كتاب القلب والإبدال
باب النون واللام
...
كتاب القلب والإبدال
صنعة أبي يوسف يعقوب بن إسحاق السكيت رواية أبي الحسين علي بن أحمد بن محمد المهلي أخبر به عنه الشيخ أبو يعقوب يوسف بن يعقوب ابن إسماعيل بن خرزاذ النحيرمي.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أخبر به الشيخ أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن خرازاذ قراءة عليه قال أخبرني أبو الحسين بن علي بن أحمد المهلبي بقراءتي عليه في شهر رمضان سنة إحدى وسبعين وثلثمائة قال القاسم بن مختار عن داود بن محمد المروروذي عن يعقوب.
باب النون واللام
قال أبو يوسف يعقوب بن إسحاق السكيت قال الأصمعي عبد الملك بن قريب يقال هتنت السماء تهتن تهتانا وهتلت تهتل تهتالا وهن سحائب هتن وهتل وهو فوق الهطل، قال امرؤ القيس في التهتان:
فسحت دموعي في الرداء كأنها ... كلى من شعيب ذات سح وتهتان
قال أبو الفوارس: إذا كانت المزادة من أديمين فهي شعيب
1 / 3
وإذا كانت من أديم واحد فهي سطيحة، وقال العجاج في التهتال:
عزمنه وهو معطي الإسهال ... ضرب السواري متنه بالتهتال
السواري السحائب التي أمطرت ليلا، والسدول والسدون ما جلل به الهودج من الثياب وأرخي عليه، قال الزفيان:
كأنما علقن بالأسدان ... يانع حماض وأقحوان
وقال حميد بن ثور الهلالي:
فرحن وقد زايلن كل صنيعة ... لهن وباشرن السديل المرقما
وأنشد للكميت الأسدي في السدول:
جعلن العقل فوق الرقم فيما ... أرينك والسدول على السدول
العقل والرقم ضربان من الوشي، والكتل والكتن التلزج ولزوق الوسخ بالشيء، وأنشد لابن ميادة:
تشرب منه نهلات وتعل ... وفي مراغ جلدها منه كتل
وأنشد لابن مقبل:
ذعرت به العير مستوزيا ... شكير جحافله قد كتن
قوله مستوزيا أي منتصبا مرتفعا، قال أبو زياد الكلابي المستوزي المتنحي يقول الدحل لصاحبه مالك مستوزيا لا تدلو، قال المهلبي المستوزي المنتصب قال وحكى أبو عمرو الشيباني المستوزي الذي ليس بمطمئن كالمستوفز وقال أبو الحسن الاثرم سألت أبا عمرو الشيباني عن المستوزي فقال هو النافر، والشكير الشعر الضعيف والشكير أيضا الشعار الصغار تحت الكبار، كتن أي لزق به أثر خضرة العشب، ويقال رأيت في أرض بني فلان لعاعة حسنة ونعاعة
1 / 4
حسنة وهو بقل ناعم في أول ما يبدو رقيق لم يغلظ، وجاء في الحديث إنما الدنيا لعاعة، ويقال تعليت اللعاعة إذا اجتنيتها، وأنشد لابن مقبل:
كاد اللعاع من الحوذان يسحطها ... ورجرج بين لحييها خناطيل
السخط الذبح سحطه يسحطه سحطا وقوله يسحطها أي يذبحها والرجرج اللعاب يترجرج وخناطيل قطع متفرقة، ويقال بعير رفن ورفل إذا كان سابغ الذنب، وأنشد لابن ميادة:
يتبعن سدو سبط جعد رفل ... كأن حيث تلتقي منه المحل
من قطريه وعلان ووعل
ويروى من جانبيه، سدوه رميه بيديه جعد أي جعد الوبر، وقال النابغة الذبياني:
بكل مجرب كالليث يسمو ... على أوصال ذيال رفن
أبو عبيدة يقال للحرة لوبة ونوبة ومنه قيل للاسود لوبي ونوبي، الأصمعي يقال طبرزن وطبرزل للسكر، ويقال رهدنة ورهدلة ورهادين ورهاديل وهي الرهادن والرهادل وهو طوير شبيه القبرة إلا أنه ليست قنزعة، والرهدن والرهدل الضعيف أيضا، ويقال لقيته أصيلالا وأصيلانا أي عشيا، قال النابغة:
وقفت فيها أصيلانا أسائلها ... عيت جوابا وما بالربع من أحد
