199

Раскрытие печали

كشف الغمة

Жанры

فانظر لنفسك أيها الإنسان، فإنما الدنيا طريق تمر بك على عقبة كأداء، فيستريح فيها المخفون، ويتعب فيها المثقلون، ثم تفضى بك إلى هاتين المنزلتين اللتين مر ذكرهما، بما فيهما من النعيم والعذاب الأليم، فلا بد لك من واحدة منهما، فحاول ما دامت فيك المكنة، والرأي عندك، والأمر لك، قبل أن يصير الرأي لغيرك، أن يكون إفضاؤك من هذه العقبة إلى دار النعيم، وتفكر في قوله (90) تعالى: يوم نحشر المتفين إلى الرحمان وفدا [مريم : 85].

والوفد لا يكون إلا ركبانا. ( ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا). فواحد يخرج من فبره، فإذا البراق على رأسه، والحلل بين يديه، فيلبس الحلل، ويضع التاج على رأسه، ويركب والملائكة مطفون به، يزفونه إلى جنات النعيم، لا يترك من عزه وكرمه على الله أن يمشى إلى الجنة على قدميه، واخر يخرج من قبره، وإذا الزبانية قد أحاطت به، وألبسته السلاسل والأغلال، والأنكال والسرابيل من القطران والعذاب والخزي والهوان، وقد أحاط به، ولا يخلى أن يمشي على قدميه من هوانه على ربه، بل يسحب على وجهه إلى سواء الجحيم، فيحل به العذاب الأليم، نعود بالله من سخطه وأليم عقابه، الذي لا طاقة لنا به.

ثم الطامة الكبرى، والمصيبة العظمى، الخلود في النار، إذ لو كان العذاب منقطعا لكان الأمر أيسر، ولكن الشأن فى الخلود.

قلت: فأي (قلب) يحتمل هذا؟! وأي نفس تصير على هذا؟ والله قد هدانا لطريق، وبين لنا، وأعذر وأنذر، فلا حجة لنا بعد ذلك، (هل أتى على ألإنسن حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ه انا خلقنا الإننكن من نطفة أمشاج نبتليه

جميع الآمور أحوالنا، إنه سميع مجيب.

Страница 262