لائمة اللؤام، ولا تفزعه سطوة الولاة والحكام، أول من تكلم في علم البقاء والفناء، وثبت على المشقة والعناء، وحفظ العهود والوصايا، وصبر على المحن والرزايا، وخدم الؤسول، وتعلم الأصول، ونبذ الفضول، وقد قيل: التصؤف التاله عن غلبات التوله .

اعتزل الناس بالربدة (2) دهرا طويلا؛ وكانث تأتيه العطايا من الأمراء فيردها.

ولما مات ابنه ذو مؤ على قبره وقال: يا ذر، قد شغلنا الحخزن لك عن الخزن عليك، ليت شغري، ما قلت وما قيل لك؟ .

ومن كلامه: تلدون للموت، وتعمرون للخراب، وتحرصون على ما يفنى، وتتركون ما يبقى، الا حبذا المكروهان: الموت والفقر.

وقال: نفس الإنسان مطيته، إن لم يرفق بها لم تبلغه.

وكان للمصطفى ملازما وجليسا، وعلى سؤاله والاقتباس منه حريصا، وللقيام على ما استفاد منه أنيسا، سأله عن الأصول والفروع، وعن كل شيء حتى مس الحصى(1).

وكان من أخوف الصخب، وأكثرهم تفكرا في شأن المعاد، ولا يدخر قوتا لغد، ولا يعمر ما انهدم من داره، ويقول: رث المنزل لا يدعنا نقيم فيه إلا قليلا .

مات سنة اثنتين وثلاثين، وقيل غير ذلك رضي الله عنه .

(1) رواء أبو تعيم في الحلية 159/1.

(2) الؤبذة: من قرى المدينة، على ثلاثة أيام. معجم البلدان 24/3 .

(3) قال أبو ذر: سالت رسول الله عن كل شيء، حتى سالته عن مس الحصى فقال : مئه مؤة، أو دعه حلية الأولياء 169/1.

12

Страница 120