فلما بلغ بنا ما نكره ، ولم نقدر على الامتناع، أمرنا نبين صلى الله عليه وسلم، أن نخرج إلى بلادك، اختيارا منه لك عن سواك، لأنك تمنع من الظلم، وإن كتابك مثل كتاب ابن مريم، فقال النجاشي: تكلمت بشيء عظيم، فعلى رسلك.
فأمر النجاشى بضرب الناقوس، فاجتمع إليه كل قسيس وراهب، فقال النجاشى: أنشدكم الله الذي أنزل الإنجيل على عيسى، هل تجدون بين عيسى والقيامة نبيا مرسلا؟ فقالوا: اللهم تعم، بشرنا به عيسى، وقال: من آمن به، فقد آمن بي، ومن كفر به، فقد كفر بي. قال النجاشى: يا جعقر، اقرأ عل مما يقرأ عليكم. فقرأ عليه سورة العنكبوت والروم، ففاضت عينا النجاشى وأصحابه من الدمع، وقال: يا جعفر: زدنا من هذا الحديث الحسن الطيب، فقرأ عليه سورة الكهف، فأراد عمرو أن يغضب النجاشي، فقال: إنهم يشتمون عيسى وأمه. فقال النجاشى: ما تقولون في عيسى وآمه? فقرأ عليهم جعفر سورة مريم، فلما أتى على ذكر عيسى، رفع النجاشي نفثة من سواكه (64)، وقال: والله ما زاد عيسى على ما قال نبيكم قدر هذا.
ثم قال لجغفر وأصحابه: اذهبوا فأنتم سيوم بأرضي، أعني آمنين، من سبكم أو آذاكم غرم. (ثم)(1) قال: لا دهوزة اليوم عليكم حزب إبراهيم. فقال عمرو: ومن حزب إبراهيم؟ قال: هؤلاء الرهط وصاحبهم الذي جاؤوا من عنده، ومن اتبعهم.
تم رد النجاشى على عمرو وصاحبه المال الذى ساقاه إليه، وقال: إنما هديتكم رشوة، فإن الله ملكني، ولم يأخذ مني رشوة.
قال جعفر: فانصرفنا، فكنا في خير دار وحسن جوار. وانصرف عمرو وصاحبه إلى فريش.
Страница 221