184

Камиль по языку и литературе

الكامل في للغة والأدب

Исследователь

محمد أبو الفضل إبراهيم

Издатель

دار الفكر العربي

Номер издания

الطبعة الثالثة ١٤١٧ هـ

Год публикации

١٩٩٧ م

Место издания

القاهرة

وأما ابن سعدى، فهو أوس بن حارثة بن لأم الطائي، وكان سيدًا مقدمًا، فوفد هو وحاتم بن عبد الله الطائي على عمرو ابن هند، وأبوه المنذر بن المنذر بن ماء السماء، فدعا أوسًا فقال له: أأنت أفضل أم حاتم؟ فقال أبيت اللعن لو ملكني حاتم وولدي ولحمتي لوهبنا في غداةٍ واحدةٍ. ثم دعا حاتمًا فقال له: أنت أفضل أم أوسٌ؟ فقال أبيت اللعن إنما ذكرت بأوسٍ، ولأحد ولده أفضل مني. وكان النعمان بن المنذر دعا بحلة وعنده وفود العرب من كل حي فقال: احضروا في غد، فإني ملبس هذه الحلة أكرمكم، فحضر القوم جميعًا إلا أوسًا، فقيل له: لم تتخلف فقال إن كان المراد غيري فأجمل الأشياء ألا أكون حاضرًا، وإن كنت أنا المراد فسأطلب ويعرف مكاني. فلما جلس النعمان لم ير أوسًا، فقال اذهبوا إلى أوس فقولوا له: احضر آمنًا مما خفت، فحضر فألبس الحلة، فحسده قوم من أهله، فقالوا للحطيئة: اهجه ولك ثلاثمائة ناقة، فقال الحطيئة: كيف أهجو رجلًا في بيتي أثاثًا ولا مالًا إلا من عنده ثم قال: كيف الهجاء وما تنفك صالحةٌ ... من آل لأم بظهر الغيب تأتيني فقال لهم بشر بن أبي خازم، أحد بني أسد بن خزيمة: أنا أهجو لكم، فأخذ الإبل وفعل، فأغار أوس على الإبل فاكتسحتها، فجعل لا يستجير حيًا إلا قال: قد أجرتك إلا من أوس. وكان في هجائه إياه قد ذكر أمه، فأتى به، فدخل أوس على أمه فقال: قد أتينا ببشرٍ الهاجي لك ولي، فما ترين فيه؟ فقالت له: أو تطيعني فيه؟ قال نعم، قالت: أرى أن ترد عليه ماله، وتعفو عنه وتحبوه، وافعل مثل ذلك، فإنه لا يغسل هجاءه إلا مدحه. فخرج إليه فقال: إن أمي سعدى التي كنت تهجوها قد أمرت فيك بكذا وكذا فقال: لا جرم والله لا مدحت أحدًا حتى أموت غيرك. ففيه يقول: إلى أوس بن حارثة بن لأمٍ ... ليقضي حاجتي فيمن قضاها وما وطئ الثرى مثل ابن سعدى ... ولا لبس النعال ولا احتذاها

1 / 187