Великая палестинская катастрофа
كارثة فلسطين العظمى
Жанры
عود إلى التقسيم
إذا فرضنا أن الحكومة الإنكليزية ستحاول أن تحقق الدولة العربية في فلسطين الآن، فلا بد من ظهور مشروع التقسيم ثانية إذا لم يستسلم السكان اليهود.
لو كانوا مليونا
مضى وقت كانت فيه قوة الصهيونية في الدرجة الأولى بين يدي الشعب اليهودي في العالم؛ إذ لم يكن السكان اليهود في فلسطين قد أصبحوا بعد قوة سياسية. إن الصهيونية لم ترتكز على قوتنا في فلسطين، بل على إرادة اليهود في العالم، ولو كانت هذه الإرادة أقوى وأكثر نشاطا وتمركزا في السنين الماضية، لكانت حالتنا في فلسطين مختلفة تمام الاختلاف عن حالتنا الآن.
فبدلا من 400 ألف يهودي في فلسطين، كان يمكن أن يكونوا مليونا، وإذ ذاك كان من المحتمل أن تشب الثورة في البلاد، ولكنها لا تكون بقوتها الحاضرة، فالثورة الحاضرة لا تذكيها معارضة العرب لازديادنا فقط، بل تتأثر بعوامل خارجية أيضا: إيطاليا وألمانيا، وقرب نشوب الحرب العالمية ... إلخ.
في أيدي العمال
إن التنظيمات الصهيونية أساسا لم يكن لها برنامج قوي واضح قبل السنوات السبع الأخيرة؛ أي قبل أن يصبح فيه توجيه السياسة في أيدينا؛ أي في أيدي طلائع الحركة العمالية، «فإن أكثر من نصف اليهود في فلسطين قد هاجروا إليها خلال هذه المدة»، وطبيعي أن هناك عوامل خارجية قد ساعدت على هذا النمو، مثلا اضطهادات هتلر وطرده لليهود، ولكن هذه العوامل الخارجية لا يمكن أن تكون مجدية إذا لم تكن عندنا الإرادة للاستفادة منها واستغلالها.
ولكن حتى في هذه المدة لم نعمل كل ما كان يمكننا عمله. إن «مستعمراتنا الزراعية قد توقف نموها» بالنسبة إلى نمو المدن اليهودية، «وأهمل البحر الأبيض المتوسط» بصورة كلية، ولم يقدم الشعب الوسائل لتقوية هذا النمو والازدهار، «وقد فهمت المنظمات الصهيونية القول أكثر من فهمها للعمل».
قوة الصهيونية وخطرها
ولكن قوة الصهيونية الأساسية الآن هي في يد السكان اليهود في فلسطين. إن 400 ألف من السكان (ومن الممكن أن تزيد عليها 50 ألفا) هم قوة عظيمة في بلاد صغيرة كهذه، «ولا يجب أن نعتبر الكمية فقط، بل النوع أيضا، لنا الأكثرية في القدس وحيفا وتل أبيب»، وقوة الزراعة الحمضية في أيدينا، وكل الصناعة عمليا في أيدينا، ولنا ميناء، «وميناء حيفا يصبح يهوديا يوما بعد يوم، ونمتلك معظم الأراضي الزراعية في البلاد، السهول ومحطات القوة الكهربائية والبحر الميت في أيدي اليهود، وتنمو قوتنا العسكرية، وقد جندنا 10 آلاف بمساعدة الحكومة»،
Неизвестная страница