ما جمع على أهل الشرك (١)، فإنهم ظنوا به ظن السوء حتى أشركوا به، ولو أحسنوا به الظن لوحّدوه حق توحيده؛ ولهذا أخبر سبحانه أنهم ما قدروه حق قدره في ثلاثة مواضع من كتابه (٢)، وكيف يقدره حق قدره من جعل له عدلًا وندًا يحبه ويخافه ويرجوه، ويذل له ويخضع له (٣) . قال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ﴾ (٤)، وقال (٥): ﴿ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ (٦) أي: يجعلون له عدلًا في العبادة والمحبة والتعظيم، وهذه هي التسوية التي أثبتها المشركون بين الله وبين آلهتهم، وعرفوا وهم في النار أنها كانت ضلالًا وباطلًا يقولون (٧) لآلهتهم وهي في النار: ﴿تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ. إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِين﴾ (٨) ومعلوم أنهم ما ساووهم به في الذات والصفات والأفعال، ولا قالوا: أن آلهتهم خلقت السموات والأرض، وإنما ساووهم به بمحبتهم لها وتعظيمهم وعبادتهم إياها كما ترى عليه أكثر (٩) أهل الشرك ممن ينتسب إلى الإسلام، ومن العجب