122

Катиба Камина

الكتيبة الكامنة في من لقيناه بالأندلس من شعراء المائة الثامنة

Исследователь

إحسان عباس

Издатель

دار الثقافة

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٩٦٣

Место издания

بيروت - لبنان

معروف الوفاء لمن عرفه، لا يساكنه الرياء في بقعه، ولا يساوقه الملق في رقعه، يرسل النادرة، ثم يتبعها الزفرة البادرة، والعبرة الهادرة، فمجالس العدل والأقساط، مشوبة بالانبساط، ودسوت الإثبات والمحو، متعاقبة الغيم والصحو، وسقائف الجعجاع، جامعة بين الاسترسال والاسترجاع، والتفكه بالاسجاع، والتزلف بتسكين الأوجاع؛ وأما الخطابة فهو زيد الخيل إذا منبر (١) اخرج، ولموقف الفضل اسرج، يبتده الشوارد على ظهره، معفيا طبعه من قهره، مقتضيا منه في الساعة من دهره، خبيئة شهره، كلما فجر مذانب البيان من نهره، أتحفها عود المنبر (٢) بزهره. وبالجملة فكان هذا الشيخ في سلف، واهتمام زكلف، وعدم خلف، بمنزلة أبي دلف، " ولت الدنيا على أثره "، وقل إن ترجع، والبرهان يفضح من يجعجع؛ وله في الأدب عليا الدرجات، والافواح المتأرجات، والبدائع التي سارت مسير الشمس في الأقطار، وتغنى بها راكب الفلك وحادي القطار؛ فمن ذلك قوله في الأغراض الواهيات والأذواق الشهيات (٣): يأبى شجون حديثي الإفصاح ... إذ لا تقوم يشرحه الألواح قالت صفية عندما مرت بها ... ابلي أتنزل ساعة ترتاح (٣٨ب) فأجبتها لولا الرقيب لكان في ... ما تبتغي بعد الغدو رواح قالت: وهل في الحي حي غيرنا ... فاسمح فديتك فالسماح رباح فأجبتها: إن الرقيب هوالك ... بيديه منا هذه الأرواح

(١) خ بهامش ك: إذا المهر. (٢) خ بهامش ك: البيان. (٣) القصيدة في الإحاطة ٢: ١١٠.

1 / 128