صناعةً، علمًا بأن مرتَبتَه تَقْصُرُ عن غايات أهل الفضل، وتنقص عن درجات ذوي النُّبل؛ بل صُنْت نُطفةَ وجهي عن البذْل،
ولم أعرضْ خدِّي بالتخدُّم للذُّلِّ، ورضيتُ بالقناعة مالًا وافيًا، وبإقراء كتاب الله ﷾ شُغلًا
كافيًا. فلما يسَّر الله المعينُ في جمعه وتحصيله، وترتيب أبوابه وفصوله سميته: "كنز الكتَّاب ومنتخَبُ
الآداب"، روضتُ به بستان الأدب وكان ماحلًا، وحلَّيْتُ به جِيَد الزَّمان وكان عاطلًا، وقد أبرزتُه في
معرض المُلح الأدبية مَجْلُوًا، وبلسان الفصاحة متلوًا. وأنا أسأل الله تعالى العصمة من الزَّلل، والنجاة
من الهذر والخَطَل، وعلى الله أتوكل، وهو حسبي فيما أقول وأفعل.
1 / 77