عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ يَاسِينُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَاسِينَ، حَدَّثَنَا الْمُزَنِيُّ وَهُوَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى أَبُو إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: دخلت عَلَى الشافعي ﵁ فِيِ الْيَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ مِنَ الدُّنْيَا رَاحِلا وَلإِخْوَانِي مُفَارِقًا، وَبِكَأْسِ الْمَنِيَّةِ شَارِبًا، فَلا وَاللَّهِ مَا أَدْرِي إِلَى الْجَنَّةِ أُسَاقُ فَأُهَنِّيهَا، أَمْ إِلَى النَّارِ فَأُعَزِّيهَا.
وَأَنْشَأَ يَقُولُ:
وَلَمَّا قَسَى قَلْبِي وَضَاقَتْ مَذَاهِبِي ... جَعَلْتُ رَجَائِي نَحْوَ عَفْوِك سُلَّمًا
تَعَاظَمَنِي ذَنْبِي فَلَمَّا قَرَنْتُهُ ... بِعَفْوِكَ رَبِّي كَانَ عَفْوُكَ أَعْظَمَا
وَمَا زِلْتَ ذَا عَفْوٍ عَنِ الذَّنْبِ لم تزل ... تجود وتعف منة وتكرما
ولولاك لم يغوي بِإِبْلِيسَ عَابٌِد ... وَكَيْفَ وَقَدْ أَغْوَى صَفِيَّكَ آدَمَا
أَخْبَرَنَا أَعْلَى مِنْ هَذَا بِدَرَجَتَيْنِ الْحَافِظُ أَبُو الْحَجَّاجِ يُوسُفُ بْنُ خَلِيلٍ الدِّمَشْقِيُّ ﵀ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي «الْحِلْيَةِ» لأَبِي نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَكَارِمِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ اللَّبَّانُ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بن الحسن الحداد، أخبرنا أبو نعيم أحمد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الأَصْبَهَانِيُّ الْحَافِظُ قال: وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى، عَنِ الْمُزَنِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الشَّافِعِيِّ ﵁ فِيْ عِلَّتِهِ الَّتِي مَاتَ فِيهَا، فَقُلْتُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ مِنَ الدُّنْيَا
1 / 283