وكثيرًا ما يتجوّز صاحب "كشف الظنون" عند ذكر عناوين الكتب، وخاصة تلك التي لم يذكر أوائلها ولم يرَها. والكتاب الذي بين أيدينا منها، فلم يذكر أوَّله ولم يصفْه بشيء.
* تحقيق نسبته إلى المؤلف:
ذكرتُ فيما سبق أن المؤلف أشار إلى هذا الكتاب في "الإغاثة"، ووصفَه بما ينطبق على النسخة التي وصلت إلينا. والنسخة قديمة، وفيها أجوبة العلماء الآخرين المعاصرين لابن القيم، والاستفتاء كان سنة ٧٤٠ كما ذُكِر في النسخة، وذلك في دمشق حيث كان فيها المفتون، ومنهم ابن القيم الذي عاش فيها في هذه الفترة.
وفي الكتاب شواهد أخرى تدلُّ على أنه لابن القيم، منها أنه أشار إلى مؤلفاته الأخرى الثابتة النسبة إليه، مثل "زاد المعاد" و"مدارج السالكين"، فقال في (ص ١٣٣): "ولهذا كان رسول الله ﷺ يُطيله كما يُطيل الركوع والسجود، ويُكثر فيه من الثناء والحمد والتمجيد كما ذكرناه في هديه ﷺ ". وهو في "زاد المعاد" (١/ ٢٤٩) كما ذكر. وقال في (ص ١٢٨): "وهذا موضع يستدعي كتابًا كبيرًا، ولولا الخروج عما نحن بصدده لأوضحناه وبسطنا القول فيه، فمن أراد الوقوف عليه فقد ذكرناه في كتاب مراحل السائرين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، وفي كتاب الرسالة المصرية".
و"مراحل السائرين" هو العنوان الصحيح لكتاب "مدارج السالكين"،
المقدمة / 32