Церковь Великого Антиохии (часть первая): 34–634 гг.
كنيسة مدينة الله أنطاكية العظمى (الجزء الأول): ٣٤–٦٣٤م
Жанры
وبعد الوفاة وبعد أن قام السيد من بين الأموات واظبت مريم على الصلاة مع الرسل والتلاميذ.
25
ويرى بعض العلماء المتطرفين المتحذلقين في النقد أن السيدة العذراء لم تنتسب إلى أم الكنائس، وأنها لم تقم بأي دور فيها، وأن أم الكنائس لم تعر شخص العذراء أي اهتمام، وهم يستندون في رأيهم هذا إلى سكوت متى ومرقس عما جاء من أخبار العذراء في لوقا ويوحنا، ويرون أن متى يجعل من مريم العذراء شخصية سلبية، وأن مرقس يذهب إلى أبعد من هذا فيزجها في مرتبة إخوة الرب وأخواته في الجسد.
26
والإشارة هنا إلى ما جاء في الفصل الثالث من إنجيل مرقس إلى الآيات العشرين، والحادية والعشرين، والحادية والثلاثين، حتى الخامسة والثلاثين: «وسمع ذووه فخرجوا ليمسكوه؛ لأنهم قالوا إنه شارد العقل، وجاءت أمه وإخوته، ووقفوا خارجا، وأرسلوا إليه يدعونه، فقالوا له: إن أمك وإخوتك خارجا يطلبونك. فأجابهم: من أمي وإخوتي؟ ثم أدار نظره في الجالسين حوله وقال: هؤلاء هم أمي وإخوتي؛ لأن من يعمل مشيئة الله، ذاك أخي وأختي وأمي.»
ونحن نرى أن التضلع من اللاهوت لا يكفي وحده للتثبت من صحة الروايات في تاريخ الكنيسة ومن سلامة الاستنتاج، فهؤلاء الرجال وفي طليعتهم موريس غوغل، عميد كلية اللاهوت البروتستانتية في باريز، يجهلون فيما يظهر أبسط قواعد المصطلح؛ فلا يكون سكوت الأصول حجة إلا بشروط معينة، وهي أن يكون المؤرخ على يقين جازم من أمر اطلاعه على جميع الأصول، وألا يعتريه شك في أن ما لديه من الأصول هو «جميع ما دونه السلف في الموضوع الذي يبحث»، وأنه «لم يضع مما دونه السلف شيء»؛ وعليه أن يتثبت من «استحالة» السكوت في الأصول عن الموضوع الذي يدرس، فقد تسكت الأصول عن أمور شتى تكون قد وقعت في الماضي.
ونحن علاوة عما تقدم لا نرى مبررا لاعتماد مرقس دون لوقا، فالاثنان دونا في عصر واحد وفي زمنين متقاربين جدا، وهناك ما يجعلنا نؤثر رواية لوقا من حيث الإحاطة على رواية مرقس؛ لأن لوقا توخى كتابة سيرة السيد لأجل المثقفين من الوثنيين، ويوحنا الحبيب اتخذ العذراء إلى خاصته منذ وفاة السيد، فهو والحالة هذه أقرب لفهمها والإحاطة بأخبارها من مرقس ومتى.
الفصل الثاني
حيث دعي المؤمنون مسيحيين أولا
34-44
Неизвестная страница