عنهُما - واستنشد [من شعر] أميَّة بن [أبي] (١) الصلت، واستمع إليه كما فِي مسلم (٢)، ومن ثم قال العز بن عبدالسلام فِي تفسيره: وأمَّا الأشعار والتشبيهات فمأذون فيها، وقد أنشد كعب [بن زهير]- رضي الله تعالى عنه - رسولَ الله ﷺ بانت سعاد القصيدة المشهورة فاستمعها [ولم يُنكِر عليها] (٣) شيئًا، وفيها الاستعارات والتشبيهات حتى شبَّه الريقة بالخمرة، وكانت حرمت، ولكنَّ تحريمها لم يمنع عندَهم طيبها، بل تركوها مع الرغبة فيها والاستحسان بها، وكان ذلك أعظم لأجرهم، ا. هـ.
وذكر الروياني فِي "البحر" أنَّ (سعاد) كانت زوجته وبنت عمِّه، وأنَّه إنما أنشد فيها هذه القصيدة لطول غيبته عنها بهربه من النبي - صلَّى الله [ز١/ ٦/أ] عليه وسلَّم - وقال ابن عبدالبر: لا ينكر الحسنَ من الشعر أحدٌ من أهل العلم ولا من أولي النهى، وليس أحدٌ من كبار الصحابة وأهل العلم وموضع القدوة إلا وقد قال الشعر أو تمثَّل به أو سمعه فرَضِيَهُ، ما كان
_________
(١) سقط من (ز١) و(ز٢) واستدرك من مصادر التحقيق.
(٢) يشير إلى الحديث الذي أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (٧٩٩)، ومسلم (٢٢٥٥)، وابن ماجَهْ (٣٧٥٨)، والطحاوي في "شرح معاني الأثار" (٤/ ٣٠٠)، وابن حبان (٥٧٨٢)، والطبراني في "الأوسط" (٢٤٢٩)، والبيهقي (١٠/ ٢٢٦) وغيرهم عن عمرو بن الشريد، عن أبيه قال: "ردفت رسول الله ﷺ يومًا فقال: «هل معك من شعر أمية بن أبى الصلت شيء؟»، قلت: نعم، قال: «هيه!» فأنشدته بيتًا، فقال: «هيه!» ثم أنشدته بيتًا، فقال: «هيه!» حتى أنشدته مائة بيت، هذا لفظ مسلم.
(٣) في (ز٢): ولم ينكر منها، والحديث أخرجه ابن أبي عاصم في "الأحاد والمثاني" (٢٧٠٦)، والبيهقي (١٠/ ٢٤٣) من حديث عبدالرحمن بن كعب بن زهير بن أبى سلمى المزني، عن أبيه، عن جده، والحاكم (٣/ ٦٧٣)، والبيهقي (١٠/ ٢٤٣) من حديث موسى بن عقبة، أنشد كعب بن زهير، والحاكم (٣/ ٦٧٣)، والفاكهي في "أخبار مكة" (١/ ٣٠٧) من حديث علي بن زيد بن جدعان أنشد كعب بن زهير، وقال الشوكاني في "نيل الأوطار" (٢/ ١٦٨) قال العراقي: وهذه القصيدة قد رويناها من طرقٍ لا يصحُّ منها شيء، وذكرها ابن إسحاق بسندٍ منقطع.
1 / 32