ويروى أصيلالا وأصيلال تصغير أصيل وجائز على غير قياس كما صغروا عشية عشيشية قال الفراء جمعوا أصيلا أصيلانا كما يقال بعير وبعران ثم صغروا الجمع وأبدلوا النون لاما، ويقال: لعلها ولعنها وعلها، قال الفرزدق:
1 / 5
هل أنتم عائجون بنا لعنا ... نرى العرصات أو أثر الخيام
يريد لعلنا، وقال أبو النجم:
واغد لعنا في الرهان نرسله
والدحن والدحل، قال أبو زيد: الدحن من الرجال العظيم البطن وقد دحن دحنا، وقال الأصمعي: هو الدحل باللام، قال ابن دريد: رجل دحن إذا كان عظيم البطن غليظه وامرأة دحنة ويقال بعير دحن وناقة دحنة، [والدحن والدحل] الخب الخبيث، قال وسمعت الكلابي يقول فلان يدحل في الكلام أي يعدل عما يراد منه إلى غيره ويدفع عن الحق بغيره وهو يداحل القوم عما وراءه ويقال إن فلانا ليغشانا بدحله وحدله، الأصمعي الدحن أيضا الكثير اللحم ويقال بعير دحن وناقة دحنة إذا كان عريضا كثير اللحم وأنشد:
ألا ارحلوا دعكنة دحنة ... بما ارتعى مزهية مغنه
قال الأصمعي: بعير دحنة بالهاء وهو الكثير اللحم الغليظ قال ابن دريد: الدعكنة الناقة الصلبة الشديدة، أبو عبيدة يقال صل اللحم صلولا، قال الراجز [وهو زياد الاعجم]
إذا تعشوا بصلا وخلا ... وجوفيا وسمكا قد صلا
ويقال أصل اللحم في هذا المعنى، قال زهير:
يلجلج مضغة فيها أنيض ... أصلت فهي تحت الكشح داء
قال وقوم يحولون اللام نونا فيقولون قد أصن اللحم، أبو عمرو الشيباني الغريل والغرين ما يبقى من الماء في الحوض والغدير الذي
1 / 6
تبقى فيه الدعاميص لا يقدر على شربه، الأصمعي الغرين إذا جاء السيل فثبت على الارض فجف فترى الطين قد جف ورق فهو الغرين، أبو عمرو الدمال السرجين ويقال الدمان، الفراء هو شثن الأصابع وشثلها وقد شثنت كفه شثونة وشثانة ويقال شثلت وهو الغليظ الخشين ويقال للأسد شثن البراثن، اللحياني يقال هو كبن الدلو وكبلها، الأصمعي الكبن ما ثني من الجلد عند شفة الدلو، وكل كف كبن يقال كبنت عنك لساني أي كففته، وقد كبنت ثوبي في معنى ثنيته وغبنته ولم يعرفها باللام، ويقال رجل [كبن و] كبنة إذا كان منقبضا، الفراء أتن الرجل يأتن وأتل يأتل وهو الأتلان والأتنان وهو أن يقارب خطوه في غضب، قال وأنشدني أبو ثروان العكلي:
أأن حن أجمال وفارق جيرة ... عنيت بنا ما كان نولك تفعل
ومن يسأل الأيام نأي صديقه ... وصرف الليالي يعط ما كان يسأل
أراني لا آتيك إلا كأنما ... أسأت وإلا أنت غضبان تأتل
أردت لكيما لا ترى لي عثرة ... ومن ذا الذي يعطى الكمال فيكمل
المهلبي يقال ما نولك أن تفعل ذاك أي لا ينبغي لك أن تناله من نال ينال، وقال الآخر [وهو الميدان الفقعسي]:
ما لك يا ناقة تأتلينا ... علي بالدهنا تمادخينا
علي والنطاف قد فنينا
قال والعرب تجمع ذألان الذئب ذآليل فيبدلون النون لاما وأنشد:
ذو ذألان كذآليل الذئب
1 / 7
وحكى اللحياني عن الكسائي يقال أتاني هذا الأمر وما مأنت مأنه وما مألت مأله أي ما تهيأت له، وهو حنك الغراب وحلكه لسواده وقال الفراء قلت لأعرابي أتقول مثل حنك الغراب فقال لا ولكني أقول مثل حلكه، وقال أبو زيد الحلك اللون والحنك المنسر، الكسائي يقال هو العبد زلمة وزلمة وزنمة وزنمة أي قد قد العبد، الفراء هو العبد زلما أي قدا وهو العبد زلمة معناه إذا رأيته رأيت أثر العبد فيه، أبو عمرو واللحياني يقال أبنته وأبلته إذا أثنيت عليه بعد موته، قال متمم ابن نويرة:
لعمري وما دهري بتأبين هالك ... ولا جزع مما أصاب فأوجعا
وقال رؤبة:
