112

وحرصا في علم، وعلما في حلم، وقصدا في غنى، وخشوعا في عبادة، وتحملا في فاقة، وصبرا في شدة، وطلبا في حلال، ونشاطا في هدى، وتحرجا في طمع، إلى آخرها [1].

وهي من محاسن الكلام وبديعه، وكيف لا ومصدرها من بحر العلوم، ومرعاها جني الشيخ والقيصوم [2]، سيد العرب وأميرها، ووصي الرسالة ووزيرها.

ومن كتاب المناقب لأبي المؤيد الخوارزمي عن علي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: يا علي لو أن عبدا عبد الله عز وجل مثل ما قام نوح في قومه، وكان له مثل احد ذهبا، فأنفقه في سبيل الله، ومد في عمره حتى حج ألف عام على قدميه، ثم قتل بين الصفا والمروة مظلوما ثم لم يوالك يا علي لم يشم رائحة الجنة ولم يدخلها.

ومنه قال: وأخبرنا بهذا الحديث عاليا [3] الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الاصفهاني مرفوعا إلى عائشة، قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو في بيتي لما حضرته الوفاة: ادعوا لي حبيبي، فدعوت أبا بكر فنظر إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم وضع رأسه، ثم قال: ادعوا لي حبيبي، فقلت: ويلكم ادعوا له علي بن أبي طالب فو الله ما يريد غيره، فلما رآه فرج الثوب الذي كان عليه ثم أدخله فيه، فلم يزل يحتضنه [4] حتى قبض ويده عليه.

ومنه عن معاوية بن ثعلبة قال: جاء رجل إلى أبي ذر وهو جالس في المسجد وعلي يصلي أمامه، فقال: يا أبا ذر ألا تحدثني بأحب الناس إليك؟ فو الله لقد علمت أن أحبهم إليك أحبهم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال : أجل، والذي نفسي بيده إن أحبهم إلي أحبهم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو ذاك الشيخ- وأشار بيده إلى علي (عليه السلام)-.

ومن المناقب أيضا قال رجل لسلمان: ما أشد حبك لعلي؟ قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: من أحب عليا فقد أحبني، ومن أبغض عليا فقد أبغضني.

Страница 117