وقطفتُ من أزاهره المونقة.
وكذلك تصفحتُ كتاب "قلائد العِقيان في محاسن الأدباءِ والأعيانِ" تأليف معاصره أبي النصر أحد
أهل النظم والنثر. واغترفت من دُرَرِه السَّنيَّة، وغُرَره البهيَّة، ما استحسنتُ إثباثَه في كتابي،
وحصلتُ به على مرغبي وطِلابي، ولم أقصد إلى الطَّعن على فاضلٍ، ولا للتعصبِ لقائلٍ على قائل.
فقد سبقني المؤلفون إلى ترتيب المتقدّمين والمتأخرين، والتفضيل بين السابقين والمقصرين، في غير
ما كتابٍ أَلَّفوه، وتصنيفٍ جامعٍ صنَّفوه، ولا تعرضْتُ إلاَّ لليسير من التفصيل، وللغامض من المعاني
والتأويل، فشرحتُ أكثر ما ورد فيه من الغريب، وسلكتُ في ذلك سَنَنَ الاختصار والتقريب، لتكمل
بذلك فائدة الكتاب، ويرغب في اقتنائه ذوو الألباب، وشرفته بالشاهد من القرآن العظيم، ومن حديث
الرسول صلوات الله عليه والتسليم.
وقسمتُه على أربعة عشر بابًا، أودعتها من الآداب فنونًا عِجَابًا، وجعلتُ كلَّ باب منها متفردًا بمعناه
لا يُشركه غيرُه في مقصِده ولامنحاه. ضَمَّنْتُها أسْنى الفوائد، وللبيان فيها مصادر وموارد، ولم أُخْلِه
من مثلٍ سائر، وبيت من الغريب نادر، وتشبيهٍ مصيبٍ، واختراعٍ عجيب.
1 / 74