فامدح بلالا غير ما مؤبن
ولا يكاد التأبين يكون للحي إلا أن الراعي قال
فرفع أصحابي المطي وأبنوا ... هنيدة فاشتاق العيون اللوامح
قال أبو يوسف وأنشدني أبو عمرو [للتغلبي]
فإن تقتلوني غير مثو أخاكم ... بني عامر يقتل قتيل يؤبل
أي يثنى عليه بفعاله، الفراء ... عن الكسائي يقال هو على آسان
من أبيه وآسال من أبيه وأعسان من أبيه يريد على طرائق من أبيه وشمائله وقد تأسن أباه وتأسله إذا نزع إليه في الشبه، وقال الفراء هو عنوان الكتاب وعلوان الكتاب وعنيانه وعنوانه إذا كان باللام فبالضم لا غير، وحكى عن بعض بني كلب عنيان الكتاب، ويقال
1 / 8
عنونت الكتاب وعنيته ويكره عننت، قال وقال الكسائي لم أسمع علونت وكان ينبغي لها أن تكون عليت الكتاب في القياس، اللحياني يقال عتلته إلى السجن وعتنته وأنا أعتله وأعتله وأعتنه وأعتنه، ويقال ارمعل الدمع وارمعن، وقال [مدرك بن حصن] الأسدي
بكى جزعا من أن يموت وأجهشت ... إليه الجرشى وارمعل حنينها
ومعنى ارمعل تتابع، ويقال لا بن ولا بل، وإسماعيل وإسماعين، وميكائيل وميكائين، وإسرافيل وإسرافين، وإسرائيل وإسرائين، وشراحيل وشراحين، وأنشد الفراء:
قد جرت الطير أيامنينا ... قالت وكنت رجلا فطينا
هذا ورب البيت إسرائينا
وجبرئيل وجبرئين، وسمعت الكلابي يقول ألصت الشيء فأنا أليصه إلاصة وأنصته فأنا أنيصه إناصة إذا أدرته، ويقال ذلاذل القميص وذناذنه لاسافله الواحد ذلذل وذنذن، ويقال هو خامل الذكر وخامن الذكر، الفراء يقال ما أدري أي الطبن هو وما أدري أي الطبل هو، وحكى بن أنا فعلت يريد بل، وقد يجمعون بينهما في قافيتين، قال الراجز [وهو أبو ميمون النضرابن سلمة العجلي]
بنات وطاء على خد الليل ... لا يشتكين عملا ما أنقين
ما دام مخ في سلامى أو عين
أبو زيد نمق اسمه ينمقه نمقا ولمقه يلمقه لمقا وكتبه يكتبه
1 / 9
كتبا وهو واحد في لغة عقيل وسائل قيس يقولون لمق اسمه من الكتاب لمقا إذا محاه والنمق هو الكتاب، ويقال هي قنة الجبل وقلته لأعلاه
باب الباء والميم الأصمعي يقال بنات بخر وبنات مخر وهن سحائب يأتين قبل الصيف منتصبات في السماء، قال طرفة وذكر نساء: كبنات المخر يمأدن كما ... أنبت الصيف عساليج الخضر قال وكان أبوسرار القنوي يقول باسمك يريد ماسمك، ويقال للظليم أربد وأرمد وهو لون إلى الغبرة، وقال بعضهم ليس هذا من الإبدال وأرمد على لون الرماد وأربد أغبر ومنه تربد وجهه واربد، ويقال سمعت ظأب تيس بني فلان وظأم تيسهم وهو صياحه في هياجه، وأنشد [لأوس بن حجر] يصوع عنوقها أحوى زنيم ... له ظأب كما صخب الغريم والظأب والظأم أيضا سلف الرجل يقال قد تظاءبا وتظاءما إذا تزوجا أختين، ويقال للرجل إذا كبر ويبس من الهزال ما هو إلا عشمة وعشبة، ويقال قد عشم الخبز وعشب إذا يبس وقد عشم الشجر، ويقال ساب فلان فلانا فأربى عليه وأرمى عليه إذا زاد عليه في سبابه، ويقال قد أرمى على الخمسين أي زاد عليها، وجاء في الحديث إني أخاف عليكم الرماء أي الربا، قال الفراء يقال منه قد أرميت ورميت وكذا يقال أرميت على السبعين ورميت وأربيت أي
