============================================================
فيعلم(1)، ولم يسكث عما لم يعلم فيسلم، تبكي منه [الدماء، وتصرخ منهأ الموارث، وتستحل بقضائه الفرج الحرام، أولثك الذين حلث عليهم النياحة أيام حياتهم (2).
ولما ضربه ابن ملجم دخل عليه الحسن وهو يبكي، فقال: احفظ عني أربعا وأربعا: إن أغنى الغنى العقل، وأكبر الفقر الحمق، وأوحش الوحشة العجب، واكرم الكرم حسن الخلق. قال: والأربع الأخر. قال: إياك ومصاحبة الأحمق؛ فإنه يريد أن ينفعك فيضرك، ومصادقة الكذاب؛ فإنه يقرب عليك البعيد، ويبعد عليك القريب؛ ومصادقة البخيل؛ فإنه يقعد عنك أحوج ما تكون إليه. والتاجر فإنه يبيعك بالتافه.
وجاءه رجل يهودي، فقال: متى كان رثنا؟ فقال: لم يكن فكان، هو كان ولا كينونة، كان بلا كيفي، كان ليس له قبل ولا غاية، انقطعت الغايات دونه، فهو غاية كل غاية؛ فأسلم.
وقال: القريب من قربته المودة وإن بعد نسبه، والبعيد من بعدته العداوة وإن قرب نسبه، ولا شيء أقرب من يد إلى جسد وإذا فسدت قطعث وحسمت (3).
وقال: الفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله، ولم يرخصق لهم في المعاصي، ولم يؤمنهم عذابه.
وقال: لا خير في عبادة لا علم فيها، ولا في علم لا فهم فيه، ولا قراءة لا تدبر فيها.
وقال: الدنيا قد ترحلث مدبرة، والآخرة قد ترحلث مقبلة، ولكل منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة لا الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدا حسات ولاعمل.
وقال: كونوا ينابيع العلم، مصابيح الليل، خلق الثياب، جدد القلوب؛ تعرفوا به في السماء، وتذكروا به في الأرض.
(1) في (1)، وتاريخ دمشق 275/3: فيغتم.
(2) الخبر كله ليس في (1) ولا في (ف) .
(3) الحسم: كي العرق بالنار لثلا يسيل دمه. اللسان (حسم) .
Страница 107