Церковь Великого Антиохии (часть первая): 34–634 гг.
كنيسة مدينة الله أنطاكية العظمى (الجزء الأول): ٣٤–٦٣٤م
Жанры
وينبه الرسول الحبيب في الفصل الثالث من رسالته الأولى إلى نوع ثالث من الضلال فيقول: «لا يضلكم أحد، من يفعل البر فهو بار، ومن يفعل الخطية فهو من إبليس.» ويرى المجتهدون من علماء اليوم في هذا التنبيه إشارة إلى ضرب من الأنتينومية
Antinomism ، التي ذرت قرنها منذ ذلك العهد، أي إلى القول بأن من يؤمن لا يخطئ، وبالتالي فلا يربطه ناموس.
16
وتوجه رؤيا يوحنا الحبيب ما بين السنة 75 والسنة 85 إنذارا إلى ثلاث من الكنائس السبع التي في آسية إلى تيتيرة وبرغامون وأفسس، إنذارات بوجوب الابتعاد عن النيقولاويين، الذين يتمسكون بتعليم بلعام الذي علم بالاق أن يلقي معثرة أمام بني إسرائيل «حتى يأكلوا من ذبائح الأوثان ويزنوا»، وتأخذ الرؤيا على ملاك كنيسة تيتيرة أنه يدع المرأة إيزابل الزاعمة أنها نبية تعلم وتضل العباد حتى يزنوا ويأكلوا من ذبائح الأوثان، ولا سيما أنها أمهلت مدة لتتوب من زناها فلم ترض أن تتوب؛ ولذا فهي تطرح في فراش، والذين يزنون معها في ضيق شديد إن لم يتوبوا من أعمالهم، «ولسائر من في تيتيرة من جميع الذين ليس لهم هذا التعليم، والذين لم يعرفوا أعمال الشيطان، إني لا ألقي عليكم ثقلا آخر، ولكن تمسكوا بما هو عندكم إلى أن آتي.»
17
ولا نعلم بالضبط من هم هؤلاء النيقولاويون، ويذهب البعض إلى أنهم شيعة نيقولاوس الأنطاكي أحد الشمامسة السبعة الذين رسمهم الرسل، وأن نيقولاوس هذا ضل في الإيمان وخرج عن الكنيسة، ولكن مراجع أصحاب هذا الرأي متأخرة ونصوصها مبهمة غامضة؛ فلا بد والحالة هذه من الاعتراف بأننا لا ندري من هم هؤلاء بالضبط؛ أما تعاليمهم التي استوجبت هذه الإنذارات الشديدة اللهجة، فإنها قد تكون من نوع التعاليم الأنتيمونية التي سبقت الإشارة إليها. وقد يكون الزنى المشار إليه في هذا الفصل من الرؤيا، هو النوع نفسه الذي ورد في الفصل الخامس عشر من سفر الأعمال، ذاك الذي عبر عنه بالكلمة اليونانية
؛ أي التزاوج بين الأقرباء الذي نهى عنه الناموس، فإذا كان هذا هو الواقع يصبح النهي عن الزنى وعن الآكل من ذبائح الأوثان، نهيا عن قلة الاكتراث بتعاليم التوراة والناموس وارتكاب ما يخل بالآداب.
18
هذه أهم أنواع البدع والهرطقات، التي اعترضت في القرن الأول سبل الآباء في الكنائس في الشرق، وليس غريبا أن تظهر هذه البدع والهرطقات في الشرق في القرن الأول من تاريخ الكنيسة؛ فالشرق كان لا يزال منذ عهد خلفاء الإسكندر أشد اهتماما بالفكر والفلسفة من الغرب، وأكثر إقبالا على كل جديد.
الفصل الرابع
Неизвестная страница