باب الباء والميم الأصمعي يقال بنات بخر وبنات مخر وهن سحائب يأتين قبل الصيف منتصبات في السماء، قال طرفة وذكر نساء: كبنات المخر يمأدن كما ... أنبت الصيف عساليج الخضر قال وكان أبوسرار القنوي يقول باسمك يريد ماسمك، ويقال للظليم أربد وأرمد وهو لون إلى الغبرة، وقال بعضهم ليس هذا من الإبدال وأرمد على لون الرماد وأربد أغبر ومنه تربد وجهه واربد، ويقال سمعت ظأب تيس بني فلان وظأم تيسهم وهو صياحه في هياجه، وأنشد [لأوس بن حجر] يصوع عنوقها أحوى زنيم ... له ظأب كما صخب الغريم والظأب والظأم أيضا سلف الرجل يقال قد تظاءبا وتظاءما إذا تزوجا أختين، ويقال للرجل إذا كبر ويبس من الهزال ما هو إلا عشمة وعشبة، ويقال قد عشم الخبز وعشب إذا يبس وقد عشم الشجر، ويقال ساب فلان فلانا فأربى عليه وأرمى عليه إذا زاد عليه في سبابه، ويقال قد أرمى على الخمسين أي زاد عليها، وجاء في الحديث إني أخاف عليكم الرماء أي الربا، قال الفراء يقال منه قد أرميت ورميت وكذا يقال أرميت على السبعين ورميت وأربيت أي
1 / 10
زدت، وأنشد لبعض العرب يصف الرمح [وهو حاتم بن عبد الله الطائي]
وأسمر خطيا كأن كعوبه ... نوى القسب قد أرمى ذراعا على العشر
ويروى على عشر، ويروى قد أربى، ويقال رميت وربيت بلا ألف فيهما أيضا، وقال أبو عبيدة الرجبة والرجمة أن تطول النخلة فإذا خافوا عليها أن تقع أو تميل رجبوها أي عمدوها ببناء حجارة، وهو أيضا أن يجعل حول النخلة شوك إذا كانت غريبة ظريفة لكيلا يصعدها أحد، ومنه قول [الحباب بن المنذر بن الجموح] الأنصاري يوم السقيفة * أنا عذيقها المرجب وجذيلها المحكك *، فالترجيب أن النخلة إذا مالت بني لها من شق الميل بناء يرفدها ويمنعها عن السقوط فيقول إن لي عشيرة ترفدني وتمنعني والعذيق تصغير عذق وهو النخلة والعذق والكباسة وصغرها على جهة المدح كما قيل في حديث آخر قال ذاك الاصيلع يعني عمر بن الخطاب، والتصغير يكون على التحقير وعلى التعظيم، فمن التعظيم قول [لبيد]
وكل أناس سوف تدخل بينهم ... دويهية تصفر منها الأنامل
وقال أوس:
فويق جبيل شامخ الرأس لم تكن ... لتبلغه حتى تكل وتعملا
وقوله جذيلها المحكك يقول أنا في الامور مما قد جرستني مثل هذا الجذل الذي تحتك به الإبل الجربى، ويقال معناه يشتفى برأيي كما تشتفي الابل الجربى إذا احتكت به، وقال [مالك بن خالد الخناعي] الهذلي
1 / 11
رجال برتنا الحرب حتى كأننا ... جذال حكاك لوحتها الدواجن
الدواجن الإبل الأوالف حبست في المنزل للجرب لا تسرح في الإبل فتعديها فهي تحتك بأصل قد نصب لها لتشتفي به، أو عبيدة عن يونس قال ينشد هذا البيت [للأنصارية]
وأهدى لنا أكبشا ... تبحبح في المربد
وإن شيءت تمحمح أي تلزم المكان وتتوسطه، ويقال قد سمد شعره وسبده والتسبيد أن يستأصل شعره حتى يلصقه بالجلد، ويكون التسبيد أن يحلق الرأس ثم ينبت منه الشيء اليسير، قال الأصمعي يقال للرجل حين ينبت شعره ويسود ويستوي قد سبد وهو التسبيد، وجاء في الحديث التسبيد في الحرورية فاش، وأنشد للراعي:
لظل قطامي وتحت لبانه ... نواهض ربد ذات ريش مسبد
وإذا اسود الفرخ من الريش فغطى جلده ولم يطل فقد سبد، أبو عمرو يقال صبأت الجيش عليهم وصمأته عليهم إذا هجمته عليهم، أبو عبيدة السأسم والسأسب شجر ويقال هو الشيز، ويقال ما زلت راتما على هذا الأمر وراتبا أي مقيما، الفراء يقال أومأت إليه وأوبأت إليه وأنشد [للفرزدق]
ترى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا ... وإن نحن أوبأنا إلى الناس وقفوا
قال وقال بعضهم الإيماء أن تشير برأسك والإيباء أن ترفع رأسك ثم تنكسه إلى صدرك، اللحياني يقال للعجوز قحمة وقحبة، أبو عبيدة قال أبو العاج إذا شربت بطرف فم السقاء ثنيته أو لم
