172

Калам ала Масала ас-Самак

الكلام على مسألة السماع

Редактор

محمد عزير شمس

Издатель

دار عطاءات العلم (الرياض)

Издание

الثالثة

Год публикации

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Место издания

دار ابن حزم (بيروت)

Жанры

لذة ومنفعة ومصلحةً لهذا العبد الذي قد دعاه إلى المأدبة، ليست في اللون الآخر، لتكمل لذة عبده في كل (^١) لون من ألوان العبودية، ويكرمه (^٢) بكل صنف من أصناف الكرامة، ويكون كل فعل من أفعال تلك العبودية مكفرًا لمذموم كان يكرهه بإزائه، ليُثيبه (^٣) عليه نورًا خاصًا وقوة في قلبه وجوارحه وثوابًا خاصًّا يوم لقائه.
فيصدر المدعو من هذه المأدبة وقد أشبعه وأرواه، وخلع عليه خِلَع (^٤) القبول وأغناه؛ لأن القلب كان قبلُ (^٥) قد ناله من القحط والجدب والجوع والظمأ والعُرْي والسقم ما ناله، فأصدره من عنده وقد أعطاه من (^٦) الطعام والشراب واللباس والتحف ما يغنيه.
ولمّا كانت الجدوب متتابعة، وقحط النفوس متواليًا (^٧)، جدد له الدعوة إلى هذه المأدبة وقتًا بعد وقت رحمة منه به، فلا يزال مستسقيًا من (^٨) بيده غيث القلوب وسَقْيها، مستمطرًا سحائبَ رحمته لئلا ييبَسَ

(^١) ع، ك: "بكل".
(^٢) ك: "ويلزمه" تحريف.
(^٣) ك: "ويثيبه".
(^٤) الأصل: "بخلع".
(^٥) ع: "قبلها".
(^٦) في الأصل: "وقد أغناه عن". ك: "وقد أعتاه". والمثبت من ع.
(^٧) ك: "متواليه".
(^٨) ع، ك: "ممن".

1 / 110