واختلف فِي تفسير «الغُبَيْرَاء» فقيل: الطُّنْبُور، وقيل: العُود، وقيل: البَربَط، وقيل غير ذلك، وعن ابن عباسٍ ﵄ أنَّ النبي ﷺ قال: «إذا كان يومُ القيامةِ [ز١/ ٤/أ] قال اللهُ ﷿: أين الذين كانوا يُنزِّهون أسماعهم وأبصارهم عن مَزامِير الشَّيْطانِ؟ ميزوهم فيميزوهم فِي كثب المسك والعنبر، ثم يقول لملائكتِه: أسمعوهم تسبيحي [وتحميدي] وتمجيدي فيسمعون بأصواتٍ لم يسمع السامعون مثلها» أخرَجَه الديلمي (١).
وعن أبي هريرة ﵁ أنَّ النبيَّ ﷺ قال: «حبُّ الغِناء يُنبِت النِّفاق في القلب، كما يُنبِت الماء العشب»؛ أخرجه الديلمي (٢).
وعن ابن مسعود ﵁ أنَّ النبي ﷺ قال: «إيَّاكم [وإسماع] (٣) المعازف والغناء فإنهما ينبتان النِّفاق في القلب كما ينبت الماءُ البقلَ»؛ رواه ابن صصري في أماليه (٤).
_________
(١) لم أقفْ عليه عن ابن عباس، ولكن له شاهد من حديث محمد بن المنكدر، وقد أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (١/ ١٢)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (١/ ٢٥٤)، وأبو نعيم في "الحلية" (٣/ ١٥١) بلفظ: «إن الله تعالى يقول يوم القيامة أين الذين كانوا ينزهون أنفسهم وأسماعهم عن اللهو ومزامير الشيطان أدخلوهم في رياض الجنة ثم يقول للملائكة أسمعوهم حمدي وثنائي وأخبروهم أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون» وهذا لفظ أبي نعيم.
(٢) لم أقفْ عليه من حديث أبي هريرة، وأخرجه أبو داود (٤٩٢٧)، والبيهقي (١٠/ ٢٢٣) من حديث ابن مسعود، وقال ابن حجر في "تلخيص الحبير" (٤/ ٣٦٧) حديث: «الغناء يُنبِت النِّفاق في القلب، كما يُنبِت الماء البقل» أبو داود بدون التشبيه، والبيهقي من حديث ابن مسعود مرفوعًا، وفيه شيخ لم يسمَّ، ورواه البيهقي أيضًا موقوفًا، وفي الباب عن أبي هريرة رواه ابن عدي، وقال ابن طاهر: أصحُّ الأسانيد في ذلك أنَّه من قول إبراهيم.
(٣) في (ز٢): وسماع.
(٤) لم أقف عليه.
1 / 24