1 / 12
تثنه أو شربت من وسط السقاء قيل قد اقتبعت السقاء قال وقال أبو مسمع اقتبع واقتمع واحد لأن الباء أخت الميم، اللحياني بقال أتانا وما عليه طحربة وطحرمة أي خرقة، وكذلك يقال ما في السماء طحربة أي لطخ من غيم، ويقال ما في نحي فلان عبقة ولا عمقة أي لطخ ولا وضر، ويقال هو يرمي من كثب ومن كثم أي من قرب وتمكن، وحكاها لي أبو عمرو أيضا، وحكى لي أبو عمرو قئمت في الشراب وقئبت، وصئمت وصئبت، اللحياني يقال صئم من الماء وصئب إذا امتلا وروي، قال والقرهم والقرهب السيد، وهو أيضا الثور المسن، أبو عبيدة عن يونس قال رجمته بقول سئ ورجبته يعنون صككته، قال ابن دريد المراجم قبيح الكلام يقال تراجم القوم بينهم بمراجم قبيحة أي بكلام قبيح وكلام مرجم على غير يقين، الفراء يقال اطمأننت إليه ولغة بني أسد اطبأننت، وأنشد:
وبشرني جبينك من بعيد ... بخير فاطبأن له جنابي
ويروي جناني، وحكى عن الكسائي النغمة والنغبة من الشراب إذا تناولت منه شيئا قليلا وقد نغب ونغم، وبقال هو يتمجح ويتبجح بمعنى واحد وهو من الفخر، أبو عمرو يقال بجح يبجح ومجح يمجح، الفراء ذهب القوم شذر مذر وشذر مذر وشذر بذر وشذر بذر إذا تفرقوا، وأنشدني الكلابي لعلي بن حسان الكلابي:
وشذرت أقراني جميعا وواحدا ... وأصردت فيهم مثل ما يصرد النبل
1 / 13
أبو زيد الرميز من الرجال العاقل الثخين وقال بعضهم الربيز وقد رمز رمازة وربز ربازة، أبو عبيدة العقمة والعقبة ضرب من الوشي، الفراء يقال تعرف فيه عقبة الكرم والسرو وعقمة أيضا، قال عمرو بن شأس الأسدي:
وقوم عليهم عقبة السرو مقتفى ... بندمانهم لا يخصفون لهم نعلا
قال أبو عبيدة العقمة والعقبة أيضا ضروب ثياب الهودج، اللحياني يقال أسود غيهب وغيهم، وأنشد:
وكل بهماء عليها غيهم
وأنشد لامرئ القيس:
تجاوزتها والبوم يدعو بها الصدى ... وقد ألبست أفراطها ثني غيهب
الأفراط الأكم الصغار والثني ما انثنى من الشيء والغيهب الأسود وهو ههنا الظلمة، وحكى إنه لميمون النقيبة والنقيمة، وعجب الذنب وعجمه أصله، ويقال العمري والعبري للسدر الذي ينبت على الأنهار وللسدر الذي يشرب من الأنهار والمياه، قال العجاج:
لاث به الأشاء والعبري
وما كان منه في العلاوة والبر فهو الضال، اللحياني يقال ضربة لازب ولازم، قال النابغة:
ولا يحسبون الخير لا شر بعده ... ولا يحسبون الشر ضربة لازب
وقال كثير:
فما ورق الدنيا بباق لأهله ... ولا شدة البلوى بضربة لازم
1 / 14
ويقال ثوب شبارق وشمارق ومشبرق ومشمرق إذا كان ممزقا، قال ذو الرمة:
فجاءت بنسج العنكبوت كأنه ... على عصويها سابري مشبرق
ويقال وقع في بنات طمار وطبار أي داهية، ويقال رجل دنبة ودنمة للقصير، ويقال أدهقت الكأس إلى أصبارها وأصمارها أي ملأتها إلى رأسها والواحد صبر وصمر، الأصمعي يقال أخذ الأمر بأصباره وأصماره أي بكله، ويقال أخذها بأصبارها وأصمارها أي تامة بجميعها، وأنشد للنمر بن تولب:
عزبت وباكرها الربيع بديمة ... وطفاء تملأها إلى أصبارها
اللحياني يقال أصابتنا أزمة وأزبة وإزمة وإزبة وهو الضيق والشدة، الكسائي يقال اضمأكت الأرض واضبأ كت إذا اخضرت من النبات، ويقال كمحته باللجام وكبحته وأكبحته وأكمحته، قال الأصمعي أكمحت الدابة بألف إذا جذبت عنانها حتى تصير منتصبة الرأس، ومنه قول [ذي الرمة]
تعالى ذراعاها وتمضي بصدرها ... حذارا من الإيعاد والرأس مكمح
