Камаль ад-Дин
كمال الدين و تمام النعمة - الجزء1
Жанры
الحجة وكذلك يجوز أن يستتر الإمام المدة الطويلة إذا خاف ولا تبطل حجة الله عز وجل.
فإن قالوا فكيف يصنع من احتاج إلى أن يسأل عن مسألة قيل له كما كان يصنع والنبي(ص)في الغار من جاء إليه ليسلم وليتعلم منه فإن كان ذلك سائغا في الحكمة كان هذا مثله سائغا.
ومن أوضح الأدلة على الإمامة أن الله عز وجل جعل آية النبي(ص)أنه أتى بقصص الأنبياء الماضين(ع)وبكل علم من توراة وإنجيل وزبور من غير أن يكون يعلم الكتابة ظاهرا أو لقي نصرانيا أو يهوديا فكان ذلك أعظم آياته وقتل الحسين بن علي(ع)وخلف علي بن الحسين(ع)متقارب السن كانت سنه أقل من عشرين سنة ثم انقبض عن الناس فلم يلق أحدا ولا كان يلقاه إلا خواص أصحابه وكان في نهاية العبادة ولم يخرج عنه من العلم إلا يسيرا لصعوبة الزمان وجور بني أمية ثم ظهر ابنه محمد بن علي المسمى بالباقر(ع)لفتقه العلم فأتى من علوم الدين والكتاب والسنة والسير والمغازي بأمر عظيم وأتى جعفر بن محمد(ع)من بعده من ذلك بما كثر وظهر وانتشر فلم يبق فن في فنون العلم إلا أتى فيه بأشياء كثيرة وفسر القرآن والسنن ورويت عنه المغازي وأخبار الأنبياء من غير أن يرى هو وأبوه محمد بن علي أو علي بن الحسين(ع)عند أحد من رواة العامة أو فقهائهم يتعلمون منهم شيئا وفي ذلك أدل دليل على أنهم إنما أخذوا ذلك العلم عن النبي(ص)ثم عن علي(ع)ثم عن واحد واحد من الأئمة وكذلك جماعة الأئمة(ع)هذه سنتهم في العلم يسألون عن الحلال والحرام فيجيبون جوابات متفقة من غير أن يتعلموا ذلك من أحد من الناس فأي دليل أدل من هذا على إمامتهم وأن النبي(ص)نصبهم وعلمهم وأودعهم علمه وعلوم الأنبياء(ع)قبله وهل رأينا في العادات
Страница 91