151

Калила и Димна

كليلة ودمنة

Издатель

المطبعة الأميرية ببولاق - القاهرة

Номер издания

السابعة عشرة ١٣٥٥ هـ

Год публикации

١٩٣٦ م

Место издания

١٩٣٧

لم ينطق بهذا لحبه بالملك، ولكن لخلاص نفسه، والتماس العذر لها. فقال لها دمنة: ويلك! وهل علي في التماس العذر لنفسي عيبٌ؟ وهل أحدٌ أقرب إلى الإنسان من نفسه؟ وإذا لم يلتمس لها العذر، فمن يلتمسه؟ لقد ظهر منك ما لم تكن تملك كتمانه من الحسد والبغضاء؛ ولقد عرف من سمع منك ذلك أنك لا تحب لأحدٍ خيرًا؛ وأنك عدو نفسك، فمن سواهًا بالأولى. فمثلك لا يصلح أن يكون مع البهائم، فضلًا عن أن يكون مع الملك، وأن يكون ببابه. فلما أجابه دمنة بذلك، خرج مكتئبًا حزينًا مستحيًا. فقالت أم الأسد لدمنة: لقد عجبن منك، أيها المحتال، في قلة حيائك، وكثرة وقاحتك، وسرعة جوابك لمن كلمك. قال دمنة: لأنك تنظرين إلى بعينٍ واحدةٍ، وتسمعين مني بأذنٍ واحدةٍ، مع أن شقاوة جدي قد زوت عني كل شيء، حتى لقد سعوا إلى الملك بالنميمة علي، ولقد صار من بباب

1 / 159