وكفحت الدابة إذا تلقيت فاها باللجام، ومنه لقيته كفاحا إذا استقبلته كفة كفة، ويقال كبحتها باللجام بغير ألف وهو أن تجذبها إليك وتضرب فاها لكيلا تجري، وحكى أبو عمرو والذأم والذأب والذ أن العيب، وأنشد [لقيس بن الخطيم الأنصاري]
رددنا الكتيبة مفلولة ... بها أفنها وبها ذأنها
1 / 15
وقال كناز الجرمي:
بها أفنها وبها ذابها
اللحياني يقال ذأبته وذأمته إذا طردته وحقرته، ورأبت القدح ورأمته إذا شعبته، ويقال زكم بنطفته وزكب إذا حذف بها، ويقال هو ألأم زكمة في الأرض وزكبة معناه ألأم شيء لفظ شيئا، ويقال عبد عليه وأبد وأمد أي غضب، ويقال وقعنا في بعكوكاء يا هذا ومعكوكاء أي في غبار وجلبة وشر، الفراء يقال جردبت في الطعام وجردمت وهو أن يستر بيده ما بين يديه من الطعام لئلا يتناوله أحد، وأنشد:
إذا ما كنت في قوم شهاوى ... فلا تجعل شمالك جردبانا
ويروى جردمانا، وقال اللحياني يقال مهلا وبهلا في معنى واحد، وقال أبو عمرو مهلا وبهلا إتباع، وأنشد [لأبي جهيمة الذهلي]
فقلت له مهلا وبهلا فلم يثب ... بقول وأضحى الغس محتملا ضغنا
قال أبو يوسف وسمعت أبا صاعد الكلابي يقول تكبكب الرجل في ثيابه أي تزمل وحكاها أبو عمرو الشيباني تكمكم، قال ويقال كبنت اللصوص في الجبل كما يقال كمنوا، وقال الفراء كبن الشيء كبونا إذا دخل واستتر عنك، قال وأنشدني الزبيري:
فإياك والغى لا تستتر ... حديد النيوب أطال الكبونا
قال وأنشدني بعض بني غنم بن أسد:
فلا وجد حتى يكبن الحب في الحشى ... ولا وجد حتى لا يكون بكاء
قال ويسمى كل داء استتر في الجوف مما لا يظهر الكبان، وقال
1 / 16
أبو صاعد العطاميل هي البكرات التوام الخلق يعني العطابيل.
باب الميم والنون الأصمعي يقال للحية أيم وأين، قال العجاج: وبطن أيم وقواما عسلجا والأصل أيم فخفف نحو لين ولين وهين وهين، وأنشد لأبي كبير: ولقد وردت الماء لم تشرب به ... بين الربيع إلى شهور الصيف إلا عواسر كالمراط معيدة ... بالليل مورد أيم متغضف يقول هذه الذئاب تعسر بأذنابها، ويروى إلا عواسل، يقول تعسل في مشيتها تمر مرا سريعا، والمراط النبل، والأيم الحية، والصيف مطر الصيف. وقوله إلا عواسر يعني ذئابا عاقدة أذنابها. والمراط السهام التي قد تمرط ريشها، معيدة يعني معاودة للورد مرة بعد مرة، يريد أن هذا الكلام من موارد الحيات وأماكنها لخلائه، متغضف متثن، ويقال الغيم والغين، وأنشد لرجل من بني تغلب: كأني بين خافيتي عقاب ... يريد حمامة في يوم غين وقال بعضهم الغين إلباس الغيم السماء، ومنه قولهم إنه ليغان على قلبي أي يغطى عليه ويلبس، وقال رؤبة: أمطر في أكناف غيم مغين أي ملبس، [قال] وسمعت أبا عمرو يقول الغيم العطش يقال غيم وغين وقد غامت وغانت أي عطشت وهي تغيم وتغين، قال الراجز:
باب الميم والنون الأصمعي يقال للحية أيم وأين، قال العجاج: وبطن أيم وقواما عسلجا والأصل أيم فخفف نحو لين ولين وهين وهين، وأنشد لأبي كبير: ولقد وردت الماء لم تشرب به ... بين الربيع إلى شهور الصيف إلا عواسر كالمراط معيدة ... بالليل مورد أيم متغضف يقول هذه الذئاب تعسر بأذنابها، ويروى إلا عواسل، يقول تعسل في مشيتها تمر مرا سريعا، والمراط النبل، والأيم الحية، والصيف مطر الصيف. وقوله إلا عواسر يعني ذئابا عاقدة أذنابها. والمراط السهام التي قد تمرط ريشها، معيدة يعني معاودة للورد مرة بعد مرة، يريد أن هذا الكلام من موارد الحيات وأماكنها لخلائه، متغضف متثن، ويقال الغيم والغين، وأنشد لرجل من بني تغلب: كأني بين خافيتي عقاب ... يريد حمامة في يوم غين وقال بعضهم الغين إلباس الغيم السماء، ومنه قولهم إنه ليغان على قلبي أي يغطى عليه ويلبس، وقال رؤبة: أمطر في أكناف غيم مغين أي ملبس، [قال] وسمعت أبا عمرو يقول الغيم العطش يقال غيم وغين وقد غامت وغانت أي عطشت وهي تغيم وتغين، قال الراجز:
