123

Калам ала Масала ас-Самак

الكلام على مسألة السماع

Редактор

محمد عزير شمس

Издатель

دار عطاءات العلم (الرياض)

Номер издания

الثالثة

Год публикации

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Место издания

دار ابن حزم (بيروت)

Жанры

من الله ومَقْته، فإنَّ الله لا يُتقرب إليه إلَّا بما يحبه ويرضاه، لا بما يذوقه كل أحد ويستحسنه ويهواه، وكيف يليق بمن يدعي محبة الله وإرادته، أن يتقرب إليه بما لم يشرعه على لسان حبيبه، وبما لا يحبه ويرضاه من القول والعمل والهدى؟ وهل هذا إلَّا عين البعد منه؟
وقد قال غير واحد من السلف (^١): ادَّعى قومٌ محبةَ الله تعالى، فأنزل الله تعالى (^٢): ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ [آل عمران: ٣١]، فلم يقل: فارقصوا وغنُّوا واطربوا على صوت المزامير والشبابات، والألحان المطربات، بالتوقيعات والنغمات، فمن أضلُّ سبيلًا ممن يدَّعي محبة الله، ويزعم أنَّه يتقرب إليه بهذا السماع الشيطاني، الذي هو حظُّ النفس والشيطان. (^٣)
فهل سمعتم قطُّ في سنةٍ ... صحَّت عن المختار أو في كتابْ
أنَّ الغنا والرقص دينٌ كذا ... صوتُ يَراعٍ أو أخيهِ الرَّبابْ
هذا كتاب الله ما بيننا ... منزَّهٌ عن باطل وارتيابْ
وهذه السنةُ قد بيَّنتْ ... مرادَه حتى استبان الكتابْ
إن أنتمُ أعفيتُموها (^٤) من (م) ... التحريفِ أبصرتم طريقَ الصواب

(^١) انظر "تفسير الطبري" (٥/ ٣٢٥)، و"الدر المنثور" (٣/ ٥٠٨).
(^٢) بعدها في ع: "آية المحبة".
(^٣) بعدها في ع: "قال المصنف"، وليست في الأصل وك، فلم نثبته.
(^٤) في الأصل: "أعفيتمونا". والمثبت من ع، ك.

1 / 61