إشارة الشقيق
فتنفس الشقيق من بين ندمائه، وهو مضرج بدمائه، واستوى على ساقه ووثب، وقال: يالله العجب ما بال لونى باهى، وحسنى زاهى، وقدرى بين الرياحين واهى، فلا أحد بى يباهى، ولا ناظر إلى ساهى، فياليت شعرى، ما الذى أسقط جاهى، أرفل فى ثوتى القانى، وأنا مدحوض عند من يلقانى، فلا أنا في الحضرة حاضر، ولا يشار إلى بالناظر، ولا أصافح بالمناخر، وما برحت في عدد الرياحين آخر، فأنا طريد عن صحبى، بعيد عن قربى، وما أظن ذلك إلا من سواد قلبي، ولا حول لي عن مراد ربى، فلما رأيت باطنى محشوا بالعيوب، وقلبى مسودا بالذنوب، علمت أن الله لا ينظر إلى الصور، ولكن ينظر إلى القلوب، فكان إعجابي بأثواتي سببا لحجابي عن ثواتي، فكنت كالرجل المنافق الذي حسنت سيرته، وخبثت سريرته، وراق في المنظر سيمته، وقل في المخبر
1 / 71