1 / 17
ما زالت الدلو لها تعود ... حتى أفاق غيمها المجهود
وقال آخر:
يا رب شيخ من بني لجيم ... عاري الظنابيب كعظم الريم
لا يعرف الغيم بأرض الغيم
وقال عبيدة الغنوي:
وهم حلوا النعمان أزمان جاءهم ... عن الورد حتى حر وهو ثقيل
سليبا يعد الغنم أن يفلت الفتى ... وفيه صدى من غيمه وغلول
من الغلة وهي العطش، وقال [ربيعة بن مقروم] الضبي:
فظلت صوادي خزر العيون ... إلى الماء من رهبة أن تغيما
ويقال ماء آجن وآجم، قال عوف بن الخرع وأنشده الأصمعي:
وتشرب أسآر الحياض تسوفها ... ولو وردت ماء المريرة آجما
قال أظنه أراد آجنا، ويقال للشمال نسع ومسع، وأنشد للهذلي [وهو المتنخل]
قد حال دون دريسيه مؤوبة ... نسع لها بعضاه الأرض تهزيز
العضاه كل شجرة تعظم ولها شوك الواحدة عضه الدريس الخلق والمؤوبة ريح تأتي مع الليل، والحلان والحلام الجدي الصغير، وأنشد [لابن أحمر]
تهدى إليه ذراع الجدي تكرمة ... إما ذبيحا وإما كان حلانا
فالذ بيح الذي قد صلح أن يذبح للنسك والحلان الجدي الصغير الذي لا يصلح للنسك، ويقال في الضب حلان وفي اليربوع
1 / 18
جفرة والجفرة التي قد انتفخ جنباها وأكلت وشربت حتى سمنت، ويقال غلام جفر حين تحرك، وقال أبو عبيدة في قول مهلهل:
كل قتيل في كليب حلام ... حتى ينال القتل آل همام
أي فرغ ويقال الفرغ للباطل الذي لا يؤدى يقال ذهب دمه فرغا أي باطلا، وأنشد الأصمعي:
كل قتيل في كليب حلان ... حتى ينال القتل آل شيبان
وجمع حلان حلالين وجمع حلام حلاليم، قال الأصمعي يقال امتقع لونه وانتقع إذا تغير وهو ممتقع اللون ومنتقع اللون، ويقال نجر من الماء ينجر نجرا ومجر يمجر مجرا إذا أكثر من شربه ولم يكد يروى، وقال [أبو محمد] الأسدي:
حتى إذا ما اشتد لوبان النجر
الفراء يقال مخجت بالدلو ونخجتها إذا جذبت بها لتمتلئ، قال الراجز:
فصبحت قليذما هموما ... يزيدها مخج الدلى جموما
القليذم البئر الغزيرة والدلى جمع الدلاة ويروى نخج ويروى قدوما، الأصمعي الندى والمدى الغاية يقال بلغ فلان المدى والندى، قال الأصمعي الندى بعد ذهاب الصوت يقال مر فلانا يناد فإنه أندى منك صوتا، وأنشد الأصمعي [لمدثار بن شيبان النمري]
فقلت ادعي وأدع فإن أندى ... لصوت أن ينادي داعياني،
وقال ذو الرمة:
وإن لم يزل يستسمع العام حوله ... ندى صوت مقروع عن العدف عاذب
1 / 19
المقروع المختار للفحلة والعذف الأكل يقال ما ذقت عدوفا والعاذب القائم لا يضع رأسه إلى مرعى يقال ظل عاذبا عن المرعى، قال وسمعت أبا عمرو يقول ما ذاق عدوفا وعذوفا، قال اللحياني يقال رطب محلقم ومحلقن، وقال الأصمعي إذا بلغ الترطيب ثلثي البسرة فهي حلقانه وهي حلقان للجميع وهي محلقنة والمحلقن الجميع، والحزن والحزم ما غلظ من الأرض وهي الحزم والحزون، وقال غيره من الأعراب الحزم أرفع والحزن أغلظ، ويقال قد أحزنا أي صرنا إلى الحزونة ولا يقال أحرمنا، قال امرؤ القيس:
