Ненависть, дружба, сватовство, любовь, брак
كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج
Жанры
لفترة لم تصدر عنهما أي شكوى. سمعت الكبرى تقول للصغرى: «دعي أمي تظن أننا سعيدتان، وإلا ساءها ذلك.»
ثم أخيرا جاء الانفجار. اتهامات، اعترافات بالتعاسة (بل حتى مبالغات في قدر التعاسة). قالت الصغيرة في عويل: «لماذا لا تعيشين معنا في مدينتنا فحسب؟» وردت الكبيرة في مرارة: «لأنها تكره أبانا.»
اتصلت بزوجي، الذي طرح علي السؤال نفسه تقريبا، وقدم من تلقاء نفسه الجواب نفسه تقريبا. غيرت تذاكر السفر وساعدت ابنتي على حزم أمتعتهما وأخذتهما إلى المطار، وطوال الطريق أخذنا نلعب لعبة سخيفة عرفتنا بها البنت الكبيرة. كانت كل واحدة منا تختار رقما - 27 أو 42 مثلا - ثم تتطلع من النافذة وتحصي الرجال الذين تراهم، والرجل رقم 27 أو 42، أو أيا كان الرقم، يكون هو الرجل الذي لا بد أن تتزوج منه. وحين رجعت بمفردي أخذت أجمع كل ما تخلف عنهما - رسوما كارتونية رسمتها الصغرى، مجلة جلامور كانت قد اشترتها الكبرى، وقطعا متنوعة من الحلي والثياب التي كان يمكنهما ارتداؤها في تورونتو ولكن ليس حيثما تعيشان - وحشرت ذلك كله في كيس من أكياس القمامة، وكنت أفعل الأمر ذاته تقريبا كلما فكرت فيهما؛ أغلق عقلي بسرعة وإحكام. كانت هناك تعاسات يمكنني تحملها - تلك المرتبطة بالرجال - وتعاسات أخرى - تلك المرتبطة بالأطفال - لا أطيق تحملها.
عدت أعيش حياتي كما كانت عليه قبل أن تأتي ابنتاي. توقفت عن إعداد وجبة الإفطار وكنت أخرج كل صباح لأتناول القهوة واللفائف طازجة من محل بقالة إيطالي. سحرتني فكرة أن أتحرر إلى هذا الحد من حياة المنزل وتدبير شئونه، لكنني انتبهت الآن إلى أمر لم أكن أنتبه إليه آنذاك، إنها النظرة البادية على وجوه بعض الجالسين كل صباح على المقاعد العالية إلى نضد الخدمة وراء الواجهة الزجاجية للمحل، أو إلى المناضد الموزعة على الرصيف بالخارج. أناس لم يجدوا في قيامهم بهذا أي شيء رائع أو خلاب، ولكنها فقط العادة الفاترة الطعم لحياة تغلفها الوحدة.
بعد ذلك كنت أعود إلى البيت، فأجلس وأكتب لساعات جالسة إلى طاولة خشبية تحت نوافذ كانت فيما سبق شرفة مغلقة بالزجاج وصارت الآن مطبخا مؤقتا. كنت أتمنى أن أكسب عيشي ككاتبة. سرعان ما كانت الشمس تسخن الغرفة الصغيرة، فتلتصق ساقاي من الخلف بالمقعد، وكنت أرتدي سراويل قصيرة. كان بوسعي أن أشم الرائحة المميزة والمعبقة بحلاوة كيمائية لصندلي البلاستيكي وهو يمتص عرق قدمي. أحببت ذلك، كانت رائحة حرفتي، وكما كنت آمل، رائحة إنجازي. ما كتبته لم يكن بأي درجة أفضل مما كنت أتدبر كتابته قبل ذلك في حياتي القديمة في أثناء طهي البطاطس، أو أثناء تخبط الغسيل مرارا في دورته الأوتوماتيكية. كل ما هنالك أنني كنت أكتب المزيد، ولم تكن كتابتي أسوأ كذلك.
في وقت لاحق من اليوم كنت آخذ حماما، وغالبا ما أخرج للقاء صديقة أو أخرى. نحتسي النبيذ على موائد الرصيف قبالة أحد المطاعم الصغيرة في شارع كوين أو شارع بالدوين أو شارع برونزويك ونتحدث عن حياتينا، وبالأخص عن عشاقنا، ولكننا كنا نشعر بالنفور من استخدام كلمة «عشيق»؛ ولذا كنا نسميهم «الرجال الذين نرتبط بهم». وأحيانا كنت أقابل الرجل الذي كنت أرتبط به. تم استبعاده حين كانت البنتان معي، على الرغم من أنني كسرت هذه القاعدة مرتين، تركت فيهما ابنتي في دار عرض أفلام قارسة البرودة.
كنت أعرف هذا الرجل قبل أن أتخلى عن زواجي، وكان هو السبب المباشر وراء هذا التخلي، على الرغم من أنني تظاهرت بغير ذلك أمامه، وأمام كل شخص آخر. حين كنت أقابله كنت أحاول أن أكون خالية البال، وأن أظهر روحا مستقلة. كنا نتبادل أخبارنا - وقد حرصت أن تكون لدي أخباري الخاصة - ونضحك، ونذهب للتمشية في الوادي المنحدر، ولكن ما كنت أريده حقا هو أن أغويه لممارسة الجنس معي؛ لأنني اعتقدت أن الحماسة العالية للجنس تجمع أفضل ما في الطرفين معا. كنت غبية بشأن تلك الأمور، غبية إلى حد مهدد بالخطر، وخصوصا بالنسبة إلى امرأة في سني. مرت أوقات كنت أشعر فيها بسعادة بالغة بعد لقاءاتنا - مبهورة وآمنة - ومرت أيضا أوقات أخرى حين كنت أرقد مثل حجر، مثقلة بالهواجس والشكوك. وحين كان يسحب نفسه ويذهب، كنت أشعر بدموع تنحدر من عيني قبل أن أنتبه إلى أنني أبكي، وكان هذا بسبب ظل ما لمحته فيه أو شيء من التعجل وعدم الاهتمام، أو تحذير موارب قدمه لي. وبينما تحل العتمة، خارج النوافذ، كانت حفلات الباحات الخلفية تبدأ، مع موسيقى وصياح واستفزازات قد تتطور لاحقا إلى مشاجرات، وكنت أخاف، ليس من أي عمل عدائي، وإنما من شيء يشبه العدم.
في واحدة من تلك الحالات المزاجية اتصلت بصني على الهاتف، ودعتني لقضاء عطلة نهاية الأسبوع معهم في الريف. •••
قالت: «المكان جميل هنا.»
غير أن الريف الذي كنا نقود السيارة عبره لم يعن أي شيء لي؛ كانت التلال سلسلة من المنحنيات الخضراء، في بعضها أبقار. وكانت هناك جسور أسمنتية منخفضة فوق مجار مائية مختنقة بالأعشاب. وكان القش يحصد بطريقة جديدة، بلفه في أسطوانات وتركه في الحقول.
Неизвестная страница