تبين خليلي هل ترى من ظعائن ... سلكن ضحيا بين حزمي شعبعب
الكسائي تمدلت بالمنديل وتندلت، الأصمعي يقال أمغرت الناقة والشاة وأنغرت إذا خالطت لبنها حمرة من دم، الأحمر يقال طانه الله على الخير وطامه يعني جبله وهو يطيمه ويطينه، وأنشد:
لقد كان حرا يستحي أن تضمه ... ألا تلك نفس طين فيها حياؤها
قال وسمعت الكلابي يقول طانه الله على الخير على الشر، الأصمعي يقال للبعير إذا قارب الخطو وأسرع بعير دهامج وبعير دهانج وقد دهمج يدهمج دهمجة ودهنج يدهنج دهنجة، وأنشد [للفرزدق]
وعير لها من بنات الكداد ... يدهنج بالقعو والمزود
كأن رعن الآل منه في الآل
ويروى يدهمج، وأنشد للعجاج:
بين الضحى وبين قيل القيال ... إذا بدا دهامج ذو أعدال
ويروى دهانج، قوله بين الضحى وبين قيل القيال يريد الوقت
1 / 20
الذي يشتد فيه توهج الشمس والسراب دهانج يعني بعيرا يقارب الخطو وإنما شبه الرعن إذا قمص في الآل ببعير عليه أعدال تمشي بها، وأنشد [للعجاج] في مثله:
وهم رعن الآل أن يكونا ... بحرا يكب الحوت والسفينا
تخال فيه القنة الظنونا ... إذا جرى نوبية زفونا
أو قرمليا هابعا ذقونا
القنة الجبل الصغير والهبع أن تستعين بعنقه إذا مشى، وأنشد لابن مقبل:
سرح العنيق إذا ترفعت الضحى ... هدج الثفال بحمله المتثاقل
العنيق المشي السريع سرح سهلة هدج سرعة وتقارب خطو والثفال البعير الثقيل والمعنى ترفعت الضحى كهدج الثفال وذاك أن الآل يكون بالضحى فترى الأعلام فيه ترتفع وتنخفض فشبه اضطراب العلم في الآل بهدجان بعير ثفال عليه حمل، ويقال أسود قاتم وقاتن، وقال الطرماح:
كطوف متلي حجة بين غبغب ... وقرة مسود من النسك قاتن
أبو عمرو والفراء يقال كرزن وكرزم للفأس الثقيلة، وأنشد لبعض الشعراء:
وقد جعلت أكبادنا تحتويكم ... كما تحتوي سوق العضاه الكرازنا
وقال غيره [وهو جرير]
وأورثك القين العلاة ومرجلا ... وإصلاح أخرات الفؤوس الكرازم
الكسائي يقال عراهمة وعراهنة للعظيمة، وأنشد [للأعلم الهذلي]
1 / 21
تراها الضبع أعظمهن رأسا ... عراهنة لها حرة وثيل
وفي الرواية أكبرهن رأسا جراهمة والجراهمة العظيمة، وسمع الفراء حنظل وحمظل، وقال أبو عمرو الدمدم الصليان المحيل في لغة بني أسد وهو بلغة تميم الدندن، أبو عبيدة يقال انتطل فلان من الزق نطلة وامتطل مطلة والمعنى واحد، ويقال قد نشنشها للرجل والفحل أي قد نكحها وقال بعضهم مشمشها في ذلك المعنى، قالت زينب بنت أوس:
ناك حبي أمه نيك الفرس ... مشمشها أربعة ثم جلس
ويقال إن فلانا لشراب بأنقع جمع قال وقال بعضهم بأمقع، قال الأصمعي، معناه المعاود لما يكره مرة بعد مرة، وقد يجتمعون بينهما في قافيتين، وأنشد ابن الأعرابي [لجدة سفيان وقالت لسفيان]
بني إن البرشيء هين ... المنطق اللين والطعيم
وأنشد الأصمعي [لحنظلة بن مصبح]
ألا لها الويل على مبين ... على مبين جرد القصيم
الكلابي يقال أطم يده وأطنها
باب العين والهمزة قال الأصمعي يقال آديته على كذا وكذا وأعديته أي قويته وأعنته ويقال استأديت الأمير على فلان في معنى استعد يت، وأنشد ليزيد بن خذاق: ولقد أضاء لك الطريق وأنهجت ... سبل المسالك والهدى يعدي
باب العين والهمزة قال الأصمعي يقال آديته على كذا وكذا وأعديته أي قويته وأعنته ويقال استأديت الأمير على فلان في معنى استعد يت، وأنشد ليزيد بن خذاق: ولقد أضاء لك الطريق وأنهجت ... سبل المسالك والهدى يعدي
1 / 22